٢٠‏/٠٢‏/٢٠٢٥، ١١:١٥ ص

اجماع وطني بعدم التفاوض مع أمريكا

اجماع وطني بعدم التفاوض مع أمريكا

قال خبير في السياسة الخارجية: في هذه المرحلة، تقتضي المصالح الوطنية ومصالح البلاد أن تفكر التيارات السياسية المختلفة في اجماع وطني وتدافع عن السياسة المبدئية للنظام في عدم التفاوض مع أمريكا.

أفادت وكالة مهر للأنباء، أنه وفي حديثه مع مراسلها، أشار "محسن باك آيين" إلى خيانات أمريكا تجاه إيران وسبب عدم التفاوض مع هذا البلد، قائلاً: "أكد قائد الثورة الإسلامية في لقاء مع مجموعة من قادة القوة الجوية، أثناء تأكيده على التفاوض مع دول العالم ووصفه لوزارة الخارجية الإيرانية بأنها واحدة من أكثر الوزارات نشاطًا في التفاوض مع الدول الأخرى، قال: "الاستثناء هو أمريكا".

وأضاف: "النقطة المهمة في تصريحات القائد الأخيرة تتعلق بتأكيد إجراء المفاوضات مع دول العالم، مما يدل على النهج الإيجابي لإيران تجاه التفاعل البناء مع العالم. لطالما سعت إيران، في ظل إجراء مفاوضات منطقية مع دول العالم، إلى تأمين مصالحها، وتوقيع الوثائق الاستراتيجية مع الصين وروسيا، وتعزيز العلاقات مع الجيران والدول المتوافقة، والانضمام إلى تحالفات مثل شنغهاي وبريكس، هي من نتائج هذه المفاوضات".

وأكد خبير الشؤون السياسية الخارجية أنه لا شك أن المشاكل الاقتصادية اليوم هي أكبر تحدٍ للبلاد، وحل هذه المشاكل هو أولوية برامج الحكومة. وبالنظر إلى الجهود المأمولة من الحكومة، يجب ألا تُوحي الأقوال والأقلام بأن الحلول لمشاكل البلاد لا يمكن أن تتم إلا من خلال التفاوض المباشر مع أمريكا. إن تعزيز هذا الفكر لا يؤدي فقط إلى تأخير البلاد في التفاوض مع أمريكا، بل أيضًا يُحبط غالبية الشعب الذي يعرف خيانات أمريكا من حل المشاكل الاقتصادية.

وأشار باك آيين إلى أن نتيجة ذلك هي أن التفاوض مع إدارة ترامب، وفقًا لرأي قائد الثورة الصريح، ليس في مصلحة إيران الوطنية، ولن تُجرى أي مفاوضات مباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإدارة دونالد ترامب في أي مجال. بناءً على ذلك، يجب على أصحاب التوجهات المختلفة أن يتحدوا حول "عدم التفاوض مع أمريكا" لدعم الحكومة والرئيس المحترم، الذي يحظى بدعم قائد الثورة الإسلامية ومن ثم دعم الشعب، من خلال تقديم الأفكار لمساعدتهم على تحسين الظروف الاقتصادية باستخدام الموارد الغنية الداخلية والتفاعل البناء مع الدول الصديقة.

وأضاف السفير السابق لإيران في أذربيجان أن الحقيقة هي أنه لا يمكن اليوم الوثوق بالتفاوض مع أمريكا، مشيرًا إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أن إيران دخلت في مفاوضات مع دول 1+5 بما في ذلك أمريكا من أجل إلغاء العقوبات، ولذلك قبلت القيود المقترحة في برامجها النووية. لكن إدارة ترامب الأولى خرجت بشكل غير قانوني ومنتهك للعهود من الاتفاق النووي ومنعت تنفيذ بنود هذا الاتفاق.

وقال: "هناك نقطة مشتركة بين الأطراف السياسية وهي أن أمريكا، التي خرجت بشكل غير قانوني من الاتفاق النووي، تتهم إيران، بوقاحة ودون مراعاة للمواقف المبدئية لإيران، بالسعي للحصول على قنبلة نووية، وتتوقع من طهران أن تستمر في القيود غير المعلنة على برنامجها النووي، بل وتعتبر ذلك واجبًا على إيران. النقطة المشتركة الثانية هي أن جميع الأدلة والوثائق المتاحة تشير إلى التعاون المستمر لإيران مع الوكالة في جميع الفترات لإظهار الشفافية في برامجها النووية. كما أن فتوى قائد الثورة الإسلامية بشأن تحريم استخدام السلاح النووي من قبل إيران تؤكد سياسات النظام للاستفادة السلمية من الطاقة النووية.

واصل باك آيين قائلاً: "النقطة المشتركة الثالثة هي أن إيران لم تكن تسعى إلى تجاهل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل أعلنت مرارًا أنها ستواصل التفاعل مع هذه الهيئة الدولية مع مراعاة الالتزامات المتعلقة بالضمانات. بعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي، أظهرت إيران حسن نيتها من خلال تنفيذ التزاماتها غير المعلنة طواعية لمدة عام تقريبًا، ثم قامت بتقليل قيودها النووية. وبالنظر إلى هذه النقاط المشتركة، يجب على أصحاب التوجهات السياسية المختلفة أن يتحدوا من أجل تأمين المصالح الوطنية، وأن يضغطوا بأقصى قدر ممكن على أمريكا، وأن يجعلوا أساسهم عدم الثقة في هذا البلد، وأن يطلبوا من الحكومة أن تستمر بجدية، دون ربط البلاد بالتفاوض مع أمريكا، في تحسين المشاكل الاقتصادية بالاعتماد على الداخل والتفاعل البناء مع العالم.

وأكد خبير السياسة الخارجية أنه في هذه المرحلة، تقتضي المصالح الوطنية ومصالح البلاد أن تفكر التيارات السياسية المختلفة في اجماع وطني وتدافع عن السياسة المبدئية للنظام في عدم التفاوض مع أمريكا، وأن تحول التهديدات القادمة من البيت الأبيض إلى فرصة وطنية من خلال اجماع داخلي.

وأضاف أن هذا الاجماع يجب أن يشمل جميع الأطراف السياسية، حيث أن التحديات التي تواجه البلاد تتطلب تعاونًا وتنسيقًا بين جميع القوى السياسية. وأكد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الضغوط الخارجية، مشيرًا إلى أن التفاوض مع أمريكا في ظل الظروف الحالية لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشاكل بدلاً من حلها.

كما دعا إلى ضرورة التركيز على تطوير القدرات الداخلية وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال استثمار الموارد المحلية، مشددًا على أن التفاعل البناء مع الدول الصديقة يمكن أن يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.

وفي ختام حديثه، أكد باك آيين على أن الوقت قد حان لتجاوز الخلافات السياسية والتركيز على المصالح الوطنية العليا، وأنه يجب على جميع الأطراف أن تعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لإيران.

/انتهى/

رمز الخبر 1954615

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha