لم يكن للأمريكان والتحالف الدولي اي دور في تحرير الموصل

وأكد المتحدث بإسم الحشد الشعبي "كريم النوري" في حديث خاص له مع وكالة مهر للأنباء على أن القوات العراقية تمكنت من تحرير مدينة موصل القديمة بشكل كامل ولم يتبقى سوى عمليات التفكيك والتطهير ورفع العبوات الناسفة والوصول الى الميدان.

س: ما هي المرحلة القادمة بعد تحرير موصل بشكل كامل؟

ج: على مستوى المدينة القديمة حسم الامر، بقي قضاء تلعفر والمحلبية والعياضية وأن الوجهه القادمة للقوات العراقية بعد الموصل هو منطقة الشرقاط في محافظة صلاح الدين. من جانب جنوب كركوك اي منطقة الحويجة لدى منطقة الشرقاط، نظرا لحساسية المنطقة كونها كانت منطلقا لكثير من عمليات تنظيم داعش ، لذلك ستشهد هذه المنطقة عمليات واسعة النطاق. على مستوى الجانب الثاني من منطقة شرقاط وهو جانب النهر فلم يتحرر بعد. ما تبقى من الانبار هو ثلاثي عانة ، راوة والقائم المحيطة بالحدود السورية والاردنية والتي هي مقابل منطقة البوكمال في ديرالزور السورية.
حاليا ترابط القوات العراقية على الحدود والوجهة القادمة تحتاج الى بعض الاجراءات والعمليات الواسعة مثل القضاء على بعض الجيوب وبعض النقاط التي تشكل مضافات او مقرات لتنظيم داعش في صحراء الانبار وصحراء صلاح الدين، وأن الحشد الشعبي والقوات الامنية العراقية قادرة على حسم المعركة باتجاه الصحيح انشاءلله.

س: بعد التقاء القوات العراقية والسورية في الحدود المشتركة، هل هناك إمكانية لمشاركة القوات العراقية في الحرب ضد داعش في سوريا بعد انهاء العمليات في موصل؟

ج: وصول القوات العراقية الى الحدود السورية أمر حاسم ومهم للغاية، لأن ذلك يعني نهاية داعش وأن قياداته تبحث عن طريق للخلاص.
وبالنسبة لدخول القوات العراقية الى الحدود السورية، انه امر سابق الاوان لايمكن التحدث به حاليا، هناك بعض التعقيدات، هناك اجواء وظروف أمنية حساسة للغاية والقائد العام للقوات المسلحة هو المعني بقرار خطير كهذا، لايمكن إتخاذه الا من خلال تنسيق بين الحكومة العراقية مع الجانب السوري، سيما أنه لازالت توجد بعض المشاكل داخل الحدود السورية على مستوى القوات السورية الديموقراطية وذلك يأدي الى حساسية دولية واقليمية في هذه المنطقة. فالقوات العراقية تسعى للدفاع عن العراق والوصول الى الحدود العراقية يعني تحقيق الهدف النهائي بالنسبة لها.

س: ما هو الدور الذي لعبته قوات الحشد الشعبي وماحققته فتوى آية الله على السيستاني في تحقيق النصرة للعراق؟ وما هي مهمة الحشد الشعبي بعد القضاء بشكل كامل على تنظيم داعش؟

ج: الحشد الشعبي يعتبر القوة الضاربة التي منعت سقوط بغداد بعد انهيار 9 حزيران 2014 ، لانه منع وصول قوات تنظيم داعش الارهابي الى بغداد وردع الخطر عن العاصمة العراقية بغداد وباقي المحافظات واستطاع الوصول الى المناطق التي يتواجد فيها  تنظيم داعش ودافع واستعاد معنويات الجيش العراقي والشرطة العراقية ومن ثم لاحق داعش من ديالي الى حزام بغداد الى صلاح الدين الى الفلوجة وصولا الى الانبار واليوم تمكن من الإتاحة به في الموصل.
الحشد الشعبي استطاع بالتضحيات الذي قدمها تحقيق الامن للعراق وقمع الإرادة التركية والمحلية التي سعت لتقسيم الموصل واستطاع الحشد الشعبي أن يشكل رادعا أمام المؤامرات الامريكية والمعادلة التي جاءت بها الإدارة الامريكية متأخرا، ونجح في فرض واقعا جديدا على القوى الاقليمية والدولية.

س: هل كان للتحالف الدولي دور في القضاء على تنظيم داعش؟

ج: التحالف الدولي بشكل عام لم يكن جاد في قضية تحرير الموصل ومواجهة تنظيم داعش، بل يحاول احيانا استيعاب واحتواء هذا التنظيم وليس القضاء عليه. ثلاثة سنوات من الحرب ضد تنظيم داعش اثبتت أن الأمريكان لم يجدّوا بالقضاء على داعش وفي نهاية المطاف جائوا ليشاركوا بمنصة التتويج.
فتحرير المناطق الكبيرة تم دون اي تدخل من القوات الامريكية والتحالف الدولي، بل في عدة مرات قامت هذه القوات بضرب القوات العراقية وعرقلة الامور ومن ثم ادعت انه خطأ فني. وليس للولايات المتحدة الامريكية والتحالف الدولي اي دور في تحقيق النصر العراقي على داعش.

س: ما هو دور ايران في تحرير الموصل من خلال المستشارين العسكريين كاللواء قاسم سليماني؟

ج: ايران كانت اول دولة قدمت لنا الدعم والمساعدة في هذا الانجاز وحضور مستشارين عسكرين ذات خبرة كبيرة كاللواء قاسم سليماني يشكل دعما كبيرا للقوات العراقية. قدمت ايران شهداء ايضا، رغم أن اعدادهم لم تكن كثيرة، لكنهم كانوا مؤثرين جدا في الانجازات التي حققتها القوات العراقية من خلال خططهم الناجحة.
الحاج قاسم سليماني هو المستشار العسكري الكبير والقائد الميداني الذي قدم خدمة كبيرة للعراق وحارب داعش بحيث اين ما يتواجد يثير الرعب للهذا التنظيم الارهابي وأحيانا تعلن القوات العراقية وجودهذا القائد كرسالة تثير الرعب لدي قوات تنظيم داعش. اينما يتواجد الحاج قاسم سليماني يتواجد النصر.
مرة واحدة كنت حاضرا عندما كان اللواء قاسم سليماني يخطط مع القائد الميداني هادي العامري وشاهدته بنفسي عندما كان يخطط للهجوم على بعض القرى في منطقة الضلوعية ومن ثم منع الهجوم عليها، عندما وصله خبر عن تواجد بعض العوائل والمدنيين في تلك القرى، حفاظا على تلك العوائل. قاسم سليماني رجل لديه روح انسانية كبيرة ويسعى للدفاع على العراق والدفاع عن المظلومين.

س: ما هو مصير الأراضي المحررة في محافظة نينوى من قبل قوات البيشمركة؟

ج: الخارطة العارقية ستعود كما كانت من قبل دخول داعش ولايمكن ان يكون داعش ذريعة للتلاعب في تلك الخارطة والاستحواذ على بعض المناطق. سوف لن يكون هناك اي تغيير ديموغرافي، ذلك خط احمر لايمكن تجاوزه من قبل اي جهة.
الدستور هو الشيء المتفق عليه من قبل كلا الطرفين، الحكومة العراقية وسلطات اقليم كردستان ولايمكن الالتفافة على الدستور والاستحواذ على اراضي من الموصل لم تكن من قبل ضمن اقليم كردستان.

س: ما هي ردة فعل السعودية بعد الانجاز والنصر الذي حققته القوات العراقية؟

ج: الانتصار يشكل ضربة صاعقة وصدمة لكل من كان يعول على انتصار تنظيم داعش الارهابي وتآمر من أجل تدمير العراق. نتمنى أن يتفهم السعوديون والدول الاوروبية بأننا استطعنا من خلال تحقيق الانتصار ضد داعش، منع وصول الإنتحاريين الى اوروبا والرياض، لا  أن يتحسسوا من هذا النصر./انتهى/.

أجرى الحوار: محمد فاطمي زاده