٠٧‏/٠٣‏/٢٠٢٣، ٨:٤٠ م

مدير تحرير جريدة الأخبار لـ"مهر":

لبنان بتركيبته الديموغرافية والطائفية والمذهبية لا يمكن ان يُحكم الا بالتوافق/الحوار امر لا مناص منه

لبنان بتركيبته الديموغرافية والطائفية والمذهبية لا يمكن ان يُحكم الا بالتوافق/الحوار امر لا مناص منه

قال مدير تحرير جريدة الاخبار الاستاذ وفيق قانصوه، ان الحوار بين المكونات اللبنانية امر لا مناص منه، كون لبنان بتركيبته الديموغرافية، والطائفية، والمذهبية، لا يمكن ان يحكم الا بالتوافق، ولا يمكن ان يعبر الاستحقاقات الرئيسية الا بالتوافق، غير ذلك ستبقى الامور مسدودة...

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: يمر لبنان بأزمة لم يسبق لها مثيل، مع بقاء منصب الرئيس شاغرا منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في 31 أكتوبر، وصعوبات يعانيها البرلمان لتمرير قوانين، وحكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة.

ويواجه لبنان ايضا اليوم انهياراً اقتصادياً متسارعاً أفقد العملة المحلية قيمتها بشكل كبير.. في حين يُصيب الوضع الراهن الدولة بالشلل على جميع المستويات مما يحد بشدة من قدرتها على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع مدير تحرير جريدة "الأخبار" اللبنانية الأستاذ "وفيق قانصوه وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** يغرق لبنان في بحر من الازمات المترابطة معيشيا، واقتصاديا، وسياسيا.. ولكن معظم المسؤولين اللبنانيين يرون ان بداية الحل تبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية.. فهل ترون ذلك؟ وكيف يمكن ان تساهم رئاسة الجمهورية في اختراق جدار الازمة؟

انتخاب رئيس للجمهورية بحد ذاته ليس هو الحل، ولكن في العادة انتخاب رئيس في لبنان يأتي بناء على توافقات محلية واقليمية ودولية، بهذا المعنى اذا ما تم مثل هكذا توافق وتوصلنا الى انتخاب رئيس للجمهورية فإنه يتيح فتح كوة في جدار الازمة خاصة اذا ما جاء هذا الرئيس مدعوما بوعود خارجية بتقديم بعض الدعم للبنان، او على الاقل بتخفيف بعض الدول من حدة الحصار المفروض على لبنان لأسباب سياسية بحتة، هذا قد يفتح كوة في جدار الازمة.

** حالة من الانقسامات الشديدة بلغت حد التشرذم في مجلس النواب اللبناني.. كيف السبيل لتأمين غالبية ضرورية لانتخاب رئيس جديد؟ وهل يحتاج لبنان الى تدخل خارجي للمساعدة في انقاذه؟

في الواقع المجلس النيابي الحالي هو مجلس شديد التشرذم وهو منقسم افقيا بين عدة كتل نيابية وليس كما كان سابقا منقسم عاموديا بين كتلتين او بين محورين رئيسين، لذلك نجد اليوم صعوبة بمكان التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية لان هذا الانتخاب يحتاج الى توافق اكثر من كتلتين داخل هذا المجلس...

اليوم نحتاج الى توافق القوى الإقليمية الفاعلة في لبنان

في ظل التشرذم الحالي بالطبع هناك صعوبة، هذا ما يتطلب ان ندخل بحوار بين هذه الكتل من اجل التوصل الى توافق على رئيس للجمهورية، بالطبع نحن لا نشجع على التدخل الخارجي، ولكن لبنان عبر تاريخه وفي كل الانتخابات الرئاسية التي شهدها منذ الاستقلال وحتى اليوم كان دائما مثل هكذا استحقاق يتم بتوافقات محلية دولية، في فترة ما كان يتم بتوافق "مصري_امريكي" ايام الرئيس جمال عبد الناصر، بعدها كان يتم بتوافق "سوري_امريكي" ايام الرئيس حافظ الاسد...

اليوم نحتاج الى توافق القوى الإقليمية الفاعلة في لبنان، خاصة اذا ما علمنا ان كثيرا من المرجعيات او القيادات في لبنان لها مرجعيات خارجية لها التأثير الكبير على هذه القوى المحلية، وبإمكانها ان تسيرها وان توجهها في الاتجاه الذي تريده.

** حزب الله دعا منذ اشهر للحوار الداخلي بين مكونات البرلمان للتوافق على رئيس يحظى بدعم اغلبية اللبنانيين.. وجدد السيد نصرالله هذه الدعوة مشددا على رفض تدخل الخارج لفرض رئيس على اللبنانيين!! فهل ترون مخرجا اخر للازمة غير الحوار والتوافق بين اللبنانيين؟

لبنان بتركيبته الديموغرافية، الطائفية، والمذهبية، لا يمكن ان يحكم الا بالتوافق

بالتأكيد الحوار هو امر لا مناص منه، السوابق التاريخية تؤكد على ذلك، لم يتفق اللبنانيون ولم يخرجوا من اي ازمة سابقا الا بعد الحوار والا بعد جلوسهم على طاولة الحوار، حصل ذلك بالطائف في اوائل التسعينيات، وحدث ذلك في الدوحة عام 2008، حدث ذلك حتى قبل الحرب اللبنانية في جنيف ولوزان، اللبنانيون محكمون بالتوافق، هذا البلد كونه بتركيبته الديموغرافية، بتركيبته الطائفية، والمذهبية، لا يمكن ان يحكم الا بالتوافق، ولا يمكن ان يعبر الاستحقاقات الرئيسية الا بالتوافق، وغير ذلك ستبقى الامور مسدودة...

من هنا نعم دعوة السيد حسن نصرالله الى الحوار هي دعوة في محلها وفي مكانها وينبغي على الاطراف الاخرى التي ترفض هذا الحوار اليوم والتي رفضت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار ان تعيد التفكير في قرارها، لان هذا في النهاية ما سنصل اليه، الجميع سيجلس الى طاولة حوار للخروج من الازمة الحالية سواء طال الزمن ام قصر.

** في لبنان الجدل مستمر ايضا حول أسباب الازمة المالية والاقتصادية التي يرزح تحتها الشعب اللبناني بكامله تقريبا.. فالى اي حد تعتقدون ان لبنان يواجه حصارا خارجيا يستهدف خياراته السياسية؟ والى اي مدى يمكن للبنانيين مواجهة هذا التحدي؟

امريكا تمنع صندوق النقد الدولي من بعض برامج الدعم للبنان وهذا واضح لاهداف سياسية، في مقدمها تأليب الرأي العام اللبناني على المقاومة في لبنان من اجل الايحاء بأن هذه المقاومة هي سبب كل المآسي التي يعيشها اللبنانيون

الازمة المالية الاقتصادية التي يرزح تحت عبئها اللبنانيون حاليا ازمة لها اسبابها الداخلية الموضوعية المتعلقة بالسياسة النقدية التي كانت معتمدة في لبنان والتي كانت سياسة خاطئة كونها اعتمدت بشكل كبير على الريع بدل الانتاج، ولكن هذا لا يعفي ان هناك اسبابا خارجية للحصار وهذا امر واضح، الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عقوبات على لبنان وتفرض حصارا على لبنان، وتمنع لبنان على سبيل المثال من استجرار الكهرباء والغاز من مصر، او استجرار الكهرباء من الاردن، تمنع صندوق النقد الدولي من بعض برامج الدعم للبنان وهذا واضح لاهداف سياسية، في مقدمها تأليب الرأي العام اللبناني على المقاومة في لبنان من اجل الايحاء بأن هذه المقاومة هي سبب كل المآسي التي يعيشها اللبنانيون، بهذا المعنى هذا الحصار يستهدف التأثير على الخيارات السياسية..

على اللبنانيين ان يصبروا، حتى الان هناك قدرة كبيرة للبنانيين خصوصا البيئة اللصيقة بالمقاومة على تحمل هذا الحصار ولم تتزحزح قيد أنملة عن دعمها للمقاومة، وعن دعمها لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، اعتقد بأنه سواء بعد فترة طويلة او قصيرة الاميركي سيفهم تماما وسيدرك ان هذه السياسة لن تحقق له اهدافه وان ما لم ينله بالحرب في اكثر من ميدان لن يناله في السياسة بالميدان اللبناني.

** بالأمس شهدنا مواجهة بين عناصر من الجيش اللبناني وقوات الاحتلال في نقطة حدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة.. وهذه حالة تتكرر كثيرا في الاشهر الاخيرة.. فهل ترون ان الاحتلال لا يزال تهديدا للبنان؟ وهل هذا التهديد يتطلب الحفاظ على المقاومة وسلاحها بعكس ما يدعو اليه البعض؟

اي دعوة اخرى لنزع سلاح المقاومة هي دعوة مشبوهة لا يمكن وضعها خارج اطار التبعية للعدو الاسرائيلي

اساسا "اسرائيل" دولة غاصبة ودولة غادرة واساس وجود "اسرائيل" بحد ذاته يشكل تهديدا مستمرا لكل الدول المجاورة لها، الدول العربية والاسلامية، ولكل الدول التي تنشد العدالة في العالم، بهذا المعنى نعم التهديد "الاسرائيلي" قائم وبكل الأوقات، وهو يستدعي ان يمتلك الطرف الآخر او كل الأطراف الاخرى كل الأسباب التي يمكن ان تحول دون هذه الدولة العدوانية ودون عدوانيتها واعتداءاتها على دول الجوار...

وبالتالي طبعا هذا يتطلب الحفاظ على المقاومة وعلى سلاح المقاومة، واي دعوة اخرى الى نزع سلاح المقاومة هي دعوة مشبوهة لا يمكن وضعها خارج اطار التبعية للعدو الاسرائيلي.

/انتهى/

رمز الخبر 1931323

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha