وقال اللحام أمام الدورة التاسعة لمؤتمر رؤساء برلمانات الدول الإسلامية "إن موجة الإرهاب الدولي والحرب التدميرية التي تشن على سورية مهد الديانات وحاضرة الإسلام وشعبها الصابر على البلوى والقابض على جمر الجرح هي الأعتى في التاريخ" حيث انخرط فيها الشقيق والجار وتداعى لها من أرجاء العالم حملة السواطير وآكلو لحوم البشر أصحاب الأجساد المفخخة التي تنفجر نارا ودمارا بأبناء الشعب السوري برعاية غربية أمريكية لضرب بنيان الدولة السورية وتدمير بناها التحتية وتخريب نسيجها المجتمعي المتناغم منذ آلاف السنين لكسر إرادة سورية ومواقفها وسيادتها التي شكلت وما تزال ضمانة إقليمية للأمن والسلام في منطقة تفيض بالصراعات وخير مثال على العيش المشترك بين مختلف الأديان والأعراق والمذاهب.
وأضاف اللحام إننا "نجتمع اليوم بصفتنا ممثلين عن الشعوب الإسلامية في اتحادنا هذا الذي تداعينا لإنشائه بهدف تأمين إطار مناسب لتعزيز وتقوية أواصر الوحدة والتضامن والتعاون بين الدول الإسلامية وشعوبها مسترشدين بقيم الإسلام السمحة القائمة على المحبة والإخاء والتعاضد ونبذ العنف والتطرف والعمل على تأمين مصالحها المشتركة في الساحة الدولية ومواجهة التحديات الجسام التي تواجهنا والتنسيق معا في المنتديات الدولية من أجل إرساء قواعد الأمن والسلام لشعوبنا وشعوب العالم والحد من محاولات فرض الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية على دولنا".
وتابع اللحام إنه "وبعد عقد ونيف من إنشاء اتحادنا وبعد اجتماعات ومؤتمرات اتخذنا فيها القرارات تلو القرارات تعهدنا فيها جميعا بالعمل على التنسيق بين البرلمانات لتحقيق المصالح المشتركة للشعوب الإسلامية وتعهدنا باحترام السيادة الوطنية للدول الأعضاء وبعدم التدخل في شؤونها الداخلية تنفيذا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة غير أننا نجد اليوم دولا أعضاء في اتحادنا تعمل ليلا نهارا لانتهاك سيادة بلدي سورية وممارسة أبشع أنواع التدخل في شؤونها الداخلية مرة تحت مسمى دعم الديمقراطية ومرة تحت زعم دعم /المعارضة/ وأخرى تتدخل بشكل سافر بالحديث عن شرعية الحكم فيها في انتهاك فاضح لأهداف الاتحاد الذي يجمعنا اليوم وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة أيضا".
وأوضح اللحام أن "تدخل هذه الدول لم يتوقف على الشكل السياسي بل تحول إلى تدخل عسكري مباشر وغير مباشر سواء عبر مد الجماعات المسلحة والمجموعات الإرهابية التكفيرية التي تتستر برداء الدين الإسلامي الذي هو منهم براء بالمال والسلاح أو عبر تسهيل تسلل الإرهابيين عبر أراضيها إلى داخل سورية لمحاربة الدولة السورية والشعب السوري ليصل عدد هؤلاء الإرهابيين بحسب تقديرات غربية لا سورية إلى عشرات الآلاف من نحو 83 دولة عربية وأجنبية".
وقال اللحام إننا "تعهدنا في اتحاد برلمانات الدول الإسلامية عبر قرارات كثيرة ومن خلال منظمة التعاون الإسلامي بنشر التعاليم والقيم السمحة للإسلام القائمة على الوسطية والتسامح وبتعميق حوار الحضارات ولكننا نرى اليوم دولا إسلامية تنفق ملايين الدولارات ليقتل المسلمون بعضهم بعضا فتمول قنوات دينية متطرفة تعمل على بث بذور الفتنة والكراهية والاقتتال بين المذاهب الإسلامية وتطلق فتاوى الجهاد والتكفير ضد سورية من منابر إسلامية في دول عربية شقيقة لم تصدر منها فتوى واحدة بالجهاد ضد كيان صهيوني سرطاني اغتصب قدس الأقداس وشرد أهلها وناسها إلى جهات الأرض الأربعة، فأين نحن مما تعاهدنا عليه إسلاميا وميثاقيا وإنسانيا".
وأشار اللحام إلى أن "بعض الحكومات الإسلامية والعربية تصر على اتهام الدولة السورية بتدمير المشافي والمساجد والمدارس وتروج لمعطيات ومعلومات وصور مفبركة دون أن تكلف نفسها عناء استبيان الحقيقة واتخذت مواقف سياسية ضد سورية بناء على هذه الفبركات الإعلامية" مؤكدا "أن من قام بتدمير ممنهج للمؤسسات الخدمية من مشاف ومدارس وخطوط نقل الطاقة والمصانع والمساجد والكنائس هم الإرهابيون أصحاب الفكر التكفيري المتطرف الذين يدعمهم الغرب الاستعماري فالدولة السورية لم تقم ببناء المشافي والمدارس لتدمرها أو تحولها إلى ثكنات عسكرية كما أننا نفخر بنظامنا الصحي والتعليمي الذي يكفل التعليم والطبابة بشكل مجاني للجميع ولا سيما أنه بني بعرق وجهد أبناء سورية ونفخر بمساجدنا تصدح بالأذان وأجراس كنائسنا تقرع في أيام الآحاد فهكذا كانت سورية وهكذا ستكون ولن يقبل شعبنا بغير ذلك".
وأوضح اللحام أن "هذا التشويه المتعمد لصورة سورية عربيا وإسلاميا من قبل بعض الدول هو لتبرير الموقف العدائي ضدها" لافتا إلى أن هذا هو "ما حصل بالفعل لاحقا عندما تحضرت الأساطيل الغربية الأمريكية والفرنسية والبريطانية بمساعدة إسرائيلية للعدوان على سورية لهدف واحد هو ضرب خط المقاومة وحاضنتها وقواها الحقيقية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية وخصوصا أن واشنطن تعمل على فرض تسوية على الشعب الفلسطيني تبدو وكأنها أمر واقع فتنهي حق اللاجئين بالعودة وحقهم بالقدس عاصمة لدولتهم".
وقال اللحام إنه "وأمام هذا الواقع تصرفت القيادة والحكومة السورية على مستوى المسؤولية فطرحت بموازاة محاربتها الإرهاب التكفيري حلا سياسيا لمن يريد المشاركة في الحياة السياسية في البلاد من مختلف أطياف الشعب السوري وقامت بإجراء إصلاحات سياسية ودستورية تضع إطارا تشريعيا متطورا للتعددية السياسية بحيث يتيح لجميع التيارات السياسية والحزبية المشاركة ولعب دور في بناء سورية المستقبل ودعت إلى حوار وطني شامل إيمانا منها بأن حل الخلافات بين أبناء الوطن يكون بالحوار الجاد لجسر الخلافات وبالتوصل إلى صيغة مشتركة لمستقبل البلاد"، لافتا إلى أن مشاركة وفد الحكومة السورية في مؤتمر جنيف2 دون شروط مسبقة هو دليل على جدية الدولة السورية منذ البداية في الحوار مع المعارضة التي لنا تحفظات كثيرة على طريقة تشكيل بعض كياناتها وانتماءات بعضها وارتهانها لدول أجنبية.
وأضاف اللحام "إن من زعموا أنهم ممثلو المعارضة وهم من فرضتهم واشنطن واجهة للحوار مع الدولة السورية لا يملكون القدرة على اتخاذ أي قرار قبل الرجوع لسفير القوة الاستعمارية الكبرى روبرت فورد ولذلك نصر على مشاركة المعارضة الوطنية في الداخل والخارج التي أثبتت أنها تريد فعلا الوصول إلى حل سياسي يجنب سورية المزيد من الويلات والدمار ويحفظها دولة قوية بوحدتها الجغرافية وسيادتها واستقلال قرارها".
وشدد اللحام على "أن مستقبل سورية يصنعه السوريون بأنفسهم من خلال الحوار الوطني الشامل وصناديق الاقتراع لا عبر السلاح والإرهاب وبنادق المرتزقة التكفيريين ولا عبر وصاية غربية أو عربية فمن يعتقد أنه يمثل شريحة من الشعب السوري فليتفضل إلى الانتخابات وصناديق الاقتراع المعتمدة في أفضل ديمقراطيات العالم فهي التي تحدد حجم كل تيار سياسي ومدى تأثيره في الشارع لا أن يراهن على تدخل عسكري غربي يجلبه على ظهر دبابة أمريكية أو إسرائيلية أو عبر جماعات تكفيرية تعمل على تخريب وتشويه كل القيم التي نفخر بها نحن السوريين بمختلف انتماءاتنا الدينية والعرقية والسياسية".
وتوجه اللحام بالشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا على جهودها الحثيثة من أجل جمع شمل الدول الإسلامية وتوحيد كلمتهم في الدفاع عن قضايا المسلمين العادلة ولا سيما قضية الشعب الفلسطيني تجسيدا لمبادئ الإسلام الحقيقية القائمة على التعاضد والتعاون بين المسلمين والدفاع عن قيم الحق والعدالة في العالم./انتهى/
رمز الخبر 1833458
تعليقك