اعتبر السفير العراقي لدى طهران راجح صابر عبود الموسوي في حديث لوكالة مهر للأنباء أن معركة الموصل معركة العالم أجمع، ولم تكن للعراق وللعراقيين فقط بل هي معركة كل العالم ضد الظلم والطغيان والإرهاب، مضيفاً أن معركة الموصل فتحت تاريخا جديدا للعراق والمنطقة والعالم، مردفاً أن العراق يفتخر بأن يكون في مقدمة العالم في محاربة الإرهاب والتضحية بدماء أبنائه دفاعاً عن المنطقة والعالم.
وحول التقسيمات والأحزاب العراقية وموقفها من معركة الموصل أوضح السفير الموسوي أنه لا يمكن أن ننتتصر اذا ما كان العراق موحدا، مؤكداً على أن جميع الأطراف العراقية وقفت جنباً إلى جنب في خندق واحد ضد الإرهاب و"داعش" لذلك انتصر العراق، مشيراً إلى أن القوات العراقية التي حاربت الإرهاب إن كانت من القوى الأمنية أو الحشد الشعبي فإنها ضمت بين صفوفها مختلف أبناء العراق بكل أطيافه ومكوناته من قوميات وطوائف مختلفة التي توحد أكثر من أي وقت مضى ضد أعداء العراق والإرهاب لبناء مستقبل البلاد.
وعن مستقبل الحشد الشعبي بعد تحرير العراق، استنكر السفير العراقي إثارة هذه الاسئلة حالياً منوهاً إلى أن الحشد الشعبي مكون مقدس في العراق وهو ظهير قوي ولولاه لما انتصر العراق، وهو مؤسسة رسمية صادق عليها البرلمان العراقي وهو أحد عناصر قوة العراق وأفشل مخطط الاعداء، معتبراً أن من يثير هذه التساؤلات اليوم هم نفسهم من فشلت مخطاطتهم بأيدي الحشد الشعبي فهو يخيفهم، وجميع القوى الاقليمية والعالمية تدرك قوة الحشد ونشاطه فهو شبيه الحرس الثوري في ايران ويردف قوى الجيش، مشيرا الى ما صرح به اللواء قاسم سليماني منذ أيام بأن الحشد الشعبي هو أقوى جيوش المنطقة.
وعن موضوع استفتاء استقلال كردستان واختلاف القادة العراقيين في قانونية هذا الاستفتاء، علق السفير الموسوي ان القانون العراقي الذي تم التصويت عليه منذ عشر سنوات من قبل أبناء الشعب العراقي بكلمة نعم وحاز على رضا الجميع كرداً وعرباً يضمن وحدة العراق وشعبه وعلى الجميع التزام به، معتبراً اجراء الاستفتاء مخالفة قانونية صارحة.
وأردف السفير العراقي أن المجتمع الدولي أيضاً يرفض الاستفتاء الكردي، معتبراً أن ما حصل عليه الأكراد من حريات وحقوق لم تحصل عليه أي أقلية في العالم فلهم حكومتهم وعلمهم ودستورهم وثرواتهم من أراضيهم ومن بقية أراضي الحكومة المركزية التي يشاركون بها أيضاً ولهم سفراء وممثلين دبلوماسياً ويتمتعون أكثر من بقية أبناء العراق بثرواته وما يقومون به الآن ربما يدفعهم إلى الهاوية.
ودعا السفير الموسوي الأكراد في العراق لحفظ مستقبلهم في العراق الموحد ، والابتعاد عن التفكير في الاستقلال المحفوف بالمخاطر فالمنطقة لا تتحمل المزيد من المشاكل والخطوات غير موفقة ولا أحد سيسمح لهم بتقسيم العراق.
ونوه السفير العراقي إلى أن الدستور العراقي هو القانون الموحد للشعب العراقي وهو الذي يحكم العراق وتشكل الحكومات على أساسه وتدار الدولة وفقاً له، مشيراً إلى أن الدستور العراقي دستور دائم وليس كما كان سابقاً مؤقتاً ويحتاج إلى أجراءات طويلة لتعديله فقد استغرق أعداده مدة طويلة ولقي استحسان كل دول العالم وهو محكم وإن كان فيه بعض الثغرات إلا إنها تحتاج إلى تعديل نحو الأفضل وهو ملزم للجميع لأنه أقر بموافقة الشعب.
وعن الخلافات الداخلية في العراق والاقليمية وتأثيرها على مطالب الأكراد بالاستقلال وموقف الحكومة العراقية صرح السفير الموسوي أن استقلال الأكراد غير ممكن أبداً فالقبول به يعني اختراق الدستور وقرار الشعب العراقي، واذا ولدت حكومة كردية فأنها ستولد ميتة، منيباً بالأكراد فهم المؤامرة التي تحاك ضدهم وضد العراق، فهم أقوياء بالعراق وضعفاء بدونه، متمنياً على الأخوة الأكراد أن يكونو أكثر حكمة ولا يتبعوا الطرق الملتوية بل أن يتجهوا نحو الحوار مع بغداد لحل الخلافات الداخلية.
وعن التحديات التي تواجه العراق بعد "داعش" اختصر السفير العراقي الشرح بأمر واضح هو "بناء الوطن" في المجال العلمي أولاً لإعداد الأجيال تحمي العراق المستهدف من قبل الأعداء الطامعون بخيراته دائماً، وثانيً الحفاظ على الانتصار وتعزيز الجبهة الداخلية بوضع خطة لمواجهة الإرهاب القادم لتأمين الاستقرار للعراق لكي يلعب دوراً إيجابياً في المنطقة والعالم.
وعن التعاون الامني العراقي الامريكي بعد "داعش" أوضح الموسوي بأن العراق جزء من العالم وله علاقات مع جميع القوى في العالم باستثاء الكيان الصهيوني، والولايات المتحدة الامريكية جزء من التحالف الدولي وللعراق معاهدات واتفاقيات معها، مشيراً إلى أن العراق لن يسمح بوجود قواعد عسكرية ثابتة لأي دولة في العالم بل يستقبل المدربين كما في بقية الدول، مؤكداً ان هذه العلاقات يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل، مقدراً تعاون جميع الدول مع العراق في معركته ضد الإرهاب التي هي بالتالي دفاع عن كل العالم.
وأردف السفير العراقي أن جيش الولايات المتحدة كان في العراق سابقاً وخرج بموجب اتفاقية ولا يمكن أن يعود إلا بموجب اتفاقية يصادق عليها البرلمان العراقي وحاليا وجودهم مؤقت يزول عندما تزول أسبابه.
وأوضح الموسوي أن بقاء "داعش" في بعض الأماكن حالياً هو بقاء ضعيف سينتهي قريباً فانتصار الموصل هو الأمضى كما أن هزيمة داعش في سوريا وبعض الدول الاقليمية يوضح مستقبلهم، مشيراً إلى أن الجميع في المنطقة يدرك أن العراق وايران انتصروا في الموصل والمستقبل لا خوف عليه. /انتهى/
أجرت الحوار: سمية خمار باقي
تعليقك