وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أنّ الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، يسعى للعودة إلى العدوان والجرائم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وللاختباء وراء الموقف الأميركي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار حمدان إلى أنّ سلوك الاحتلال وخروقاته للمرحلة الأولى من الاتفاق، والتي "لم تتوقف منذ اللحظة الأولى"، تثبت "بما لا يدع مجالاً للشك أنّ حكومة الاحتلال كانت معنيةً بانهيار الاتفاق، وعملت جاهدةً لتحقيق ذلك".
وأوضح حمدان أنّ قرارات نتنياهو الأخيرة، باعتماد المقترحات الأميركية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وفقاً لترتيبات مخالفة لما تم الاتفاق عليه، تُعدُّ "محاولةً مفضوحةً للتنصل من الاتفاق، والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية".
"حكومة الاحتلال عملت جاهدة من أجل إفشال الصفقة، ومحاولات الاحتلال للتنصل من الاتفاق مفضوحة".
وفي هذا السياق، عرض القيادي في حماس أهم خروقات الاحتلال خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
الخروقات المتعلقة بالإغاثة بالإيواء والبروتوكول الإنساني
حمدان عدّد في كلمته الخروقات الإسرائيلية المتعلقة بالإغاثة بالإيواء والبروتوكول الإنساني، والتي تشمل "عدم السماح بإدخال 50 شاحنة وقود يومياً، وهو ما ينصّ عليه الاتفاق، بحيث دخلت 978 شاحنةً فقط، خلال 42 يوماً، بمعدل 23 شاحنةً يومياً".
"الاحتلال خرق الاتفاق عبر عدم السماح بإدخال 50 شاحنة وقود يومياً ومنع القطاع التجاري من استيراد الوقود بأنواعه".
ومنع الاحتلال القطاع التجاري في قطاع غزة من استيراد الوقود بأنواعه، على الرغم من وجود نص صريح في الاتفاق يسمح بذلك، بحسب حمدان، كما لم يسمح إلا بإدخال 15 بيتاً متنقلاً (كرافانات) فقط، من أصل 60 ألفاً متفق عليها، إضافةً إلى عدد محدود من الخيام.
كذلك، منع الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام واستخراج الجثامين من تحت الأنقاض، حيث "سمح بدخول 9 آليات فقط، في حين أنّ القطاع بحاجة إلى 500 آلية على الأقل".
ومنع الاحتلال إدخال مواد البناء والتشطيب لإعادة تأهيل البنية التحتية، وإدخال المعدات للدفاع المدني، وإدخال المعدات الطبية اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات، إذ "لم يسمح سوى بإدخال 5 سيارات إسعاف فقط".
ولم يسمح الاحتلال الإسرائيلي بتشغيل محطة الكهرباء، أو إدخال المستلزمات لإعادة تأهيلها، مانعاً أيضاً إدخال السيولة النقدية للبنوك، ورافضاً تغيير العملات الورقية البالية.
الخروقات الميدانية
أما فيما يتعلق بالخروقات الميدانية، فاستمرت آليات الاحتلال في التقدم والتوغل على خطوط الانسحاب بشكل شبه يومي، وخصوصاً في محور "فيلادلفيا"، كما تابع القيادي في حماس.
وأوضح حمدان أنّ الآليات الإسرائيلي في محور "فيلادلفيا" تجاوزت المسافات المتفق عليها، "بمقدار يتراوح بين 300 م إلى 500 م"، مضيفاً أنّ ذلك ترافق مع إطلاق نار وقتل للمدنيين وهدم للمنازل وتجريف للأراضي.
إلى جانب ذلك، تم تأخير الانسحاب الإسرائيلي من شارعي الرشيد وصلاح الدين، ومنع عودة النازحين يومين كاملين، في مخالفة صريحة للاتفاق، بحسب حمدان، كما استمر تحليق طيران الاحتلال يومياً، خلال الفترات المحظورة، لمدة تتراوح بين 10 إلى 12 ساعةً.
ومنع الاحتلال الصيادين من النزول إلى البحر لممارسة الصيد، وقام بإطلاق النار عليهم واعتقال بعضهم.
962 خرقاً ميدانياً
شاحنات تحمل مساعدات "منظمة الصحة العالمية" تستعد لعبور نقطة تفتيش على طريق صلاح الدين في المغراقة، وسط قطاع غزة (أ ف ب)
مصدر لإعلام مصري: نجاح في تذليل العقبات أمام استكمال تنفيذ الاتفاق في غزة
13 شباط
في الإطار نفسه، أعلن حمدان أنّ إجمالي الخروقات الميدانية التي ارتكبها الاحتلال بلغت الـ962، وهي شملت 219 عملية تحليق للطيران، 77 عملية إطلاق نار، 45 عملية توغل للآليات، و37 عملية قصف واستهداف.
وأشار حمدان إلى أنّ عدد الشهداء بهذه الخروقات، منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، بلغ الـ116، والجرحى الـ490، مضيفاً أنّ الاحتلال حجز سائقين وصيادين 5 مرات.
الخروقات المتعلقة بالأسرى
حمدان تحدث أيضاً عن خروقات إسرائيلية متعلقة بالأسرى أيضاً، "أولها تأخير الإفراج عنهم في جميع المراحل، على الرغم من أنّ الاتفاق ينصّ على الإفراج عنهم بعد ساعة واحدة من تسليم أسرى الاحتلال".
ولفت حمدان إلى أنّ الاحتلال "منع الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى في المرحلة الأولى، والبالغ عددهم 600 أسير، لمدة 5 أيام"، مؤكداً أنّ ذلك "تم بحجج وذرائع واهية".
كما أجبر الاحتلال الأسرى المفرج عنهم، في الـ15 والـ26 من شباط/فبراير الحالي، على "ارتداء ملابس تحمل دلالات نازية وعنصرية"، ومارس الضرب والإهانة والتجويع ضدّ الأسرى، "حتى ساعة إطلاق سراحهم".
وامتنع الاحتلال عن الإفصاح عن أسماء مئات الأسرى الفلسطينيين من غزة، حيث أفصح عن أسماء 2400 أسير فقط، ورفض الإفراج عن الأسيرة المسنة، سهام موسى أبو مازن، وعمرها 70 عاماً، وهي من القطاع.
الخروقات على معبر رفح
إضافةً إلى ما سبق، ارتكب الاحتلال خروقات على معبر رفح الحدودي مع مصر، حيث استمر إغلاقه أمام المدنيين في الاتجاهين، وفقاً لما أكده القيادي في حماس.
وأعاد الاحتلال عشرات المسافرين من المرضى والجرحى بعد الاتفاق على سفرهم، ومنع استئناف حركة البضائع والتجارة عبر المعبر، بحسب ما تابع حمدان.
الخروقات على محور "فيلادلفيا"
وفيما يتعلق بالخروقات على محور "فيلادلفيا"، لم يقبل الاحتلال تقليص قواته تدريجياً، كما تعهّد الوسطاء، إذ كان من المفترض تقليص عرض الممر 50 متراً أسبوعياً. وبدلاً من ذلك، استمر الاحتلال بالتوغل لمسافات مئات الأمتار.
ولم يبدأ الاحتلال الانسحاب من المحور في اليوم الـ42 من الاتفاق كما كان مقرراً، كما لم يتم استكمال الانسحاب في اليوم الـ50، بحسب ما أكده حمدان في كلمته.
الخروقات السياسية
على صعيد الخروقات السياسية التي تحدّث عنها حمدان، عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى التأخير في بدء مفاوضات المرحلة الثانية، في حين "ينصّ الاتفاق على أن تبدأ في اليوم الـ16 بعد التوقيع، وتستمر بضمانة الوسطاء بشروط المرحلة الأولى، حتى يتفق الطرفان".
أما الآن، فيطالب الاحتلال بالدخول في اتفاق جديد، مخالف لكل ما تم الاتفاق عليه قبل ذلك، كما أوضح حمدان.
"السبيل الوحيد لإعادة أسرى الاحتلال هو التزام الاتفاق"
إزاء ذلك، وفي "مواجهة هذا العدوان وحملة التضليل" التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي، أكدت حماس، عبر تصريحات حمدان، "التزامها المضي قدماً في الاتفاق، والعبور إلى المرحلة الثانية منه، كما التزمت تنفيذ كل البنود المتعلقة بها، بدقة، وفي المواعيد المحددة".
وحمّل حمدان نتنياهو وحكومته "المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق أو أي حماقة قد يرتكبها بالانقلاب عليه، بما في ذلك التبعات الإنسانية المتعلقة بأسرى الاحتلال في قطاع غزة".
في السياق نفسه، أكد حمدان أنّ "السبيل الوحيد لإعادة أسرى الاحتلال هو التزام الاتفاق، والدخول الفوري في مفاوضات المرحلة الثانية والتزام الاحتلال تعهداته".
وأوضح أنّ الاحتلال "يدفع عبر سلوكه نحو إعادة الأمور إلى نقطة الصفر والانقلاب على الاتفاق، من خلال ما يطرحه من بدائل مثل تمديد المرحلة الأولى، أو إنشاء مرحلة وسيطة".
واستنكر القيادي في حماس "الابتزاز الذي يمارسه نتنياهو وحكومته، عبر استخدام المساعدات الإنسانية كورقة ضغط في المفاوضات، ولاسيما بعد قرار حكومة الاحتلال إغلاق المعابر ووقف تدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
وأشار إلى أنّ "على الوسطاء والضامنين منع نتنياهو من تخريب كل الجهود للتوصل إلى الاتفاق، وحماية الاتفاق من الانهيار".
كذلك، دعت حماس المجتمع الدولي إلى إجبار الاحتلال على فتح المعابر، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، مشيراً أنّ هذا هو "حق راسخ يكفله القانون الدولي".
ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إلزام الاحتلال إلى العودة إلى الاتفاق، والدخول في المرحلة الثانية منه، وصولاً إلى وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب كل القوات الإسرائيلية من القطاع، وإغاثة وإيواء شعبه، وإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، وتطبيق القرار الدولي رقم 22735.
كما دعت إلى "العمل على إنجاز حل عادل للقضية الفلسطينية، يضمن حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين".
وحذّر حمدان من أنّ الأمن والاستقرار الدوليين "باتا مهدَّديْن في ظل الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي والصمت الدولي، الذي لا يحرّك ساكناً، إجزاء عربدة الاحتلال، الذي يهدد باستئناف حرب الإبادة ضد غزة، ويصعّد عدوانه في الضفة، ويواصل عدوانه على لبنان".
تعليقك