وكالة مهر للأنباء - صادق المحدون الرشاء: تقترب عقارب الساعة من الذكرى السنوية الاولى لفاجعة العصر الاليمة، وتخفق القلوب حزناً، وتضطرب العقول ذهولاً، وتجري المدامع سيولاً، إنها ذكرى الارتقاء الى السماء لسيد شهداء محور المقاومة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه وحبيب عمره مهندس الانتصارت الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما.
ان للجمهورية الاسلامية الايرانية فضلاً لا يمكن انكاره لما قدّمته في سبيل هذا النصر العظيم ولمجاهديها الشرفاء الاحرار، في كل المجالات العلمية والعسكرية والتقنية والفنيةليس من الغرابة والعجب أن نفرح بالانتصارات التي يحققها أبطالنا الشرفاء في كل الجبهات (العلمية والعسكرية والجهادية والوطنية)، ومن حق كل عربي وسلم وحر أن يبتهج بهذا النصر وان يتوجه بالشكر لله عز وجل قولا وفعلا وعملا، وان للجمهورية الاسلامية الايرانية فضلاً لا يمكن انكاره لما قدّمته في سبيل هذا النصر العظيم ولمجاهديها الشرفاء الاحرار، في كل المجالات، ويجب ان يكون التعاطي مع هذه الانتصارات بعين الشكر لله والتقديس له واستشعار التقصير في ميادين العمل وتكثيف الجهود حتى لا تصبح تفاعلاتنا مع هذه الانتصارات روتين نتعود عليه وكأنها صفقات تجارية ارصدتها مضمونة وارباحها أكيدة.
ان كل نصر يتحقق لا يتحقق إلا بجهود جبارة وبدماء تبذل وأموال وماديات تنفق وهامات تتفجر في سبيل الله تعالى، غير أن تتابع تلك الانتصارات بوتيرة عالية وتكتيك منظم يكاد أن يكون خارق للعادة في عالم الحروب في ظل عدم التكافؤ بين الطرفين عندما تقاس هذه الأمور بمقاييس ومعايير العلوم العسكرية كما يحللها المحللون والخبراء العسكريون، في حين أن ذلك يتم بفضل الله عز وجل وقيادة حكيمة ومنهجية قرآنية وأمة مسلمة لقائدها، وتعد هذه من النعم العظيمة على الامة الاسلامية والعربية، مما يحتم علينا أن نتحلى بالوعي والبصيرة والحكمة في كل الأحوال خاصة في حالة النصر والتمكين التي تحتاج إلى وعي نوعي في التعاطي معها من حيث العمل والتفاعل في كل المجالات العسكرية والفنية والتقنية.
في عصر العلم والتنوير والفكر والتفكير برزت ايران بثورتها الإسلامية ودولتها الرشيدة أحد أهم وأعظم الشواهد الحية والبارزة للإسلام المحمدي الأصيل الذي تجسد في كل مناحي الحياة بمعنى أن الدين يتعلق بكل مفاصل الحياة علما وعملا ويعطي أسس بناء نهضة حضارية ومشاريع عملاقة تقوم على المعرفة المبنية على العلم والعمل، ومطلقة العنان للعقول المفكرة في خوض كل ميادين الإبداع والاختراع والصناعة حتى كسرت وتجاوزت محنة الحصار التي حولتها إلى منحة، استفزت مشاعرهم في التحدي لقوى الاستكبار والحفاظ على الثورة ومكاسبها من خلال الاعتماد على الذات والسعي للاكتفاء الذاتي في كل ميادين الصناعة والزراعة والعلوم الحديثة المتطورة.
وبالمقارنة بجيرانهم العرب الذين يعيشون بعقلية القرون الوسطى المغلفة بالتعصب الأعمى المبطن بكل انواع التكفير التي رسمته المدرسة الوهابية السلفية التي أصابت العقل العربي في مقتل واصابته بالجمود والتحجر، والبلادة ليسيروا في مسار استهلاك مترف للبحث عن المتعة وانفاق الاموال الطائلة في اشياء تافهة، مثل الحيوانات وأحذية الفنانين ومناديل الفنانات، وتسخير كل قنوات الإعلام في هذا المسار وفي خضم الصراع مع العدو الصهيوني، اليوم الذي يركز على كل مقومات الأمة وما لديها من عناصر قوة حيث لم يعد الصراع عسكري فقط بقدر ما هو حضاري وعلمي وشامل لكل المجالات، ها هو يركز على اغتيال الكفاءات والعلماء من أبناء الأمة الإسلامية، بل وبمساعدة اجهزة مخابرات عربية لأنظمة العهر والعمالة للكيان الصهيوني.
لم تكن جريمة اغتيال العالم الايراني محسن فخري زاده والقائد المجاهد البطل سليماني هي الاولى، بل تجاوزت اغتيالاتهم المئات من العلماء والقادة في ايران والعراق ومصر وغيرهم، اليوم تعد الحمهورية الاسلامية رأس محور المقاومة ونموذج للدولة المسلمة القوية التي تدافع عن قضايا الامة العربية والاسلامية، ايران قدمت شاهدا على عظمة الاسلام في بناءه للامة والفرد والدولة. ان من اهم العوامل التي يعتمد عليها الكيان الصهيوني المحتل وتقلقهم هي اغتيال الكفاءات العلمية والعسكرية وعلى وجه الخصوص اغتيالهم للقائد سليماني ومهندس الانتصارات ابو مهدي المهندس، ان سليماني أخضع بارادته القوية وفكره البنّاء وعزيمته الفولاذية جميع قوى الاستكبار.
الصلف والحشد الصهيوني والغباء التكفيري التعصبي لانظمة التطبيع والخيانة هي معول هدم في جسد الأمة الإسلامية، حتما سينكسر بقوة المجاهدين والأحرار في هذا العالم
ولا قلق من جانب بعض الدول العربية فهم لا يجيدون سوى الرقص والغناء وترميز الفنانات والماجنات واصدار وصناعة الفتاوي التكفيرية لمن يقلق الكيان الصهيوني، ولا شك ان الاسلوب التكفيري له حضور قوي في كل ما من شانه ان يسبب الخسائر القلق والخسائر لمحور المقاومة، وهذا يبرهن على قلق قوى الاستكبار من النهوض العلمي والعسكري المتسارع لايران ولليمن ولسوريا ولمحور المقاومة رغم كل محاولات التدمير والتهجير والاغتيالات التي يتفذونها بحق القادة العظماء.
ان العقول العفنة والمتبلدة للانظمة المطبعة مع العدو الصهيوني لا تفكر ولا تجيد التفكير بقدر ما هي تجيد التكفير الذي طالما اغتال التفكير والعقول المفكرة، ولا اعني فقط مؤسسات دينية تتبع جهات معينة بقدر ما اعني ان العداء لكل ما هو جميل ومرتكز أساسي لنهضة الأمة والمتمثل في مؤامرات تطبخ لا بد أن تمر عبر أنظمة التطبيع والعمالة في الرياض و أبوظبي وغيرها. حتى المقاومة الفلسطينية لحماس وحزب الله، وهي قوى عربية في مواجهة الكيان الصهيوني لم تسلم كوادرها وقياداتها من الاغتيال في عواصم عربية واسلامية او تم اعتقالها وايداعهم في السجون.
في الاخير نقول ان الصلف والحشد الصهيوني والغباء التكفيري التعصبي لانظمة التطبيع والخيانة هي معول هدم في جسد الأمة الإسلامية، حتما سينكسر بقوة المجاهدين والأحرار في هذا العالم.
/انتهى/
تعليقك