٠٨‏/١٠‏/٢٠٢٣، ٨:٠٨ م

د.عدنان منصور لِمِهر:

تلاقي إيران والسعودية يبعد أي توتر عن المنطقة

تلاقي إيران والسعودية يبعد أي توتر عن المنطقة

أشاد الوزير اللبناني السابق "د. عدنان منصور" بالدبلوماسية الإيرانية، واصفاً إياها بأنها "تتصف بالحنكة والهدوء والتعاطي مع الملفات الحساسة بعمق كبير دون التخلي عن الثوابت والمصالح الوطنية والقومية"، مؤكداً أن "مكانة السعودية ومكانة إيران تحتم عليهما التلاقي، الذي يبعد اي توتر عن المنطقة".

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: تسعى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى تعزيز العلاقات مع دول الجوار ودول العالم الحر، سيما في الفترة الحالية برئاسة السيد "إبراهيم رئيسي".

والأمثلة كثيرة، لعل أبرزها التقارب الإيراني السعودي والعمل على تذليل العقبات لتحسين وتعزيز العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة.

وفي هذا الصدد يقول الوزير اللبناني السابق وسفير لبنان السابق لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور "عدنان منصور"، مشيداً بالدبلوماسية الإيرانية: يتوقف المرء امام عمل الدبلوماسية الإيرانية التي تتصف بالحنكة والهدوء والتعاطي مع الملفات الحساسة بعمق كبير دون التخلي عن الثوابت والمصالح الوطنية والقومية.

مضيفاً في نفس الصدد: دبلوماسية إيران "تتحلى بنفس طويل قل مثيله لا تغلق الابواب وانما تظل تفتح نافذة تطل من خلالها لتذليل العقبات والخلافات التي قد تعترض مسير العلاقات بين الجمهوريه الإسلامية الإيرانية ودول العالم".

وأشار في جانب آخر من المقابلة إلى أهمية التقارب بين إيران والسعودية، قائلاً: مكانة السعودية ومكانة إيران تحتم عليهما التلاقي، هذا التلاقي يبعد اي توتر عن المنطقة، يعزز الثقة للتلاقي وايضا يعمم العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد لما فيه من خير لصالح الشعبين الشقيقين.

ونظراً لأهمية هذا التقارب، وأهمية هذا الملف الذي يسعى البعض لعرقلته، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء " الأستاذة وردة سعد" حواراً صحفياً مع الوزير اللبناني السابق، الدكتور عدنان منصور، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الايام الاخيرة بخبر انسحاب فريق رياضي سعودي من مباراة مع نظيره الايراني على خلفية وجود صورة الشهيد سليماني في الملعب.. كيف تفسرون موقف الفريق السعودي؟ وهل ترون ان له ابعادا سياسية رسمية ام انه مجرد موقف لمسؤولي الفريق ؟

اريد ان أشير الى ان العلاقات السعودية الإيرانية في تحسن بعد اقامة العلاقات وتبادل السفراء، ولكن لا نستطيع ان نقول انه هنالك بطؤ في عملية إعادة العلاقات بين البلدين لان هناك ملفات عديدة يجب ان تبحث، ملفات سياسية اقتصادية تجارية سياحية، هذه الامور لا تتم بين ليلة وضحاها، هي تحتاج الى لجان خاصة تعزز من العلاقات الثنائية.
اذن لا يمكن القول ان هناك تباطؤ او هناك أزمات فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين ولكن يحتاجان الى بعض الوقت لتثبيت الامور ودفعها نحو الامام. ويبدو ان هذه العلاقات الايجابية ظهرت من خلال تأجيل المباراة في كرة القدم بسبب اعتراض الفريق السعودي في الملعب بسبب وجود مجسم للشهيد قاسم سليماني.
الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية استوعبا هذه المشكلة البسيطة وتم الاتفاق على عودة الفريق السعودي لخوض المباراة مجددا مع الفريق الايراني، اذن لو كان هناك نوايا تريد تعطيل العلاقات او توتيرها لما كان ان يتم هذا الاتفاق، النوايا السليمة متوفرة لدى الطرفين وبإمكانهما تذليل العقبات فيما لو اعترضت طريقهما.

على ضوء ما حدث ذهب البعض في خياله الى الحديث عن اهتزاز الاتفاق الايراني السعودي عند اول ازمة.. برأيكم ما هي الاسس التي قام عليها هذا الاتفاق؟ وما مدى قدرته على الصمود امام التحولات السياسية العميقة في المنطقة والعالم ؟

ان علاقات قوية تربط دول الخليج بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ستنعكس إيجاباً على مجمل الافرقاء، نظرا لكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها حضور دولي ولها وزن جيوسياسي في المنطقة وفي وسط آسيا وفي المنطقة المشرقية، وايضا المكانة الدينية للمملكة العربية السعودية ومركزها الرئيس في العالم العربي، يتيح لهاتين الدولتين إيران والسعودية ان تقوما بتطوير علاقاتهما نحو الافضل، هاتان القوتان الكبيرتان يستطيعان ان ينسقا معا من اجل صالح شعوب المنطقة، من اجل امن واستقرار المنطقة وتحقيق السلام الدائم فيها.
مكانة السعودية ومكانة إيران تحتم عليهما التلاقي، هذا التلاقي يبعد اي توتر عن المنطقة، يعزز الثقة للتلاقي وايضا يعمم العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد لما فيه من خير لصالح الشعبين الشقيقين.
رئيس مجلس الشورى الايراني السيد قاليباف يزور دولة الامارات وسبق له ان تلقى دعوة لزيارة مصر بعد لقاء نظيره المصري في جنوب افريقيا.. ما دلالات هذا الحراك السياسي اعلى مستوى الهيئات التشريعية في المنطقة؟ وما ابعاد تفعيل ايران علاقاتها مع الخليج والدول العربية في هذه المرحلة؟

لا شك ان زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني السيد قاليباف الى الأمارات العربيّة المتحدة تدخل في اطار تطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج، وايضا تحسين وتمتين وتعزيز العلاقات نحو الافضل.
هذه الزيارة تأتي بعد اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإزالة التوترات التي كانت سائدة في السابق.. رئيس مجلس الشورى في زيارته المقبلة الى الأمارات لا شك انها تضع الأسس المتينة بين الإمارات والجمهورية الإسلامية الإيرانية خاصة اذا ما علمنا ان الإمارات اليوم هي الشريك التجاري الاساس لايران، والاستثمارات الايرانية الجارية في الإمارات كبيرة جدا، وعملية التبادل التجاري تخطت في فترة من الفترات 15 مليار دولار في العام الواحد ، وهي على ازدياد في المستقبل، اذن هذه الزيارة تأتي ضمن سياق زيارات قد يقوم بها مسؤولون ايرانيون لأكثر من دولة خليجية، وهناك زيارة ممكن ان تحصل الى مصر، على اساس ان نظيره المصري سبق ان وجه دعوة للسيد قاليباف لزيارة مصر.
إيران متفتحة على دول المنطقة تريد تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والإقتصادية والتجارية واقامة افضل العلاقات المبنية على الثقة وعلى الاحترام المتبادل، وعلى النوايا الحسنة.
هذه الزيارات تعطي اؤكلها على المدى القصير والمتوسط خاصة انه على ما يبدو ان الدول المعنية بهذه الاتصالات تبدي حرصها على طي صفحة الماضي التي شابها الكثير من الفتور، ولكن اليوم نحن امام مرحلة جديدة ننظر بأمل كبير لان تعزيز العلاقات بين الجمهوريه الإسلامية الإيرانية والدول العربية لا سيما دول الخليج ومصر سينعكس إيجاباً على دول المنطقة وعلى أمنها واستقرارها وتنميتها".

الجميع كانوا ينتظرون ان ينعكس الاتفاق السعودي الايراني ايجابيا على ازمات المنطقة.. خصوصًا ان معظمها يستبطن الصراع السابق بين الدولتين.. فلماذا تأخر ايجاد حلول لازمات بقية الدول؟ وهل يعني ذلك ان الامر يحتاج الى مزيد من الوقت ام ان هناك عوامل اخرى تعيق ذلك؟

هناك الكثير في المنطقة وفي العالم من لا يريد ان تكون العلاقات الإيرانية العربية وبالذات الإيرانية الخليجية ان تتعزز وان تكبر وان تنمو، هم يصطادون في المياه العكرة، هم يرمون بين فترة واخرى تصريحات او يكتبون عن ما يشوب العلاقات بين البلدين من توتر وهذا الامر غير صحيح في الوقت الحالي، لانه في نية البلدين تعزيز هذه العلاقات، ولا يمكن القول ان اقامة العلاقات الدبلوماسية لم تعط اؤكلها بشكل سريع، هذا الامر يحتاج الى وقت، ولا يعني هذا ان كنا بحاجة الى وقت لتعزيز العلاقات على كافة الصعد ان هناك من فتور او توتر في العلاقات، المملكة العربية وإيران يعرفان جيدا ان اي تلاقي واي تعاون بين البلدين يصب في مصلحة الشعبين، وان اي ابتعاد بكل تأكيد لا يخدم مصالح المنطقة ولا مصالح البلدين ولا مصالح الشعبين.
نحن نعول على المستقبل القريب، وايضا نتطلع بتفاؤل الى المستقبل لان النوايا طيبة ومتوفرة لدى الجهات المعنية وهذا ما يساعد على تحقيق الانجازات الضرورية التي تصب في اطار علاقات جيدة بين دول المنطقة".

معالي الوزير كونك دبلوماسي عريق سيما انك كنت قبل توليك منصب وزير الخارجية سفير لبنان في إيران لمدة ثماني سنوات كيف تقرأ الدبلوماسية الإيرانية وأنتم لديكم الباع الطويل في هذا المجال، خاصة ان البعض يعتبر الدبلوماسية الإيرانية مدرسة ؟

يتوقف المرء امام عمل الدبلوماسية الإيرانية التي تتصف بالحنكة والهدوء والتعاطي مع الملفات الحساسة بعمق كبير دون التخلي عن الثوابت والمصالح الوطنية والقومية.
دبلوماسية تستند اول ما تستند الى الثوابت التي تتمسك بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انتصار ثورتها عام 1979، هي ثوابت واضحة تتعلق بالسياسات الداخلية والإقليمية والدولية لا تساوم ولا تتخلى عن حقوق إيران وشعبها، دبلوماسية تتحلى بنفس طويل قل مثيله لا تغلق الابواب وانما تظل تفتح نافذة تطل من خلالها لتذليل العقبات والخلافات التي قد تعترض مسير العلاقات بين الجمهوريه الإسلامية الإيرانية ودول العالم.
دبلوماسية إيرانية ترفض سياسة قوى الهيمنة والتسلط، تتصدى لكل ما يحاك من سياسات تنال من سيادتها ووحدة أراضيها وحقوق شعبها، تناصر وتدعم سياسات الدول الحرة التي تناضل من اجل حريتها واستقلالية قرارها الوطني وحقوق شعوبها.. دبلوماسية لا تعتمد سلوك الابتزاز وانما تعتمد اسلوب الحوار البناء المبني على الثقة المتبادلة والعمل المشترك.
دبلوماسية إيرانية تناصر قضية فلسطين وقضايا الشعوب الحرة الى ابعد حدود، وتؤازر حقوق شعوب المنطقة في الحرية والعدل والسلام.
دبلوماسية إيرانية ترتكز الى موقف إيراني رسمي موحد تجاه القضايا والأحداث والتطورات ما يجعلها تتصرف من منطلق القوة وهي تفاوض الاخر حيال مسائل ومواضيع ساخنة تهم اطرافا دولية عديدة.
يشهد للدبلوماسية الإيرانية مرونتها وصبرها وبعد نظرها، وهذه الحقيقة ظهرت جلية واضحة في ملفات ساخنة عديدة عالجتها إيران وترتبط بها كانت تعالج من خلال دبلوماسية واعية مرنة لكن دون التنازل عن الحقوق، او المس بالمبادىء والثوابت الوطنية فكانت دبلوماسية مميزة في سلوكها وادائها ونظرتها للأمور ببصيرة حادة.

/انتهى/

رمز الخبر 1937417

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha