وافادت وکالة مهر للانباء نقلا عن اسوشیتدبرس أن التغيير في السعودیة جار بالفعل ولم يعد التطبیع سوى مسألة وقت، رغم التصريحات السعودية الرسمية المتمسكة بمبادرة السلام العربية (علی زعمها) التي تتحدث عن عدم إمكانية التطبيع قبل إقامة السلام بين دولة آلاحتلال و فلسطین والسماح بقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز، حسب وكالة الأنباء السعودية، قد قال في يوم 6 سبتمبر الجاري في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن التطبيع مع تل أبيب مرهون بقبول إسرائيل العرض الذي اعتبره العاهل السعودي ما زال قائما والمتمثل في المبادرة السعودية (العربية). بينما يتردد أن لمحمد بن سلمان، ولي العهد ونجل الملك، نظرة مغايرة لا تعارض تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، بل تحبذها.
الحاخام الأمريكي المقيم في نيويورك، مستشار ملك البحرين، مارك شناير، المطلع على ملف العلاقات بين الدول العربية والاحتلال يرى، في هذا "التباين" في المواقف مسألة "صراع أجيال" بين الملك سلمان وابنه الذي ينتمي، برأيه، إلى جيل من الحكام في المنطقة يتطلع "بشكل متزايد إلى إسرائيل كحليف ضد منافستها المشتركة إيران".
إن الأولوية القصوى لولي العهد السعودي هي "إصلاح الاقتصاد السعودي" لکنه لایراه ان یتحقق بدون اسرائیل کما قال الحاخام مارک شنایر.
ونسب الحاخام مارك شناير للسفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة، الأمير خالد بن سلمان، قوله إن الأولوية القصوى لشقيقه محمد ولي العهد هي "إصلاح الاقتصاد السعودي". وأضاف الحاخام: "لقد قال خالد بالضبط هذه الكلمات: لن ننجح بدون إسرائيل". وأكد الحاخام "بالنسبة للسعوديين، فإن المسألة مسألة وقت فحسب. لا شك في أنهم سيقيمون علاقات مع إسرائيل".
تجدر الإشارة إلى أن تركي الفيصل الأمير السعودي القوي، السفير السابق في واشنطن ورئيس المخابرات السعودية في السابق، أعلن قبل أيام أن "أي حديث عن خلاف بين الملك وولي العهد مجرد تكهنات" مشددا بالقول: "لم نشهد شيئا من ذلك".
و جدیر بالذکر انه استقبل ولی العهد السعودی محمد بن سلمان عرّاب صفقات التطبیع مستشار وصهر الرئیس الأمریکیّ دونالد ترامب، جارید کوشنرقبل ایام و کان لقاء کوشنر مع بن سلمان یحمل الکثیر من الدلالات والرسائل، فی هذا التوقیت بالتحدید والذی یترافق مع إعلان التطبیع الإسرائیلی - الإماراتی واقتراب موعد الانتخابات الأمریکیة وکذلک عدم ثبات بن سلمان فی الحکم وإمکانیة عزله فی ظلّ الغضب الکبیر ضدّه من قبل الأسرة الحاکمة، وما یسعفه فی هذا الوقت هو الدعم المفرط الذی یقدّمه الرئیس الأمریکی له، ولکن هل یمکن أن یکون هذا الدعم مجانیّاً ودون مقابل؟ فلابد لا. فذهاب کوشنر إلى السعودیة لیس بریئاً وهناک صفقات تمّ عقدها فی الکوالیس، ستظهر تباعاً وفی الحقیقة ظهر توجّه السعودیّة العلنی الداعم لإسرائیل وخطوة الإمارات والمعادیة لفلسطین، فما إن تحرّک کوشنر وأنهى اجتماعه مع بن سلمان حتى غازله الأخیر وفتح أجواء المملکة رسمیّاً للطائرات الإسرائیلیة الذاهبة نحو الإمارات فقضیة اسرلة السعودیة هي قضیة وقت ولاغیر.
/انتهی/
تعليقك