وكالة مهر للأنباء: في إطار تعزيز العلاقات بين طهران ومينسك، التقى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسعود بزشكيان، برئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، خلال زيارته الرسمية لبيلاروسيا في الفترة (18 إلى 20 أغسطس 2025)، وناقشا تطوير التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، ووقعا عدداً من وثائق التعاون. وخلال هذه الزيارة، كتب وزير الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء البيلاروسية "بيلتا"، بشأن العلاقات بين إيران وبيلاروسيا: "إن تجربتنا المشتركة في مواجهة التدخلات الخارجية، تتطلع إلى المستقبل، وقد أرست روابط متينة بين البلدين. وقد أرست حكمة القادة وصمود الشعبين الأساس لمستوى التعاون الحالي. وبفضل القدرات المتكاملة والآفاق المتوافقة، فإن الشراكة بين إيران وبيلاروسيا مستعدة للانطلاق نحو آفاق جديدة."
وأضاف عراقجي في المقال: "أقامت إيران وبيلاروسيا تعاونًا وثيقًا في مختلف المجالات على مدار 33 عامًا من العلاقات الدبلوماسية، ويستمر تعاوننا الاقتصادي في التعزيز؛ ففي العام الماضي وحده، زاد حجم التبادل التجاري الثنائي بأكثر من 14%. وقد وفر انعقاد الدورة السابعة عشرة للجنة الاقتصادية المشتركة أساسًا متينًا لتعميق التعاون، ويجري حاليًا التخطيط للدورة الثامنة عشرة".
وفي إطار استمرار التفاعلات النشطة بين إيران وبيلاروسيا، سيلتقي وزير الخارجية الإيراني، السيد عباس عراقجي، رئيس بيلاروسيا ووزير خارجيتها خلال زيارته إلى مينسك، ويتشاور معهما؛ وستُعقد هذه اللقاءات في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف بشأن التطورات الإقليمية والدولية، ومتابعة الاتفاقيات السابقة بين البلدين.
العلاقات الإيرانية البيلاروسية: من التعاون التقليدي إلى التقارب في النظام الدولي الجديد
أُقيمت العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية بيلاروسيا بعد استقلال الأخيرة عن الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات، وشهدت هذه العلاقات تطوراً تدريجياً على الصعيد السياسي والاقتصادي والتقني. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، سعت طهران ومينسك إلى تعزيز التعاون في مجالات الصناعة والطاقة والزراعة والنقل وصناعة الآلات، مع التأكيد على الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية ومعارضة الأحادية. وقد أصبح عقد لجان اقتصادية مشتركة وتبادل الوفود الرسمية آليةً دائمةً في العلاقات بين البلدين.
وفي السنوات الأخيرة، ومع تصاعد العقوبات الغربية المفروضة على البلدين، دخلت العلاقات الإيرانية البيلاروسية مرحلةً أكثر نشاطاً. ومن أبرز محاور هذه العلاقات في هذه الفترة: تعزيز المشاورات السياسية، وجهود توسيع التعاون الاقتصادي في إطار الترتيبات الإقليمية والأوراسية، واستخدام قدرات النقل والترانزين والخدمات اللوجستية، فضلاً عن توحيد المواقف بشأن بعض القضايا الدولية، مما يدل على رغبة الجانبين في الارتقاء بالعلاقات إلى ما هو أبعد من المستوى التقليدي، وتحديد شراكات أكثر عملية في ظل الظروف الدولية الجديدة.
في إطار عملية توسيع العلاقات بين طهران ومينسك، التقى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسعود بزشكيان، برئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، خلال زيارته الرسمية لبيلاروسيا في الفترة من 18 إلى 20 مرداد 1404 (18 إلى 20 أغسطس 2025)، وناقشا تطوير التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، ووقعا عدداً من وثائق التعاون. وخلال هذه الزيارة، كتب وزير الخارجية في بيان نشرته وكالة أنباء "بيلتا" البيلاروسية، بشأن العلاقات بين إيران وبيلاروسيا: "بالنظر إلى المستقبل، فقد خلقت تجربتنا المشتركة في مواجهة التدخل الأجنبي رابطاً متيناً بين البلدين. وقد أرست حكمة القادة ومقاومة الشعب الأساس للمستوى الحالي من التعاون. وبفضل القدرات المتكاملة والآفاق المتوافقة، فإن الشراكة بين إيران وبيلاروسيا مستعدة للانطلاق نحو آفاق جديدة."
وأضاف عراقجي في هذا المقال: "أقامت إيران وبيلاروسيا تعاونًا وثيقًا في مختلف المجالات على مدار 33 عامًا من العلاقات الدبلوماسية، ويستمر تعاوننا الاقتصادي في التعزيز؛ ففي العام الماضي وحده، زاد حجم التبادل التجاري الثنائي بأكثر من 14%. وقد وفر انعقاد الدورة السابعة عشرة للجنة الاقتصادية المشتركة أساسًا متينًا لتعميق التعاون، ويجري حاليًا التخطيط للدورة الثامنة عشرة".
وفي إطار استمرار التفاعلات النشطة بين إيران وبيلاروسيا، سيلتقي وزير الخارجية الإيراني، السيد عباس عراقجي، برئيس بيلاروسيا ووزير خارجيتها خلال زيارته إلى مينسك، ويتشاور معهما؛ وتُعقد هذه اللقاءات في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف بشأن التطورات الإقليمية والدولية، ومتابعة الاتفاقيات السابقة بين البلدين.
إيران وروسيا؛ تعزيز التعاون في الدبلوماسية الإقليمية والدولية
تأتي زيارة السيد عباس عراقجي إلى موسكو، استكمالاً للمشاورات الدبلوماسية الإقليمية والدولية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في وقتٍ شهد فيه مستوى التعاون بين طهران وموسكو تطوراً ملحوظاً، وذلك في أعقاب توحيد مواقف البلدين ودعم روسيا والصين لإيران في معارضة مساعي بريطانيا وفرنسا وألمانيا لاستغلال آلية تسوية النزاعات في الاتفاق النووي وتفعيل آلية التفجير؛ وهو إجراءٌ أدى إلى انقسام في مجلس الأمن الدولي خلال الأشهر الأخيرة، وزاد من أهمية التنسيق السياسي بين إيران وروسيا.
إلى جانب لقائه بنظيره الروسي، سيناقش وزير الخارجية الإيراني مع عدد من كبار المسؤولين الروس آخر التطورات الإقليمية والدولية، واستمرار المشاورات الدورية بين الجانبين؛ وهي اجتماعات تُبرز، في ظل الظروف الراهنة الحرجة، دور موسكو كأحد الشركاء الرئيسيين لطهران في المعادلات الدبلوماسية.
في إطار استمرار المشاورات والتفاعلات الدبلوماسية بين طهران وموسكو، التقى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسعود بزشكيان، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لتركمانستان على هامش قمة السلام والثقة الدولية في 12 ديسمبر/كانون الأول 2025، وناقشا تطوير التعاون الاستراتيجي وتفعيل الاتفاقية الشاملة بين البلدين. وكان هذا اللقاء آخر محادثة مباشرة بين الرئيس الإيراني ومسؤول روسي رفيع المستوى، واكتسب أهمية خاصة في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.
قبل زيارته اليوم إلى موسكو، سافر وزير الخارجية الإيراني، السيد عباس عراقجي، إلى موسكو مجدداً في فروردين ١٤٠٤ (أوائل عام ٢٠٢٥) للقاء مسؤولين روس والتشاور معهم. وخلال هذه الزيارة المُخطط لها مسبقاً، التقى بنظيره الروسي وعدد من كبار المسؤولين الروس، وقدّم رسالة خطية من قائد الثورة الاسلامية إلى الرئيس فلاديمير بوتين، وناقش معهم مجالات التعاون الثنائي، والتطورات الإقليمية، وقضايا هامة أخرى.
وتُظهر هذه السلسلة من الزيارات والاجتماعات العزم الجاد لإيران وروسيا على تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتنسيق المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتُرسل المشاورات المتكررة بين طهران وموسكو حول قضايا الاتفاق النووي، والتطورات في الشرق الأوسط، وأمن الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بشأن استقرار العلاقات الثنائية وتماسكها. وفي الوقت نفسه، تُتيح هذه اللقاءات مساحةً للتنسيق الاستراتيجي والتخطيط العملياتي المشترك بين البلدين، ما يُمكن أن يُسهم بدورٍ محوري في تخفيف الضغوط ومواجهة التحديات الدولية.
تشير المشاورات النشطة التي تجريها إيران مع بيلاروسيا وروسيا، والاجتماعات المتكررة لكبار المسؤولين، إلى استمرار سياسة طهران الدبلوماسية النشطة في أوراسيا، وتأكيدها على تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتنسيق المواقف الإقليمية والدولية. ولا تقتصر هذه التفاعلات على توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والسياسي فحسب، بل تضع إيران أيضاً في موقع أقوى وأكثر استقراراً في إدارة الضغوط الخارجية وتشكيل التطورات الدولية، وتلعب دوراً فعالاً في إرساء الاستقرار والتماسك في العلاقات الثنائية والإقليمية.
/انتهى/
تعليقك