١٢‏/١٠‏/٢٠٢٣، ٩:٥٣ م

البجع والجيش الذي لا يقهر...عوامل نفسية مهمّة لطوفان الأقصى

البجع والجيش الذي لا يقهر...عوامل نفسية مهمّة لطوفان الأقصى

رأت المتخصّصة في علم النفس الاجتماعي، نسرين نجم، في مقال، أن الحرب النفسية من الأسلحة الضرورية في اية معركة سيما الوجودية منها، نظرا لما تتضمنه من تأثيرات مدوية على العقل والوعي الجمعي، خاصة من ناحية خلق أجواء من الإحباط والقلق والارتباك وفقدان الثقة بالقدرة على التفوق والانتصار، وقد أثبت فعاليته.

وكالة مهر للأنباء _ نسرين نجم: والملاحظ في أيامنا هذه وتحديداً في هذه المعركة البطولية" طوفان الاقصى" التي يخوضها ابناء الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية المدعومة من محور المقاومة هو تفوق هذا السلاح النفسي الاعلامي بشكل واضح ومميز رغم كل محاولات التشويش، وقد ظهرت فعاليته منذ بداية العملية من ناحية حبكتها بطريقة سرية، تمويهها باحترافية عالية، الإستعداد لها بأسلوب مدروس على مدى اشهر لربما، مع الحفاظ على عدم تسريب اي معلومة عنها... لتأتي اللحظة الحاسمة والضربة القاضية للكيان المحتل، الذي كان دائما يروج وينشر في العالم على انه القوة التي لا تقهر، وكان يدعو يهود العالم وكل الشعوب للقدوم الى "اسرائيل" وتصويرها على انها "أرض الاحلام"، عدا عن الدعم الاقتصادي والعسكري وغيره من الدعم من الدول التي صنعت هذا الكيان سيما بريطانيا وامريكا.

ولكنه رغم مشاكله الداخلية وانقساماته العامودية السياسية الداخلية الا انه *لم يكن يتوقع هكذا طوفان وهكذا زلزال فيه بداية النهاية لوجوده وبهذه السرعة* مع ان سماحة السيد القائد الامام الخامنئي دام ظله الشريف اشار الى ان"اسرائيل لن يكون لها وجود في غضون ال25 عاما القادمة، شريطة الكفاح الشامل والموحد ضدها"، وها هي تتجه نحو الزلزال والانهيار بسرعة قصوى.

طوفان الأقصى عملية أصابت العالم بالذهول

إن هذه العملية النوعية أصابت العالم بذهول وهذا على الصعيد النفسي مهم جدا سيما انه اعاد ترميم ما قد دمرته بعض الأنظمة العربية المطبّعة مع العدو والتي تقديم الطاعة للكيان المؤقت وللإدارة الاميركية، فأتت المقاومة لتثبت معادلة جديدة بأن محور المقاومة واحد متوحد متضامن من إيران الى اليمن فلبنان العراق سوريا في وجه الطواغيت وقوى الاستكبار العالمي وبأنه يمكن ان يصنع المعجزات وبأن الكيان المؤقت اقترب زواله.

اما بالنسبة لنوعية العمليات فلأول مرة تشهد سماء فلسطين المحتلة خاصة في مستوطنات العدو إنزال جوي لأبطال مقاومين عدا عن الدعم البحري لهم، أضف الى ذلك تمويه العناصر المقاومة بإرتداء نفس الزي العسكري لجيش العدو، مع الوقوف عند نقطة هامة ان هذا الانجاز النوعي والنصر التاريخي لم يأخذ بالمقاومين لضرب القيم الاخلاقية والدينية والإنسانية كما يفعل العدو مع الأسرى والمعتقلين، لا بالعكس فقد انتشرت الفيديوهات التي تظهر تعامل المجاهدين مع المستوطنين من اطفال ومسنين ومرضى ضمن القانون الذي أرساه الرسول الاعظم (ص) بتعامله مع اسرى الحروب.. وبالامس القريب أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن اطلاق سراح ام وطفليها الذين عند اعتقالهم عوملوا بطريقة إنسانية لفتة فاجأت الصهاينة انفسهم، بعكس ما تروج له الالة الإعلامية الصهيونية الاميركية من ان حماس تعدم اطفال اسرائيلين وتقطع رؤوسهم لتعود صحيفة "واشنطن بوست" وتظهر بأن هذه المعلومات غير صحيحة وقد اخذت من تقارير اسرائيلية.

ومن خصائص هذه العملية النوعية التفاف كل شعوب العالم التواقة للحرية والمؤمنة بتحرير فلسطين وبعودتها الى ابنائها، عدا عن انها كشفت فعليا ما قاله سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن الكيان الصهيوني اوهن من بيت العنكبوت، وهذا ما بدا جليا من ناحية هشاشة جيشه وضعف عقيدتهم فقد أظهرت مقاطع فيديو كيف ان جنود العدو يهربون من الخدمة، او حتى الفيديو الذي لاقى رواجا كبيرا على مواقع التواصل والذي يظهر فيه جندي وقع في اسر المقاومين يرجوهم لاطلاق سراحه قائلا بأنه يعترف بأن دولته اي "اسرائيل" مجرمة وأنكم ان تركتوني لن تروني هنا ابدا في "اسرائيل" لا انا ولا عائلتي... بالمقابل نرى عندما يقع الشباب والأطفال والنساء اسرى في يد العدو الصهيوني كيف يرفعون شارات النصر مبتسمين مستبشرين بالنصر القريب ولم تنهزم ارادتهم ولم تنكسر رغم كل انواع التعذيب الوحشي الذي يتعرضون له، عدا عن القلق والتوتر الكبيرين الذي يتخبط به المجتمع الصهيوني سيما مؤسساته العسكرية التي شهدت منذ بداية" طوفان الاقصى" حتى الان عشرات الحوادث بإطلاق النار بين الجنود على بعضهم البعض وسقوط قتلى وجرحى نتيجة تقديرات عسكرية خاطئة.

"طوفان الأقصى" أسكتت سمفونية "شعب الله المختار"

وقد كشفت هذه العملية البطولية نقطة نفسية هامة تتعلق بأنه على مدى عقود كنا نسمع سيمفونية" شعب الله المختار" وبأنهم متمسكون بهذه العبارة ليأتي "طوفان الاقصى" ويفضح حقيقتهم فها هو الاثيوبي والإيطالي والأمريكي والفرنسي وغيرهم من الجنسيات يتخلون عن شعب الله المختار ويتكمشون بجنسيتهم الاصلية ويناشدون دولهم لمساعدتهم واخراجهم من الكيان، وهذا ما شاهدناه على شاشات التلفاز من مشاهد الفوضى والزحمة بمطارات العدو للمغادرين الهاربين من الطوفان ...
بالمقابل نجد الفلسطيني في غزة يقصف ويقتل ويحاصر ويدمر بيته ويمنع عنه الماء والكهرباء ورغم كل هذا تجده صامدا شامخا متشبثا بأرضه مؤمنا بمقاومته، وهذه تعتبر من اهم عناصر القوة لدى الشعب الفلسطيني تماما كما الشعب اللبناني الذي وقف في وجه العدو الصهيوني وقاومه ودحره عن أراضيها..
لنصل الى النقطة الاهم والتي تفضح أكثر وأكثر هشاشة هذا المجتمع وهذا الكيان وارتباكه وضعفه، بالامس القريب وعلى الحدود الفلسطينية اللبنانية وخلال ساعة واحدة دخل مليون "اسرائيلي" للملاجىء، تم تفعيل صافرات الانذار، استنفر الاف الجنود والضباط على الحدود الشمالية المتاخمة للحدود اللبنانية، وقوع جرحى بين المستوطنين نتيجة تدافعهم للدخول للملاجىء، انهيارات وتوترات كبيرة وبث اخبار بأن هناك عملية كوماندوس لعناصر حزب الله في المستوطنات والبحث جار عنهم، ليعود العدو بعد ساعة ونصف يقول بأن سرب من البجع هو الذي كان يحلق وليس هناك اي عملية امنية، وبأن هناك خلل تقني في اجهزة الإنذار ليحصل ما حصل.
ابطال مؤمنون بالله وبحقوقهم وبقدراتهم وبأن هذا العدو سيزول من الوجود قريبا ، حربنا ليست فقط عسكرية بل اعلامية نفسية بإمتياز وما النصر الا من عند الله.

/انتهى/

رمز الخبر 1937560

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha