وكالة مهر للأنباء - حسان الزين: حينما انشأت الدول الاستعمارية الكبرى الدولة اللبناني والكيان العبري وكانوت يعلمون أن عناصر التفجير موجودة وعناصر القوة موجودة وعناصر التفكيك موجودة ولكن كانت حساباتهم الكبرى بأن الولايات المتحدة قامت على ابادة الهنود الحمر وبنت امبراطورية عظمى فلماذا لا نفعل ذلك في الشرق الاوسط وخاصة على ضفاف المتوسط.
كان يسعى الكيان العبري الى احتلال الدولة اللبنانية من خلال النظام الطائفي الذي وُضع للدولة، وكان الهدف الاساسي للامبراطورية الصهيوطائفية في عالمنا العربي والاسلامي هو ابادة الشعب العربي الذي يواجه المشروع الاكبر والامبراطورية الصاعدة فكان تهجير الفلسطينين من اراضيهم ومحاولات عديدة لتهجير اللبنانين وخاصة الشيعة في جنوب لبنان بشتى الطرق إما بحرب ضروس او باغتصاب اراضيهم حسب ما تقول بعض الوثائق.
قال امحلل السياسي انه مازال الغرب هو الغرب مستعمرا لا يعول عليه للنهوض والاستقلال فهو محتل اقتصادي ومالي ومصاص لدماء الابرياء في بلادنا
وما زال الغرب هو الغرب وما زال مستعمرا لا يعول عليه للنهوض والاستقلال فهو محتل اقتصادي ومالي ومصاص لدماء الابرياء في بلادنا، فلم يكن اصحاب القوى العظمى يتصورون بأن الفكر المقاوم في بلاد الشام يستطيع ان يراكم قوته عبر الزمن فاعتقد الجنرال غورو بان القضاء على المقاومة في جنوب لبنان اي جبل عامل بعد مؤتمر الحجير والانتصار في معركة ميسلون سيؤسس الى الامبراطورية الصهيو طائفية في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق.
وبدأت الاحداث تجري متسارعة حتى قدوم الامام الصدر الى لبنان واعلانه عن تأسيس افواج المقاومة اللبنانية امل وعلى الضفة السورية كانت الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد، وتوالت الاحداث بأن انتصرت الثورة الاسلامية في ايران وبعدها تم اعلان تأسيس المقاومة الاسلامية في لبنان هذا التراكم الكمي والنوعي الذي أخذ في الصعود امام مشاريع التقسيم وسلطة المستعمر الامريكي كانت كفيلة بفرملة كل تحركاته.
لكن ماذا عن الاقتصاد المقاوم والاستقلالي منهجية التفكير الوحيدة التي لم تأخذ حيزا واسعا في المواجهة رغم أن الفكر المقاوم منذ الامام الصدر والامام الخميني أخذا يؤكدان عليه مرارا وتكرارا الا وهو الاستقلال الاقتصادي والمالي لاسباب عديدة.
واكد الامام موسى الصدر على ذلك كثيرا وعمل من اجل ذلك بكل قوة وبطرحه المشاريع وطرحه مفهوم مجتمع الحرب ومجتمع المقاومة وغيرها من المفاهيم الاقتصادية وكانت خطابات الامام الخميني وتوجيهاته عظيمة في هذا الاتجاه وبنت سوريا اقتصاد انتاجي ضخما.
ففي خطابات الامام علي الخامنيء وافعاله واقواله يظهر هذا الاتجاه جليا وما خطاب اليوم حول الغرب والاستفادة من حكومة روحاني الا جزء من هذه الاستراتيجية الاقتصادية لعل محور المقاومة امام تحدَ عظيم إما أن ينتصر في معركة الاقتصاد الاستقلالي وإما ينهزم فمن يملك الارادة والثبات والبصيرة والقدرة والموارد لهو قادر ان يحقق انتصارات وانجازات فالترابط الاقتصادي بين دول المنطقة والتكامل، ولهو النقلة النوعية الاولى والتحلل من سيطرة الدولار هو اهم سبيل الى ذلك فالتعامل بالعملات الوطنية ينشأ قوة محورية في المعركة.
فالمعركة الكبرى اليوم تبدأ من الاقتصاد وتنتهي بالاقتصاد فأين استراتيجية الهجوم الاقتصادي؟!./انتهى/
تعليقك