٠٥‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ٩:٥٤ م

عراقجي: العالم بحتاج إلى سياسات مثل الشجرة المثمرة لا تفيد جيل اليوم فحسب بل الأجيال القادمة أيضا

عراقجي: العالم بحتاج إلى سياسات مثل الشجرة المثمرة لا تفيد جيل اليوم فحسب بل الأجيال القادمة أيضا

كتب وزير خارجية الخارجية الايراني، السيد عباس عراقجي، في مدونة له بمناسبة يوم الشجرة :إن التحديات البيئية مثل أزمة المياه والتصحر والغبار الدقيق ليس لها حلول أحادية الجانب.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه كتب وزير الخارجية الايراني السيد عباس عراقجي في مذكرة بمناسبة 5 مارس يوم الشجرة: إن 5 مارس، يوم الشجرة، إلى جانب تقليد طويل الأمد، هو رمز لالتزامنا بالاستدامة والمسؤولية تجاه الأجيال القادمة. وكما أن الأشجار ذات الجذور القوية في التربة والفروع الممتدة نحو السماء ترمز إلى النمو والتحمل والتنمية المستدامة، فإن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على مبادئ أساسية متجذرة في الكرامة والحكمة والمصلحة وتتوسع نحو مستقبل مستدام ومتوازن.

في عالم اليوم، أصبحت القضايا البيئية تحديات لا تعرف الحدود وتربط مصير جميع البلدان. لم تعد مشاكل تغير المناخ والجفاف وتلوث الهواء والتصحر وأزمة الغبار مجرد مشاكل وطنية، بل أصبحت تهديدات عالمية لا يمكن إدارتها والتخفيف منها إلا من خلال التعاون الدولي والتعددية. ولقد نظرت السياسة الخارجية الإيرانية دائماً إلى هذه القضايا بنظرة شاملة، واستناداً إلى قيمها الأساسية، جعلت البيئة أحد محاور الدبلوماسية الإقليمية والدولية.

إن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ترتكز على مبادئ الحكمة والكرامة والسرعة في مواجهة التحديات واتخاذ القرارات ورسم مستقبل مستدام. وتلعب هذه المبادئ، التي توجه السياسة الخارجية للبلاد في كافة المجالات، دوراً محورياً أيضاً في القضايا البيئية.

إن الكرامة تتطلب من إيران أن تتبنى نهجاً نشطاً ومستقلاً في التعامل مع التحديات البيئية، وألا تكون دولة تتأثر فقط بالأزمات الإقليمية والعالمية. لا ينبغي لنا أن نكون الضحايا الوحيدين لتغير المناخ والأزمات البيئية، بل ينبغي أن يتم الاعتراف بنا إقليمياً وعالمياً كدولة مؤثرة ورائدة في معالجة هذه التحديات.

إن الحكمة في صنع السياسات البيئية تتطلب أن تكون التنمية المستدامة، مع الاهتمام بشكل خاص بالبيئة، محور صنع القرار المحلي والدولي.

ومن المناسب لإيران أن تستخدم قدراتها الدبلوماسية للتعاون الإقليمي والدولي في مجال البيئة. إن التحديات البيئية مثل أزمة المياه والتصحر والغبار ليس لها حلول أحادية الجانب وتتطلب التفاعل البناء مع الجيران والمشاركة في المؤسسات الدولية.

تواجه إيران مجموعة من التحديات البيئية، بعضها يعود إلى موقعها الجغرافي والبعض الآخر هو نتاج سياسات إقليمية ودولية.
يعد الجفاف وأزمة المياه من أخطر المشاكل البيئية في إيران. وقد أدى انخفاض معدلات هطول الأمطار، وانخفاض مستويات المياه الجوفية، وسوء إدارة موارد المياه في المنطقة إلى تفاقم هذه الأزمة. لقد حاولت السياسة الخارجية الإيرانية دائمًا جلب الدول التي تشترك مع إيران في موارد المياه إلى طاولة المفاوضات على المستوى الإقليمي. وكانت المفاوضات بشأن أنهار هيرمند ودجلة وأرس جزءًا من دبلوماسية المياه هذه، التي تهدف إلى ضمان إمدادات المياه المستدامة لملايين الإيرانيين.

ويعد الغبار مشكلة أخرى أثرت على أكثر من نصف محافظات البلاد. يأتي جزء كبير من هذه الجسيمات من الدول المجاورة. أدى جفاف الأراضي الرطبة وسوء إدارة موارد المياه في هذه البلدان إلى إنشاء مراكز لإنتاج الغبار تهدد صحة ملايين الإيرانيين. وفي السنوات الأخيرة، أثارت إيران هذه القضية مراراً وتكراراً في اللقاءات الإقليمية والدولية، ودعت إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لمواجهة هذه الأزمة. وشكل عقد لقاءات التعاون البيئي مع الدول المجاورة، ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الإقليمية للسيطرة على الغبار، والتأكيد على المسؤولية المشتركة للدول في استعادة الأراضي الرطبة في المنطقة، جزءاً مهماً من جهود وزارة الخارجية في هذا المجال.

ويعد التلوث البيئي والعقوبات الظالمة من التحديات الأخرى التي تواجه إيران. ولقد أكدت وزارة الخارجية دائما على ضرورة إزالة هذه العوائق في المفاوضات الدولية، وحاولت الحد من بعض هذه التحديات من خلال التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.

وتعتقد إيران، باعتبارها إحدى الدول المؤثرة في المنطقة، أن حماية البيئة ليست مسؤولية محلية فحسب، بل هي التزام دولي أيضاً. ومن هذا المنطلق، جعلت وزارة الخارجية حماية البيئة أحد الركائز المهمة لدبلوماسيتها.
وفي السنوات الأخيرة، حاولت وزارة الخارجية الإيرانية تحويل قضية البيئة من مجرد قضية فنية إلى أولوية دبلوماسية في المفاوضات الإقليمية والدولية.

ومن خلال التعاون مع الدول المجاورة لإدارة موارد المياه والسيطرة على الغبار إلى متابعة استخدام التقنيات البيئية، سعت الوزارة دائمًا إلى استخدام الدبلوماسية كأداة لحل التحديات البيئية التي تواجه البلاد.

يوم 5 مارس، يوم الشجرة، ليس مجرد يوم لزراعة الأشجار، بل هو فرصة للتفكير في مستقبل مستدام. وفي سياستها الخارجية، تسعى إيران، كالبستاني الذي يزرع شتلة ويسعى إلى نموها، إلى تحقيق تنمية تبقى مستقرة في مواجهة رياح التطورات الدولية. إن الدبلوماسية البيئية الإيرانية، إلى جانب جوانب أخرى من السياسة الخارجية، يمكن أن تشكل طريقا واضحا لحل الأزمات البيئية في البلاد وخلق تعاون إقليمي ودولي مستدام.

إن غرس شجرة في ساحة وزارة الخارجية يوم 5 مارس هو عمل قيم، ولكن الأهم من ذلك أنه يزرع بذور التعاون والتفاعل البناء على الساحة الدولية. إن العالم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج إلى سياسات، مثل الشجرة المثمرة، لا تفيد جيل اليوم فحسب، بل أيضا الأجيال القادمة.

رمز الخبر 1955202

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha