وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان ولايتي كتب في مقال في صحيفة كيهان الايرانية:
خلال الايام الاخيرة اقدم بعض الساسة الاتراك، وفي خطوة غير مسبوقة ومؤسفة، بنصح الجمهورية الاسلامية الايرانية، بزعمهم، بعدم اثارة غضب الصهاينة بخطواتها الجريئة !! ... ان الساسة الاتراك يعلمون وقد شاهدوا بوضوح ايضا بان ايران صامدة منذ سنوات في وجه الكيان الصهيوني المتوحش والقاتل للاطفال وغيرت معادلات المنطقة والعالم لصالح الاسلام وسقوط الصهاينة، وان ردنا على الحكومة التركية وبعض الحكومات الاخرى في المنطقة هو ان لا يقيسوا ايران المقتدرة بانفسهم ولا ينتظروا ابدا قيام ايران الاسلامية بمساومة الكيان الصهيوني المجرم مثلهم.
واضاف ولايتي: اننا وكما اكد سماحة قائد الثورة الاسلامية (دامت بركاته) مرارا، نؤمن بأن على الدول اما ان تختار المقاومة واما المساومة امام العدوان الغادر الذي يشنه الصهاينة وحماتهم المتغطرسين الغربيين، وان المساومة هي مكلفة ومذلة لكن المقاومة تصنع العز وهي اقل تكلفة بكثير وان مساري المقاومة والمساومة هما مستمران كمسارين متوازيين منذ نشأة الكيان الصهيوني وحتى الان.
واشار ولايتي في مقاله ان خط المواجهة قد انطلق منذ عهد الشهيد عزالدين القسام واستمر على يد الزعيم العربي الشهم والكبير جمال عبدالناصر، وفي المقابل كان هناك اشخاص كشاه ايران والحكم السعودي وملك الاردن يقودون المساومين ويواجهون عبدالناصر وحاولوا افشال نضاله خدمة لاميركا والصهاينة، وان اكبر ضربة وجهوها لعبدالناصر هي ابادة الفلسطيين من سكان الضفة الغربية لنهر الاردن، حينما قتل الملك حسين، صهر البريطانيين، اكثر من 4000 فلسطيني وقتل من السوريين الذين انتفضوا لمساندة الفلسطينيين 600 شهيد واستمر هذان المساران الموازيان.
اما المعركة البطولية في الـ 7 من اكتوبر فهي مقاومة جادة وغير مسبوقة وهي مستمرة منذ 14 شهرا على يد مجاهدي حماس والجهاد الاسلامي وان هذا المستوى من المقاومة التي يبديها الفلسطينيون هي غير مسبوقة في الحروب المعاصرة وتشبه المعجزة، وفي المقابل فان شدة الهجمات وجرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة ايضا لا مثيل لها في التاريخ.
وهذه النماذج الاسلامية المرموقة هي تفسير عملي للآية الشريفة «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دينِهِ فَسَوفَ يَأتِي الله بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي المُؤمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الكافِرينَ يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَلا يَخافونَ لَومَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ»، والقضية الهامة جدا هي ان دولة مقتدرة وكبيرة مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الان تقوم باسناد الحركات والدول التي لها عزم راسخ في الوقوف والمقاومة امام هؤلاء التوسعيين العالميين (المتبقين من الصليبيين) ووليدهم غير الشرعي الكيان الصهيوني.
وهنا يصر الحماة الحقراء للاستكبار العالمي والمروجين عديمي الهوية للكفر والتوسعية في العالم والمنطقة، ان يسمّوا محبي ايران في المنطقة بقوى نيابية وقوى بالوكالة، في حين نرى وجود بعض الدول الرجعية والعميلة لقوى الاستكار في المنطقة والتي لا تتحرك دون اذن هؤلاء، وهذه الدول ليست فقط قوى بالوكالة لاعداء الاسلام بل انها خدم لسادتها من دون ان تملك الارادة.
ان ايران وكما أكد سماحة قائد الثورة الاسلامية بصراحة وشجاعة لا تتوانى عن دعم قوى المقاومة وتدعم قدر الامكان مجاهدي طريق الحق واعلاء الاسلام، والاهم من ذلك، ارسلت شبابها الى الخط الامامي لكي يقف شباب المنطقة من السنة والشيعة امام اعداء الاسلام في خندق واحد.
وفيما يتعلق بسوريا واوضاعها اشار ولايتي في مقاله الى وقوف هذا البلد بوجه الصهاينة وحماتهم، طوال عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد والعهد الحالي (بشار الاسد) اي طوال 50 عاما الماضية.
كما نوه ولايتي الى ما جرى خلال الحروب العربية الاسرائيلية وصولا الى معاهدة كمب ديفيد قائلا بأن الشخص الوحيد الذي وقف بوجه التنازلات ولم يوقع على اية اتفاقية كان الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أسس جبهة الصمود والتصدي والتي ضمت سوريا وليبيا ويمن الجنوبي والجزائر وحتى السودان ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحتى عام 1979 فان اهم دولة وقفت بوجه كمب ديفيد كانت سوريا، وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وبأمر من الامام الخميني الراحل (رض) قطعت ايران علاقاتها مع مصر بسبب خيانة انور السادات في كمب ديفيد ومنذ ذلك حين وقفت ايران كأقوى دولة اسلامية الى جانب سوريا من اجل الحفاظ على فلسطين وبذلت جهودا دؤوبة للمساعدة على تحرير فلسطين.
واضاف ولايتي في مقاله بأن سوريا كانت ضلعا من اضلاع المقاومة وان المشروع الاستكباري الذي استهدف سوريا جاء لهذا السبب وان قضية سقوط حكم بشار الاسد هو مصداق للآية الشريفة «تِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ» وان مثل هذه الاحداث لم تكن غير متوقعة في مسار انتشار الاسلام في العالم وانهيار نظام الهيمنة ومن المؤكد انها ليست نهاية المطاف بل جزء من البداية.
وتابع "انني اوصي المسؤولين الاتراك بالعودة من الطريق الذي يسلكونه بدلا من اغداق النصح على ايران، فلا يليق ببلد كتركيا التي تحوي عشرات ملايين المسلمين ان تقف في المعركة القادمة في درب المساومة مع الكيان الصهيوني المتوحش والقاتل للاطفال بدلا من الوقوف مع العالم الاسلامي والشعوب المسلمة.
/انتهى/
تعليقك