٠٤‏/٠٨‏/٢٠٢٤، ١٢:١٠ م

تقرير خاص لـ"مهر"؛

الشهيد اسماعيل هنية ... رجل المقاومة والسياسي الذي كرس حياته لقضية أمته المضطهدة

الشهيد اسماعيل هنية ... رجل المقاومة والسياسي الذي كرس حياته لقضية أمته المضطهدة

أدرك الشهيد إسماعيل هنية بقلبه وروحه هذه الحقيقة، هي أنه من أجل الانتصار على الصهيونية، لا ينبغي للمرء أن يتجاهل ضرورة امتلاك القوة.

وكالة مهر للأنباء، وداد زاده بغلاني: شهدت العاصمة الايرانية طهران فجر الاربعاء 31 يوليو عام 2024 حدث مهما لا احد كان يتوقع وقوعه على الاراضي الايرانية وهو حدثا مؤلما وهو استشهاد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومرافقه بعملية ارهابية من قبل الكيان الصهيوني ودعما من الولايات المتحدة الامريكية، هذا الحدث كان صعبا على الايرانيين لان قتل ضيفهم في بيتهم بعملية ارهابية جبانة اسرائيلية. لذلك شهدنا مشاركة حاشدة في مراسم تشييع جثمان الشهيدين اسماعيل هنية ومرافقه في طهران.

احزن نبا استشهاد اسماعيل هنية كل العالم الاسلامي ومحور المقاومة واهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لاكثر من 10اشهر لحرب قاسية من الكيان الصهيوني. وايضا راينا ادانات كثيرة من قبل مختلف الدول ماعدا امريكا وبعض الدول الاوروبية التي تدعم جرائم نتنياهو والكيان الصهيوني لهذه العملية الارهابية. وفي هذا الصدد نلقي نظرة على شخصية الشهيد اسماعيل هنية ومقاومته وصموده ضد الكيان الصهيوني.

فهم الشهيد إسماعيل هنية لعلاقات القوة وكذلك فهمه لنفسية الكيان الصهيوني أدى إلى تكوين الاعتقاد الثوري بأن "الصهاينة لا يعرفون لغة غير لغة القوة العسكرية"

ولد الشهيد اسماعيل هنية في عام 1962 لأسرة لاجئة، وعرف عنه منذ طفولته التزامه الديني وتميُّزه بقدرات خطابية هائلة، والتحق مبكرا بصفوف حركة حماس منذ تأسيسها في عام 1987، وتدرج فيها حتى انتخب في عام 2017 رئيسا لمكتبها السياسي.

لقد تأسست حركة حماس البطولية في وقت كان فيه القمع والعنف الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين قد بلغ ذروته، وكانت روح المجتمع الفلسطيني الجريحة والمضطهدة بحاجة إلى مقاتلين مسلحين يمكنهم الوقوف في وجه المحتل بكل قوة. وبعد صحبة إسماعيل هنية مع معلمه الشيخ ياسين ومقاتلين فلسطينيين آخرين، جاء جيل من المراهقين والشباب إلى ساحة المعركة، وكانت أهم ركائزها التعليمية والعسكرية هي القوة القائمة على الإيمان والتعليم والانضباط.

ولاحقا كان إسماعيل هنية أحد القادة والمناضلين الذين أكدوا على ضرورة مشاركة حركة حماس في السياسة كحاجة تاريخية. هذه الفكرة القيمة دفعت حماس، بنفس الروح الثورية التي اكتسبتها في تدريباتها العسكرية والقتالية، إلى تخريج جيل من الكوادر الشجاعة في مجال السياسة والتفاوض، على عكس بعض الجماعات الفلسطينية القديمة، نشأ نوع من التنسيق والرفقة بين جناحي النضال العسكري والسياسي في حماس، وهو ما يمكن أن نقول بأمان أنه كان فريداً من نوعه في تاريخ المقاومة.

إن فهم الشهيد إسماعيل هنية لعلاقات القوة وكذلك فهمه لنفسية الكيان الصهيوني أدى إلى تكوين الاعتقاد الثوري بأن "الصهاينة لا يعرفون لغة غير لغة القوة العسكرية". واعتبر إسماعيل هنية أن جناحي القوة العسكرية والدبلوماسية مهمان وحيويان لقضية فلسطين، وحتى في الموقف الذي استشهد فيه العديد من أبنائه وأحفاده وأحبائه في غزة، لن يقول كلاماً تفوح منه رائحة الضعف والشك تجاه عملية طوفان الاقصى.

حيث قال عبد السلام هنية نجل رئيس حركة حماس إسماعيل هنية عن استشهاد والده في طهران: مسيرة الشعب في طريق التحرير ستستمر، وندعو إلى النفير لوقف هذه العربدة الإسرائيلية في استهداف أبناء شعبنا.

ولم يكن إسماعيل هنية على استعداد للتضحية بالمبادئ والمثل العليا من أجل امتيازات صغيرة. وقد نقل مسؤولو الكيان الصهيوني، مرات عديدة عبر وسطاء، رسالة مفادها أنه إذا اعترف إسماعيل هنية، بصفته رئيس المكتب السياسي لحماس، بوجود تل أبيب، حتى لو بشكل غير رسمي ودون بيان مكتوب، فسيتم حل العديد من المشاكل بسرعة. لكن هنية، بلهجته العربية اللطيفة، قال مرتين متتاليتين: «والله لا نعترف بإسرائيل.. لا نعترف بإسرائيل».

صرحت قادة المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وخاصة المسؤولين الايرانيين برد حاسم على الكيان الصهيوني تجاه اغتيال الشهيد اسماعيل هنية

ورغم أننا شهدنا في تاريخ المقاتلين الفلسطينيين مواقف وأقوال أشخاص نسوا أحيانا الأولويات الرئيسية والحيوية في التعبير عن مواقف أمتهم، إلا أن إسماعيل هنية لم يخدع أو يهمل أبدا، وفي التعبير عن آرائه الحيوية والاستراتيجية، لم ينس قضايا مثل تفكيك البناء الاستيطاني وإنهاء حياة المحتلين وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين واستقلال فلسطين وعودة اللاجئين.

ذلك السياسي والمناضل الثوري والابن الحقيقي لفلسطين، كرّس حياته البالغة من العمر 61 عاماً لقضية أمته المضطهدة وشعبه المضطهد. وفي النهاية استشهد على ايدى الارهابيين في طهران. هذه العملية الارهابية لن تمر دون رد. حيث صرحت قادة المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وخاصة المسؤولين الايرانيين برد حاسم على الكيان الصهيوني. الكل يعلم ان الاحتلال يركس في مستنقع حفره لنفسه لذلك لانقاذ نفسه يلجاء الى اغتال قادة المقاومة و العماء النوويين الايرانيين، على الاحتلال ان يعلم ان الدماء الطاهرة للشهداء في غزة ولبنان والعراق واليمن وايران ستلاحقه حتى زواله ان شاء الله.

/انتهى/

رمز الخبر 1947148

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha