٢٠‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ١:٠٩ م

في رسالته بمناسبة حلول العام الجديد.. بزشكيان: إقامة علاقات جيدة مع الجيران اولويتنا في العام المقبل

في رسالته بمناسبة حلول العام الجديد.. بزشكيان: إقامة علاقات جيدة مع الجيران اولويتنا في العام المقبل

هنأ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الشعب الايراني وشعوب النوروز بحول العام الشمسي الجديد قائلا: "إن الربيع هو نقطة اعتدال الطبيعة وأصل اللطف والتعاطف والنضارة".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه في رسالته بمناسبة حلول العام الجديد 1404 والنوروز ، صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قائلاً: "نحن بحاجة إلى تغيير في النظرة، والوحدة، والانضباط الداخلي، وتجنب التعددية القطبية، للوصول إلى أهداف وطننا والتطلعات التي قدمها قائدنا العزيز. وبالطبع، فإن إقامة علاقات جيدة في جميع المجالات مع الدول الجارة تأتي في أولويتنا، ثم مع جميع دول العالم، لإقامة عالم مليء بالسلام والأخوة والإنسانية، بعيداً عن الرعب والمجازر والقتل الوحشي على يد المجرمين والمستبدين. من أجل هذا الهدف، سنعمل خلال أيام العام الجديد على أن نكون دائمًا في تجدد."

وفي ما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حول حالنا إلى أحسن الحال.

بمناسبة حلول العام الجديد و قدوم اليوم الجديد في ليلة القدر، أُحيّي جميع الإيرانيين في داخل الوطن وخارجه، في كل مكان من العالم، وكذلك جميع جيراننا وشعوب المنطقة التي تحتفل بعيد النوروز، وأتمنى لهم السلام والصداقة والفرح.

أرسل تحياتي إلى جميع أبناء وطننا العزيز الذين يجلسون على مائدة "السبعة سينات" في بيوتهم أو أماكن عملهم أو مهامهم، إلى جانب عائلاتهم أو بعيدًا عنهم.

النوروز وليلة القدر هما شعاعان من نور واحد، وجليتان من حقيقة واحدة؛ حقيقة التحول ونور التغيير الذي يحدث في تقديرنا.

القرآن هو كتاب الحياة، كتاب إخراج الناس من الظلام إلى النور، من الجهل إلى الوعي، من الكبر والكسل إلى العمل والنشاط، وإرساء الحق والعدالة في المجتمع. واليوم، مع جميع المشاكل التي نواجهها في بلدنا، يجب علينا في ليالي القدر أن نتخذ قرارًا بأننا في أي مكان كنا، سنغير المسار في الاتجاه الصحيح. وعندها سيكون القرآن مرشدنا لتحقيق ذلك، وستكون جميع الملائكة والأرواح معنا، حتى نتمكن من تمزيق الستار الأسود ونصل إلى الفجر والنور.

النوروز، أيضًا، من هذه الرؤية، سيفتح لنا يومًا جديدًا وفصلًا جديدًا، وكما جاء في وصية مولانا علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر: "لا تنقض سنّةً صالحةً عمل بها صدور هذه الأمّة، واجتمعت بها الألفة، وصلحت عليها الرعيّة"، يجب أن لا نكسر السنن الطيبة التي عمل بها كبار الأمة، والتي تجعل الناس في حال أفضل وتسبب التقارب والانسجام والصداقة بينهم. وبلا شك، يعد النوروز من هذه السنن الطيبة التي جاءت من تاريخ إيران وأكدها دين الإسلام.

نحن في هذه الليالي نبقى مستيقظين، لكي نطهر روحنا وجسدنا، ونصبح إنسانًا جديدًا، وفي يوم جديد نصل إلى قدرنا كما هو مقدر. لكن قدرنا وقدر وطننا ليس هنا حيث نقف؛ قدرنا وتقديرنا أعلى وأسمى من وضعنا اليوم.

ليلة القدر هي ليلة رائعة، من جهة هي ليلة السعادة الروحية الناتجة عن سماع صوت الله ونزول كلام الله القرآن الكريم، ومن جهة أخرى هي ليلة الحزن لشهادة مولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، الذي كان صوت العدالة الإنسانية. هو الذي صمت لمدة 25 عامًا من أجل الوحدة، وكافح لإقامة حكومة عادلة، وفي النهاية استشهد من أجل العدالة. لكن عدل علي كان على هذا النحو العظيم، حتى في لحظة شهادته أمر أن يُعامل قاتله بالعدالة. كما قال الشاعر شهريار:

ما من أحد سوى علي يقول لابنه، قاتلي

بما أنه أسيرك الآن، فكن رفيقًا به

لقد كانت الإنسانية دائمًا عطشى لمثل هذا العدل، وهو ما يعد مفقودًا في فطرة الإنسان.

أيها المواطنون الأعزاء؛

في السنة الماضية، مررنا جميعًا بصعوبات وآلام كثيرة. نُحيي ذكرى الرئيس المجاهد والمجتهد الشهيد رئيسي العزيز، وعدد من خدامه ورفاقه، وكذلك القادة البارزين للمقاومة. كما نُحيي ذكرى جميع شهداء غزة ولبنان والنساء والرجال والأطفال الأبرياء الذين يتم قتلهم بيد كيان الإبادة الجماعية المدعوم من القوى التي تدعي حقوق الإنسان.

في بداية دورة الأيام الجديدة، سنحدد قدرنا بشكل أعلى وأكثر عزّة من ما كنا عليه، ونصمم على رسم صورة إيراننا العزيزة بعيدًا عن القبح والشرور والظلم، بناءً على إيماننا واعتقادنا وعزمكم أنتم أيها الشعب العزيز. ولن ندخر جهدًا لتحقيق ذلك.

أيها الشعب الإيراني العزيز؛

أنا أعي تمامًا مشاكل التضخم وغلاء الأسعار، وسنجد بالتأكيد طريقًا لمواجهة هذه المشاكل، وبمشاركة وتعاون جميع الشعب الإيراني العزيز، سنتغلب عليها. ستكون قضايا معيشة وصحة وتعليم ومسكن شعبنا العزيز أولويتنا، وسنسعى بكل قوتنا لإحداث تغييرات أساسية في هذه القضايا.

نحن عازمون على التغيير؛ فاستمرار الإدارة والحياة بالطريقة السابقة يعني تفاقم المشكلات وزيادة التفاوتات. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

إذا أردنا أن لا يستمر هذا الوضع، يجب أن نأخذ طريق الإصلاح في جميع القضايا المتعلقة بالتفاوتات، بمساعدة الخبراء والمتخصصين والأساتذة الجامعيين والعقول اللامعة والاقتصاديين وأهل الثقافة ووسائل الإعلام، وكذلك بمشاركة كل فرد من الشعب العزيز. نحن من سيكون بيده أن يبني مستقبلًا مشرقًا وأمةً عظيمة لأنفسنا ولأبنائنا. نحن من سيكون بيده أن يرفع إيران إلى المكانة التي تستحقها بفضل الإمكانيات والقدرات القيمة التي لدينا في وطننا العزيز. نحن من سيكون بيده أن يبني وحدةً وتماسكًا وطنيًا، وقوة لا مثيل لها قادرة على مواجهة أصعب الاختبارات وتجاوز أصعب الظروف. يجب أن نعلن في هذه الليلة المباركة مع الله ومع بعضنا البعض أننا لن نقبل أي ظلم أو تمييز أو عدم مساواة، وسنسعى بكل قوتنا لتحقيق هذا القرار.

منذ بداية عمل الحكومة، اعتبرنا موضوع استثمار القطاعين الشعبي والخاص أولوية مهمة. وأنا شخصيًا تابعت هذا الأمر عن كثب. نحن بحاجة إلى توفير الفرص للناس في الاقتصاد والاستثمار. من خلال تطوير الاستثمار، تنتعش الإنتاجية، وتزداد فرص العمل، وتحسن معيشة الناس، ويتقدم البلد. وقد كان قائد الثورة الإسلامية دائمًا مشجعًا وداعمًا للاستثمار والمشاركة الفعالة من الناس والقطاع الخاص في الاقتصاد، وقد أكد في تسمية السنة الجديدة على هذا الموضوع المهم.

نحن بحاجة إلى تغيير في النظرة، والوحدة، والانضباط الداخلي، وتجنب التعددية القطبية، للوصول إلى أهداف وطننا والتطلعات التي قدمها قائدنا العزيز. وبالطبع، فإن إقامة علاقات جيدة في جميع المجالات مع الدول الجارة تأتي في أولويتنا، ثم مع جميع دول العالم، لإقامة عالم مليء بالسلام والأخوة والإنسانية، بعيداً عن الرعب والمجازر والقتل الوحشي على يد المجرمين والمستبدين. من أجل هذا الهدف، سنعمل خلال أيام العام الجديد على أن نكون دائمًا في تجدد.

كل أيامكم نوروز

أنتم البداية والنهاية

ذلك الصباح الربيعي الأول الذي يأتي من الفرح

يأتي مع رسائل الربيع التي تجلبها

إذا أرسل الشمس من سماء الفلك

فشمسكم هي شمسكم، وحبكم هو حبكم، وسماءكم هي سماؤكم

في هذا اليوم الجديد وفي هذه الليلة المباركة، إن شاء الله سنصنع عامًا سعيدًا وسنفتح صفحة جديدة في تاريخ إيران. رفعة إيران وكل الإيرانيين هي هدفنا الوطني.

كل أيامكم نوروز،

ونوروزكم منصور.

/انتهى/

رمز الخبر 1955743

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha