اجرت وكالة مهر للأنباء لقاء مع الكتاب والمحلل السياسي ومدير اقليمي في صحيفة الزمان التركية "تورغوت أغلو" صرح فيه أن نتيجة الاستفتاء لن تغير شيئاً من ممارسات أردوغان القمعية، ولذلك إنه لايرى الإستفتاء أمرا مهما، معتبرا أن هذا الاستفتاء لاعلاقة له بالسياسة الخارجية التركية سيما قضية سوريا و في الواقع إنه آلية استخدمها أردوغان لتنظيم السياسة الداخلية على حد تعبيره.
وأضاف أغلو ، علاقة أردوغان مع التنظيمات الإرهابية (داعش - جبهة النصرة) باتت مكشوفة لدى كل من إيران وروسيا وأمريكا وكذلك لدى الدول الغربية معتبرا أن هذا التورط سيكون ورقة لدى كل من هذه الدول وسيتم استغلالها للضغط على أردوغان.
وشدد أغلو على أن هناك طبقة شعبية عريضة صامتة أمام ظلم أردوغان للضباط والشرطة والصحفيين والمدنيين الأبرياء. مضيفا أن هذا الصمت ليس بسبب إنهم راضون عن ما يحدث، لكنهم لا يرغبون في شن حروب أهلية ولا يريدون أن تتحول تركيا إلى سوريا ثانية مشيرا الى انزعاج عدد كبير من المسئولين والضباط في الجيش ورجال الدولة ، خاصة الكوادر العلمانية في الجيش ، من ممارسات أردوغان القمعية والمنتهكة لحقوق الإنسان معتبرا أن تحرك هذه الجهات امرا محتما حصوله في اي لحظة.
واعتبر اوغلو تلك التعديلات الدستورية التي سيتم التصويت عليها اليوم (الأحد 16 أبريل/ نيسان) لا تشمل تحسين حريات وحقوق المواطنين، وإنما تأتي بتوسع سلطات وصلاحيات أردوغان بمعنى أن نظام الإستبداد يتقنن وسوف تبتعد تركيا عن الدول الديمقراطية الغربية أكثر، وتقترب مع الدول التي ليست فيها احترام الحقوق والديمقراطية.
وتطرق أوغلو الى موضوع شعبية اردوغان معتبرا بأنه يستخدم الأسلوب الشعبوي (Populism) لجلب أراء المجتمع المحلي ، قائلا: "بعد أن أثبتت المحكمة التركية تورط أردوغان والمقربين منه في الفساد والرشوة في 17-25 ديسمبر 2013 ، بدأ أردوغان يستخدم الأسلوب القومي والإسلامي ليتستر على فساده، والأسلوب الشعبوي أثمر ثماره ونجح أردوغان في جميع الانتخابات المحلية والبرلمانية والراسية. وعلى ما يبدو أنه سينجح في الاستفتاء لتغيير الدستور. وينجح أردوغان بأسلوب شعبوي في شمل أنصاره المتدني تعليميا بحيث معظمهم خريجو الإبتدائية".
واضاف أغلو أن هناك فئة تؤمن بأن أردوغان هو منقذ العالم الإسلامي سيما بعد الربيع العربي ولكن في واقع الحال ، سياسة اودوغان الخارجية وتدخلاته في شؤون الدول الأخرى وزعمه على انه خليفة العالم الإسلامي ، أدى الى شن حروب داخلية في بعض الدول في شرق الأوسط ، كسوريا التي تدمرت وأحترقت بسبب دعم أردوغان للإرهابيين والسماح والتمهيد لعبورهم ودخولهم عبر الحدود التركيا الى سوريا وتمويلهم.
وفي سياق القضية الكردية في تركيا وتأثير نتائج الأستفتاء فيها ، اعتبر أغلو أن فوز أردوغان في الإستفتاء سيأدي الى تشديد أكثر لممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان ضد الشعب الكردي وهذا سيسرع عملية انفصال المناطق الكردية من تركيا.
وفي الختام قال تورغوت أغلو أنه يرى أن كل مؤيدي أردوغان سواء من تركيا أو من العالم العربي سوف يدفعون ثمن فاتورة تأييدهم له ، معتبرا أن أردوغان هو أكبر مصيبة على الشرق الأوسط والعالم الإسلامي./انتهى/
اجرت الحوار : مريم معمارزاده
تعليقك