وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه تتحدث وثيقة سرية تم تداولها مؤخرًا على أعلى مستويات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) صراحةً عن ظاهرة تُعرف محليًا باسم "التجسس الجماعي". ويشير هذا المصطلح إلى أننا لم نعد نتعامل مع حالات معزولة واستثنائية، بل مع اتجاه واسع ومنهجي يعمل فيه عشرات المقيمين في إسرائيل، بشكل رئيسي عبر منصات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، بنشاط، وغالبًا طوعًا، لصالح أجهزة المخابرات الإيرانية.
ووفقًا لهذا المصدر، حللت وثيقة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي أيضًا دوافع هؤلاء الأفراد؛ وتشير الوثيقة إلى أن الدوافع متباينة. فبالنسبة للبعض، تُعد الحوافز المالية العامل الرئيسي. بالنسبة لآخرين، كان الدافع الرئيسي هو المعارضة الأيديولوجية لسياسات الكيان الصهيوني أو الشعور بعدم المساواة والتمييز في المجتمع. كما تم رصد حالات لأفراد مستعدين للتعاون لأسباب شخصية أو بدافع الانتقام.
وأضاف: "ما يثير القلق، من وجهة نظر واضعي الوثيقة، هو "تطبيع" هذا الفعل نفسيًا لدى بعض شرائح المجتمع. بعبارة أخرى، تضاءل الخوف من التجسس لصالح عدو تقليدي إلى درجة أن هؤلاء الأفراد مستعدون لتقديم معلومات تتراوح بين العادية والحساسة للجانب الإيراني، حتى دون مقابل مادي كبير".
وأشار هذا المصدر المطلع أيضًا إلى مضمون المعلومات المنقولة؛ إذ يُقال إن نطاق المعلومات المطلوبة أو المقدمة واسع جدًا؛ بدءًا من معلومات تبدو بسيطة حول مواقع الوحدات العسكرية، وحالة الجنود على الحدود، والتحركات العسكرية غير المصنفة، وصولًا إلى معلومات تفصيلية وسرية حول المواقع والأفراد العسكريين والأمنيين. ويمكن استخدام هذه المعلومات لرسم صورة استخباراتية شاملة والتخطيط لعمليات نفسية أو حتى إلكترونية.
بحسب المصدر، تُظهر الوثيقة أن جهاز الأمن العام (الشاباك) يواجه تحديًا خطيرًا في احتواء هذه الظاهرة؛ إذ إن حجمها ونطاقها، واستخدامها لأساليب اتصال مشفرة ومنصات مجهولة الهوية، جعل من الصعب للغاية تحديد جميع هذه الاتصالات وتتبعها. وتؤكد الوثيقة أن هذا يُعد "ثغرة استراتيجية" تتطلب إعادة تعريف بروتوكولات الأمن الداخلي وتوعية الجمهور.
/انتهى/
تعليقك