١٤‏/٠٦‏/٢٠١٨، ١٢:٢٨ ص

في حديث لقناة العالم

بشار الأسد: العلاقات السورية-الإيرانية لا تخضع للتسوية في الجنوب ولا في الشمال

بشار الأسد: العلاقات السورية-الإيرانية لا تخضع للتسوية في الجنوب ولا في الشمال

أكد الرئيس السوري بشار الأسد استعداد دمشق لامتلاك إيران قواعد عسكرية كنظيرتها الروسية على الأراضي السورية في حال طلبت طهران ذلك، مشدداً على ان العلاقات السورية الإيرانية هي علاقات استراتيجية، ولا تخضع للتسوية في الجنوب ولا في الشمال.

وفي حديث خاص لقناة العالم الإخبارية تحدث الرئيس السوري بشار الأسد عن وضع الجنوب السوري والمعركة القادمة أمام الجيش وحلفائه، كاشفاً عن الخطط الاميركية والاسرائيلية في سوريا، وعلق على إمكانية ارسال دول عربية قواتها الى سوريا كالسعودية.

كما نوه الرئيس السوري في المقابلة الى طبيعة العلاقات مع ايران وروسيا، والتواجد الايراني في سوريا إمكانية اقامة ايران قواعد في سوريا، كاشفا عن زيارة سيقوم بها الى طهران.

وأشار الأسد الى ثبات موقف دمشق من القضية الفلسطينية.

وإليكم نص هذا اللقاء:

س: كثيرا هي المحاور التي سنتحدث عنها، لكن في ظل كل هذه الانتصارات عملياً يبقى الحدث الأبرز، هو الجنوب السوري. ماالذي يجري بالتحديد؟ يعني ما هي طبيعة ما يجري في الجنوب السوري؟

ج - الرئيس الأسد: بكل بساطة ما طرح بعد تحرير الغوطة هو التوجه إلی الجنوب وكنا أمام خيارين كما هو الحال في كل المناطق الأخری في سوريا، إما المصالحة أو التحرير بالقوة. وهنا طرح الروسي إمكانية إعطاء فرصة للتسويات والمصالحات كما حصل في باقي المناطق، بهدف عودة الوضع إلی ما كان عليه قبل عام 2011، يعني تواجد الجيش السوري في تلك المنطقة التي هي منطقة مواجهة مع العدو الصهيوني وطبعاً خروج الإرهابيين وهذا طرح مناسب بالنسبة لنا. حتى هذه اللحظة لاتوجد نتائج لسبب بسيط؛ التدخل الإسرائيلي والأميركي الذين قاموا بالضغط علی الإرهابيين في تلك المنطقة لمنع التوصل لأي تسوية أو حل سلمي. هذا هو الوضع حالیاً.

س: يعني حتی الآن لايوجد هناك حسم للموضوع إما سنتجه نحو معركة عسكرية أو سيكون هناك تسوية؟

ج - الرئيس الأسد: مازال التواصل مستمرا مابين الروس والأميركيين والإسرائيليين. طبعاً ماذا عن الإرهابيين؟ هم منفذون. لاأحد يتواصل معهم لأنهم ينفذون مايقرره أسيادهم بالمحصلة وهذا ما حصل، يعني كان هناك فرصة للمصالحة وتدخل الأميركي والإسرائيلي منع حصوله.

س: طبعاً هذا الواقع الموجود، لكن بالمقابل، هناك من يتحدث عن الكثير من القضايا التي تجري في الجنوب، سيادة الرئيس، هل هناك صفقة ما؟ ما هو الثمن؟ هل هناك ثمن فعلاً كذلك لإتمام هذه الصفقة في الجنوب؟ دعني أتحدث كذلك بصراحة، موضوع إخراج الإيراني من تلك المنطقة، إبعاد الإيراني عن المنطقة الجنوبية مقابل التنف مثلاً؟ ما هو الطلب أو لنقل الثمن الذي طلبه الأميركي للموافقة علی عملية تسوية إذا صح التعبير في منطقة الجنوب؟

ج- الرئيس الأسد: بالنسبة للأميركي هناك مبدأ عام، في أي مشكلة في العالم له ثمن وحيد يطلبه، وهو الهيمنة المطلقة، بغض النظر عن القضية والمكان، وطبعاً هذا الثمن لن يقدم من قبلنا وإلا لماذا نخوض هذه الحرب منذ سنوات مقابل استقلالية القرار السوري والوطن السوري ووحدة أراضيه؟

أما بالنسبة لموضوع إيران تحديداً، فلأكون واضحاً العلاقة السورية الإيرانية هي علاقة استراتيجية، ولا تخضع للتسوية في الجنوب ولا في الشمال، وهذه العلاقة بمضمونها ونتائجها على الأرض مرتبطة بحاضر المنطقة ومستقبلها، وبالتالي هي ليست خاضعة لأسعار البازار الدولي، ولا سوريا ولا إيران لن تطرح هذه العلاقة في البازار السياسي الدولي لكي تكون مكاناً للمساومة، فكل ما طرح هو طرح إسرائيلي، الهدف منه استفزاز إيران وإحراجها، وبنفس هذا الوقت يتوافق مع البروباغاندا الدولية الآن ضد إيران بما يتعلق بالملف النووي، القضية ليست منفصلة، فكل ما يحصل الآن ويرتبط بإيران يحصل من أجل خلق حالة عامة دولية ضد إيران، أما بالنسبة لنا في سوريا، فالقرار بالنسبة لأراضينا هو قرار سوري حصراً، ونحن نخوض معركة واحدة، وعندما يكون لدينا قرار بالنسبة لإيران سوف نتحدث به مع الإيرانيين ولن نتحدث به مع أي طرف آخر.

س: الجبهة الجنوبية عملياً في نفس السياق لم تتوقف غرفة الموك منذ بداية الحرب على سوريا منذ حوالي 8 سنوات، هي تنشط وتعمل ومرتبطة مباشرة بالإسرائيليين، لكن في الآونة الآخيرة لاحظنا أنها بدأت تنشط من جديد، هناك اتصالات أكثر، ومحاولة تفعيل أكثر، هل هذا يعني أنه عملياً الدولة السورية ذاهبة إلى الحسم العسكري في منطقة الجنوب بغض النظر عما ستؤول اليه الأمور، يعني وصلت إلى طريق مسدود، لم تصل إلى طريق مسدود، الحسم موجود بالنسبة للقيادة السورية؟

ج- الرئيس الأسد: غرفة الموك ليست مرتبطة بهذا القرار، غرفة الموك مرتبطة بتواجد ودور الإرهابيين منذ بداية الحرب على سوريا، لذلك تواجدت مع تواجدهم لكي تقودهم من الناحية العسكرية، وبالتالي استمرار وجود هذه الغرفة يعني استمرار الدور المنوط بهولاء الإرهابيين، يعني هم مُحضَّرين للمزيد من الأعمال الإرهابية، مرتبطة بهم أكثر ما هي مرتبطة بدور الدولة السورية، دورنا نحن لا يرتبط بغرفة الموك، قرارنا واضح منذ البداية بالذهاب إلى تحرير كافة الأراضي السورية، متى ننتقل إلى الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب هذا موضوع بحث عسكري، لكن نحن الآن بغض النظر عن هذه الغرفة، ذهبنا باتجاه الجنوب ونعطي المجال للعملية السياسية إن لم تنجح فلا خيار سوى التحرير بالقوة.

س: لكن هناك كباش موجود في منطقة الجنوب، بمعنى لم تعد المسألة محدودة ضمن الجغرافيا السورية بالمعنى السياسي الكبير، هناك كباش موجود الآن، هناك أميركي، روسي، إيراني، إسرائيلي، حزب الله، يعني كل الأطراف موجودة في تلك المنطقة، ماذا يعني ذلك، كيف سيتم التعامل مع هذا الأمر؟

ج- الرئيس الأسد: أنت تتحدث عن محورين، محور داعم للإرهاب يمثل أميركا وإسرائيل وبعض المجموعات الموجودة في منطقتنا من الدول العربية وغيرها، ومحور مناهض للإرهاب. المحور الأول الداعم للإرهاب يسعى للهيمنة، والمحور الثاني للاستقلالية، فمن الصعب أن نقول بأن هناك نتيجة لهذا الكباش إلا أن ينتصر أحد المحورين، على الأقل بالنسبة للمحور المقاوم للإرهاب فإنه لن يتنازل عن تنظيف سوريا والمنطقة من الإرهاب، ولن يتنازل عن نقطة الأراضي السورية، بالنسبة للمحور الآخر هل يغير بحكم الواقع أم لا يغير؟ لننتظر ونرى، ولكن بالمضمون وبالقناعة لن يغير، أما بالممارسة السياسية الذي يفرضها الواقع والحقائق ربما يغير.

س: هل سيخرج الأميركي من التنف؟

ج- الرئيس الأسد: الأميركي يقول بأنه مستعد ولكن الكل يعرف الأميركي يمتهن الكذب في السياسة التاريخية، فلماذا نصدق!؟ علينا أيضاً أن ننتظر لنرى!

س: ما يجري في الأردن هل هو مرتبط بالجبهة الجنوبية تحديداً؟ يعني هل له علاقة بما يحاك في تلك المنطقة من وجهة نظرك؟

ج- الرئيس الأسد: لاتوجد لدينا معطيات حقيقة سوى ما نسمعه في الاعلام، في كل الأحوال نتمنى للأردن الاستقرار ولا نتمنى الفوضى لأن هذا ينعكس علينا سلباً.

س - ما الذي سيجعل كيان الاحتلال الإسرائيلي يوافق على عودة الجيش السوري إلى الحدود مع الجولان المحتل أي عودة الوضع كما في بداية عام 2011 بعد 7 سنوات من محاولات الصهيوني المباشرة وغير المباشرة والمتكررة لضرب الاستقرار في سوريا؟

ج - الرئيس الأسد: بكل تأكيد لا القناعة ولا الأخلاق ولا القانون الدولي، كل هذه الأشياء لا تعني شيئاً بالنسبة للإسرائيليين، ومنذ بداية الحرب، عندما بدأت تأخذ الطابع العسكري بشكل واضح على الجبهة الجنوبية تحديداً، الإسرائيلي يقصف بشكل مستمر باتجاه القوات السورية وبالتالي هو يدعم الإرهابيين بشكل مباشر، المدفعية الإسرائيلية والطيران الإسرائيلي يشكلان مدفعية الإرهابيين والقوات الجوية للإرهابيين ومنها جبهة النصرة طبعاً، فلن يكون هناك شيء يغير التوجه الإسرائيلي، شيء وحيد بالنسبة لنا لم يكن للموافقة الإسرائيلية أي دور وبالرغم من الدعم الإسرائيلي للإرهابيين كنا نقوم بمهامنا والجيش السوري يقاتل على اتجاه الجبهة الجنوبية وحرر عدة مناطق ضمن الإمكانيات، إذن بموافقة أوغير موافقة هذا القرار قرار سوري وهذا واجب وطني سنقوم به.

س - هل الإسرائيلي يفضل أن يعود الجيش السوري على أن يكون هناك مقاومة في الجولان؟

ج - الرئيس الأسد: أعتقد كلا الخيارين سيء بالنسبة للإسرائيلي، والسيد حسن نصرالله في مرات عديدة تحدث عن علاقة سوريا بالمقاومة ودور سوريا بالمقاومة، فكيف تخير الإسرائيلي بين سيء وسيء بالنسبة لهم.

س - الآن حسب التقارير هناك عدد كبير من السوريين استطاع الإسرائيلي بأن يجندهم، جزء منهم أثناء معالجتهم داخل فلسطين المحتلة وهم تحدثوا عن هذا الأمر، في المرحلة القادمة كيف سيتم التعامل مع هذا العدد من العملاء لاسيما وأن هناك جزءا منهم غرر به أو استغل الإسرائيلي وضعه المادي وهناك جزء آخر هو اختار أن يكون مع الإسرائيلي في المرحلة القادمة، كيف سيكون التعامل مع هؤلاء؟

ج - الرئيس الأسد: هذا الطرح صحيح لا يمكننا وضع جميع الناس في سلة واحدة، الأسباب مختلفة للذهاب باتجاه الخطأ والخطأ هو اتجاه الوطن وكل مواطن سوري، ولكن بالمحصلة هم أبناء هذا الوطن وكلنا نحمل مسؤولية هذا الخلل، لكي لا نحمل فقط الشخص المرتكب مسؤولية الخلل، وعندما تنتشر الجريمة على سبيل المثال في أي بلد يتحمل المجتمع مسؤولية هذه الجريمة وليس فقط اجهزة الأمن أو المجرم نفسه، أولا يجب استيعاب هؤلاء ثانياً يجب العمل على معالجة الأسباب التي لهذه الحالة من ضعف الوطنية والأسباب هنا معقدة وكثيرة ولا مجال لذكرها في هذه المقابلة.

س - في الوقت الذي كنتم تتحدثون فيه عن إعادة ترميم الدفاعات الجوية السورية ومواجهة الاحتلال الصهيوني، صدر هناك تصريحات من قبل قادة كيان الاحتلال بأنه سيتم ضرب العمق السوري، كيف سيتم التعاطي مع هذا الأمر وخصوصاً أنه بات هناك نوعاً من التوازن في الآونة الأخيرة من جانب الرد على الاعتداءات الإسرائيلية؟

ج - الرئيس الأسد: أساساً لم نتوقف عن الرد أولا، لم نتوقف عن القتال ضد الإرهابيين، وبنفس الوقت لم نتوقف عن الرد على الإسرائيلي ضمن الإمكانات المتوفرة لدينا من الناحية العسكرية التقنية، وكلما تحسنت هذه الإمكانيات مستوى الرد يكون أفضل، ولكن حقيقة الرد الأقوى على إسرائيل هو ضرب الجيش الإسرائيلي الموجود في سوريا وهو عمليا الإرهابيين الذين يعملون لمصلحة إسرائيل بشكل واضح وصارخ، حيث منذ البداية بدؤوا بالهجوم على منظومات الدفاع الجوي السورية، هذا توجيه إسرائيلي أميركي، وأول ضرب لإسرائيل سياسياً وعسكرياً وبكل المجالات هو ضرب إرهابيي إسرائيل داخل سوريا سواء كانوا داعش أو نصرة أو المجموعات الأخرى المرتبطة بالمخطط وبالاستراتيجية الإسرائيلية.

س - في حال صعد الإسرائيلي هل أنتم مستعدون للرد أكثر؟

ج - الرئيس الأسد: هذا ما يحصل، هو يصعد ونحن نرد، بالمحصلة هذه الحرب هي ضمن الإمكانيات المتوفرة لدينا، ونحن نقوم بكل ما نستطيع بضمن هذه الإمكانيات لأن الرد ليس بحاجة لقرار سياسي، وأنا أؤكد أنه ليس قرار سياسي أن نرد أو لا نرد، هو قرار وطني وهو متخذ منذ اليوم الأول، ولكن تطبيق هذا القرار يرتبط بما تستطيع أن تقوم به من الناحية العسكرية وليس سياسيا.

س - كثر الحديث في الإعلام عن منظومة الدفاع الجوية "إس 300" روسيا تقول إنه سنسلم سوريا هذه المنظومة وبعدها تقول إنها لن تقوم بتسليمها لسوريا، وبالتالي أصبحت هذه المسألة غير واضحة.. ما الذي يجري تحديداً ولماذا هذا التردد من وجهة نظركم لتسليم سوريا هذه المنظومة في الوقت الذي بدأ البعض في الخارج يبحثون عن "إس 400"؟

ج - الرئيس الأسد: أنت تعلم أن العمل العسكري والجوانب العسكرية هي جزء من الجانب السياسي، وبالتالي التصريح ولو كان ذو طابع عسكري فهو يحمل بنفس الوقت رسائل سياسية، فلماذا قال الروسي إننا نريد أن نرسل أو قال لا نريد أن نرسل هذا التصريح يجب أن يسأل عنه الروسي لأنه ربما يكون ضمن التكليف السياسي، أما من الجانب العسكري من التصريح الذي يعني سوريا فليس من العادة أن نحدد ماهي الأسلحة التي ستأتي أو التي لن تأتي، والدليل أن الأسلحة التي تصدت للعدوانين الأخيرين الثلاثي وبعده الإسرائيلي لم تعلن سوريا عنها، فنحن لا نعلن عن قضية ذات طابع عسكري تقني تقليدياً، وحتى لوكان الـ"إس 300" سيأتي أو لن يأتي لن نقول أنه وصل إلى سوريا، والسلاح يستخدم عندما يجب أن يستخدم.

س - ربما تكونون قد عملتم على تطوير أسلحة معينة؟

ج - الرئيس الأسد: يبقى احتمال بكل الأحوال النتيجة واحدة السلاح يجب أن يبقى لوقت الاستخدام لا يعلن عن السلاح بالنسبة لنا سوى استخدام هذا السلاح.

س- هنا سيادة الرئيس نعود قليلا إلى الموضوع السياسي ونتحدث عن الجبهة الجنوبية والوضع العام الموجود في ظل كل ما حققق على الساحة السورية، اليوم الأبرز هو التحالف الثلاثي (سوريا إيران روسيا) ماهي طبيعة هذا التحالف؟ هل هو تحالف كان بمعنى أنه مرتبط بمحاربة الإرهاب أو بتطورات ما على الساحة السورية؟ في الفترة الأخيرة حاول البعض التركيز على أن هناك شرخ ما في هذا الثلاثي، كيف تقيم؟ وماهي وجهة نظرك؟ وماهو الواقع فعلا الموجود بالنسبة لهذا التحالف؟

ج - الرئيس الأسد: لو تحدثنا أولا عن الجانب السوري الإيراني فعبر أربعين عاما بمختلف الظروف التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط هو تحالف ثابت، فإذاً لاداعي لكي نقول بأنه آنية أو غير آنية. العنصر الجديد في الحرب على سوريا هو العنصر الروسي، لذلك ظهر هذا التحالف الثلاثي.

علاقتنا مع روسيا هي علاقة عمرها الآن حوالي 7 عقود بالرغم من تبدلها وسقوط الاتحاد السوفيتي ومجيء مرحلة الرئيس يلتسين وانحدار مستوى هذه العلاقة إلى درجة كبيرة بالنسبة لنا لكنها لم تصل إلى مرحلة الانقلاب على العلاقة مع سوريا، وبقيت روسيا تتعامل كدولة صديقة مع سوريا ونستورد منها كل شيء بما فيها السلاح في مراحل الحصار المختلفة على سوريا، لذلك ليس من طبيعة الروسي أن تكون تحالفاتهم آنية أو مصلحية أو أن يبيعوا العلاقات من أجل تسويات.

العلاقة هي علاقة استراتيجية بكل تأكيد ولكن التصريحات السياسية هي التي ربما فتحت المجال لمثل هذه التكهنات، وأيضاً تصريحات سياسية تهدف لنقل رسائل محددة باتجاهات مختلفة، وربما أحياناً اللغة، لاتكون موفقة في اختيار المصطلحات المحددة، التي ربما تأخذ التصريح باتجاه آخر، وهو ليس مضمون هذا التصريح، هذا مايحصل من وقت إلى آخر، لكن يجب أن نأخذ التصريحات بسياقها.

النظرة الروسية للعلاقة مع إيران استراتيجية، بالنسبة لسوريا الروسي لايتدخل بالشأن السوري ولو كان لديه رأي يطرحه معنا ويقول بالنهاية، ولكن القرار هو قرار القيادات السورية، هو قرار الشعب السوري، هذا مبدأ ثابت بالنسبة لروسيا، لذلك التحالف استراتيجي، أما إذا كان هناك خلافات فضمن الدولة السورية يحصل خلافات، ضمن الدولة الإيرانية تحصل خلافات، وضمن الدولة الروسية تحصل خلافات، ومن الطبيعي أن نختلف على تفاصيل تكتيكية يومية.. ولماذا نتحاور إذا كنا متفقين على كل شيء؟ نحن نلتقي بشكل مكثف لكي نتفق.

س - هل هناك تعزيز لهذا التحالف الثلاثي؟

ج - الرئيس الأسد: طبعاً، بحكم الواقع وبحكم المصحلة وبحكم التغيرات الدولية، هناك تعزيز لهذا التحالف طالما أن المحور الآخر يدعم الإرهاب، ونحن وإيران وروسيا نشعر بخطر الإرهاب ليس فقط على سوريا وإنما على كل هذه الدول وعلى كل العالم، وطالما أن هذه الدول في سوريا وإيران وروسيا تشعر بأهمية الالتزام بالقانون الدولي، فبحكم هذه الوقائع لابد أن يكون هناك تحالف.

س – هناك من يقول بأن هناك ثمنا ستحصل عليه سوريا إذا ما تم فعلاً إخراج الإيراني من الأراضي السورية؟ هل هناك ثمن سياسي معنوي عسكري معين في هذا الإطار؟

ج - الرئيس الأسد: كما قلت في البداية، طالما أن هذه العلاقة ليست مطروحة في البازار فلا يمكن لهم أن يقدموا الثمن، والجواب سيكون واضح، لايجرؤوا على طرح هذا الثمن، وطرح من قبل دول مختلفة منها السعودية على سبيل المثال، في بداية الحرب وليست فقط في بداياتها.. في مراحل متعددة.. كان الطرح إذا قطعت سوريا علاقاتها مع إيران سيصبح الوضع في سوريا طبيعي، هذا المبدء مرفوض بالنسبة لنا.

س - قدمت إليكم مبادرات في هذا الإطار من قبل السعودية؟

ج - الرئيس الأسد: خلال الحرب؟

س - نعم

ج - الرئيس الأسد: طبعاً أكثر من مرة، كانت تطرح بشكل واضح.

س - مباشر؟

ج - الرئيس الأسد: مباشر، العلاقة مع إيران كانت أساس، وموقف السعودية معلن بهذا الموضوع، أنا لا أطرح سراً.

س - هنا توجد مسألة في الشارع وعند المتابعين في سوريا وإيران ولبنان وكل من يتابع، نحن نتحدث عن الإيراني، نتحدث عن تواجده في سوريا لكن في الآونة الاخيرة لم نعد نعرف ما طبيعة هذا التواجد؟ هناك من يقول إن هذا التواجد مرتبط بنوع الإيرانيين! البعض يسميه مستشارين حتى وزير الخارجية السورية قال أن هناك مستشارين إيرانيين في الوقت نفسه نلاحظ أن هناك شهداء إيرانيين هناك نوع من التواجد الإيراني الموجود في سوريا. سيادة الرئيس صراحة ماهي طبيعة الإيراني الموجود الآن في سوريا؟

ج - الرئيس الأسد: كلمة مستشار تستخدم أحياناً بمعنى واسع، يعني هذا المستشار الموجود لدينا من خلال العلاقة القديمة مع إيران حتى قبل الحرب لأن العلاقة العسكرية وثيقة. عندما ينتقل هذا التشكيل العسكري إلى القتال يتحول من مستشار إلى مقاتل، فالكلمة هي متعددة الاتجاهات، هناك مستشارون إيرانيون في سوريا هذا أكيد، وهناك مجموعات من المتطوعين من الإيرانيين الذين أتوا للقتال في سوريا يقودهم ضباط إيرانيون. فإيران قاتلت وإيران دافعت عن الشعب السوري وقدمت دماءاً. لذلك نحن عندما نقول مستشارين فهي تسمية عامة، لكن هذا لايعني بأننا نخجل من أي وجود إيراني لو كان بشكل رسمي، لكن استخدام كلمة مستشارين لأنه لاتوجد وحدات إيرانية نظامية مقاتلة في سوريا.

س - تشكيل كامل؟

ج - الرئيس الأسد: تشكيل تماماً، كتيبة أو لواء أو فرقة غير موجود، يعني لايمكن أن تخبئها أولاً.. ولماذا نخجل بها؟ عندما دعونا الروسي للمجيء بشكل شرعي لم نخجل ولو كان هناك تشكيل إيراني سنعلن عنه وهذه علاقات تحتاج إلى اتفاقيات بين الدولتين، تمر على البرلمانات لايمكن إخفاء هذه العلاقات.

س - أنتم دعوتم المستشارين الإيرانيين للحضور؟

ج - الرئيس الأسد: طبعا نحن منذ البداية دعونا الإيراني ودعونا الروسي وكنا بحاجة إلى دعم هذه الدول، ولبت النداء.

لا مانع من قواعد إيرانية كالروسية إن طلبوا ذلك

س - أكثر من مرة سيادة الرئيس قلتم إنه في سوريا لاتوجد هناك قواعد إيرانية، أولا لماذا لاتوجد هناك قواعد إيرانية بينما نلاحظ مثلا هناك عدة قواعد روسية موجودة الآن.

ج - الرئيس الأسد: لايوجد أي شيء يمنع وجود هذه القواعد طالما أن إيران دولة حليفة كما هي روسيا.

س - إذا طلبت إيران ستوافقون؟

ج - الرئيس الأسد: لو نحن طلبنا سنطلب منها الموافقة، وبالعكس، نحن نطلب وجود هذه القوات لكي تدعمنا. إيران لم تطلب وليس لها مصلحة سوى ضرب الإرهاب، ولكن تطور الحرب دعا إلى تطور طبيعة هذا الوجود وهذا الأمر حصل بالنسبة للروسي، في البدايات كان الدعم الروسي كما هو الدعم الإيراني مختلف عن اليوم، تطور دعم الإرهاب دولياً وعالمياً عندما تصدى الجيش السوري لأولئك الإرهابيين وتطور معه الوجود العسكري الروسي والإيراني، في مرحلة من المراحل وجدنا مع الروسي أن وجود قواعد عسكرية جوية ضروري للدعم الجوي للجيش السوري، والآن لو وجدنا بالتعاون أو بالتنسيق أو بالحوار مع الإيرانيين بأن هناك حاجة لوجود قواعد عسكرية إيرانية، لن نتردد، ولكن حالياً الدعم الإيراني بشكله الحالي هو جيد وفعال.

س – لماذا حتى الآن لم تزوروا إيران، رغم أنكم زرتم روسيا؟

ج - الرئيس الأسد: الحقيقة منذ عدت أشهر كان هناك زيارة إلى إيران وتم تأجيلها وليس إلغاءها، تأجيلها بسبب ظرف طارئ في سوريا له علاقة بتطور المعارك وتم تأجيل هذه الزيارة، بكل تأكيد لايوجد شيء يمنع وسأقوم بهذه الزيارة إن شاء الله قريبا في أول فرصة وهذا شيء طبيعي، فالقضية لوجستية لا أكثر ولا أقل.

س - أنتقل إلى ملف آخر الأسبوع الماضي كان هو يوم القدس العالمي. القضية الفلسطينية الآن تمر بأصعب مراحلها، خاصة صفقة القرن، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، ما الذي تقوله بالنسبة لفلسطين؟ هل مازالت سوريا قادرة على دعم القضية الفلسطينية؟ وفي الأساس ألم يكن أحد أهم أهداف الحرب المفروضة على سوريا هو لإخراج سوريا من محور المقاومة، إخراج سوريا من محاولة دعم المقاومة إن كان في لبنان أو في فلسطين؟

ج - الرئيس الأسد: سياق فلسطين من 48 حتى اليوم، سياق معقد لأن سياق المنطقة معقد، ومعقد لأن الغرب الاستعمار تحديداً الداعم لإسرائيل كان دائماً يخلق العديد من العناصر التي تهدف إلى شيء وحيد.

أولا : تيئيس المواطن العربي الذي ارتبط تاريخيا بالقضية الفلسطينية واعتبرها قضية قومية وتمسه حتى وطنيا.

الجانب الآخر إلهاء الشعوب العربية ومعها الدول أو المجتمعات بشكل عام بقضايا جانبية لكي لايكون لديها الوقت للتفكير في الموضوع الإسرائيلي، ونجحوا إلى حد بعيد. آخرها ما سمي الربيع العربي الذي كان هدفه ضرب البنية التحتية والسياسية والعسكرية للمجتمعات العربية. لكن مع ذلك، فالأحداث الاخيرة أثبتت بأن الشعب العربي مازال من الناحية الوجدانية مرتبط بالقضية الفلسطينية، وبالنسبة لسوريا كونها كانت جزءاً من هذه المخططات لضرب الوضع العربي بشكل عام فأولاً لكي تدعم سوريا القضية الفلسطينية كما قلت قبل قليل إن ضرب الجيش الإسرائيلي وإعادة الاستقرار لسوريا وضرب الإرهاب وإفشال المخطط الإسرائيلي في سوريا هو جزء من دعم القضية الفلسطينية، بكل تأكيد قد يكون غير مباشر وقد تأتي تبعات مباشرة له، ولكن هذه التبعات المباشرة ترتبط بالوضع الفلسطيني الداخلي، لاننسى أن الوضع الفلسطيني أيضاً منقسم، بين مجموعات تقاوم ومرتبطة بالقضية الفلسطينية بشكل صافي، ومجموعات أخرى ضد المقاومة ومع السلام الانبطاحي والاستسلامي، ومجموعات أخرى تستخدم المقاومة كعنوان من أجل أن تحقق أهداف سياسية تحت عنوان الدين، وهذا هو منهج الإخوان المسلمين طبعا.

س - يعني أي شيء تطلبه منكم المقاومة أنتم مستعدون لدعمها، سياسياً، عسكرياً، أي شيء؟

ج - الرئيس الأسد: سياسياً لم نتغير، الموضوع الفسطيني بالنسبة لنا كما كان قبل عشرة أعوام وقبلها بعقود لم يتبدل.

ماذا نستطيع أن نقدم يرتبط بشيئين: أولا إمكانيات سوريا الحالية، ولاشك بأن الأولويات الآن هي لتطهير سوريا من الإرهاب. وثانياً بالوضع الفلسطيني ومن هي الجهات التي يمكن أن نتعامل معها داخل الساحة الفلسطينية.

س - بما أننا نتحدث عن المقاومة في الجانب الآخر، بالإضافة إلى وقوف بعض الدول إلى جانب سوريا لمحاربة الإرهاب كذلك كان هناك دور للمقاومة في لبنان وبالتحديد (حزب الله)، قدم الكثير وساهم في محاربة الإرهاب، ما الذي تقوله سيادة الرئيس للمقاومين ولعوائل الشهداء والجرحى؟

ج - الرئيس الأسد: عندما تجتمع كل المجموعات المقاومة لكي تدافع عن التراب السوري وعن المواطن السوري بما فيها المقاومة اللبنانية بما فيها الإخوة الذين أتوا من العراق والذين عتب البعض منهم لأني لم أذكرهم بالأسم وأنا استغل هذه المقابلة كي أؤكد أن هناك إخوة من العراق نحن نعتبرهم بنفس وزن أي مقاوم أتى من أي دولة أخرى وأيضا عائلات المقاومين من إيران الذين أتوا وقدموا أيضا الدماء في سوريا، كل هؤلاء يجب أن نضعهم في سلة واحدة إلى جانب الشهداء والجرحى والمقاتلين السوريين وعائلاتهم، لكل هؤلاء لو أردنا أن نجمع الحروف والكلمات والجمل وكل الأدب لايعادل قطرة دم واحدة، فلذلك الكلام يكون أقل بكثير من كل ما قدموه، الأهم ماسيكتبه عنهم التاريخ، الحقيقة عندما نقول بأن هناك كتابة تاريخ فالتاريخ بحاجة إلى استراتيجية وبحاجة إلى تكتيك ولكن الحقيقة الاستراتيجية من دون تطبيق على الأرض ليس لها قيمة، تبقى مجرد فكر ربما نضعها في الكتب والمقلات لكن الحقيقة هؤلاء الأشخاص في هذه الدول كلها، كل هذه المجموعة المقاومة هي التي تكتب التاريخ حقيقة، وليس السياسة.

فأنا أريد أن استغل هذا السؤال لكي أنقل لهم كل المحبة وكل الاحترام وكل التقدير وكل الإجلال للمقاتل وللجريح وللشهيد ولكل عائلاتهم التي تمثل الشجاعة والتي قامت بإرسال هؤلاء إلى سوريا للدفاع عن سوريا ولمحاربة الإرهاب ولكي تكون هذه العائلات هي نموذج بالنسبة للأخلاق والمبادئ للأجيال الحاضرة والمستقبلية.

س: هل طلبتم من حزب الله الخروج من سوريا، قبل عدة أيام كان هناك كلام للسيد حسن نصرالله حول هذا الموضوع، بأنه لا أحد يمكن أن يخرجنا من سوريا إلا إذا طلبت القيادة السورية؟

ج - الرئيس الأسد: المعركة طويلة ومستمرة و هناك حاجة لهذا الحلف الثلاثي، ويمكن اعتباره رباعياً بدخول حزب الله، ولو أننا نتحدث عن حلف ثلاثي كدول، ولكن حزب الله عنصر أساسي في هذه الحرب، فالمعركة طويلة والحاجة لهذه القوى العسكرية ستستمر لفترة طويلة، وعندما يكون هناك حاجة، وعندما يعتقد الحزب أو إيران أو غيرهم بأن الإرهاب قضي عليه، هم سيقولون لنا نحن نريد العودة إلى بلادنا، كما قال السيد نصر الله، لديهم عائلات ولديهم مصالح يومية وهذا الشيء الطبيعي، ولكن من المبكر الحديث عن هذا الموضوع.

س: حتى الآن هناك مناطق موجودة تحت الإرهاب ومناطق تحت الاحتلال، في الوقت نفسه هناك بعض الدول العربية للأسف وتحديداً السعودية تحدثت عن استعدادها إرسال قوات إلى سوريا بالمقابل، تم إطلاق قبل أيام وحدات المقاومة العشائرية الشعبية لمقاومة الاحتلال، هل هي وحدات مقاومة فعلاً شعبية؟ هل تلقت دعماً من الحكومة السورية؟ هل يعني بأن الجيش لا يستطيع أن يحرر المناطق لذلك يستعين بالعشائر، ما هي طبيعة هذا الموضوع؟

ج - الرئيس الأسد: هناك حالات مختلفة لهذه المقاومة ظهرت منذ عدة سنوات، وكانت بداية ضد داعش في المناطق الوسطى والشرقية قبل أن تكون ضد المحتل، وهناك حالات أخرى تظهر في مناطق أخرى، ربما لا يتم الإضاءة عليها وربما في بعض الحالات نسمع عنها من خلال المعلومات والمعطيات، الآن بدأت تتوسع هذه الحالة، إذا هي ليست حالة واحدة، هناك حالات قد تكون أحياناً فردية ومجموعات صغيرة لا ترتبط بتنظيم، في كل الأحوال موقفنا نحن كدولة منذ البداية دعم أي عمل مقاوم سواء ضد الإرهابيين أو ضد القوى المحتلة بغض النظر عن جنسيتهم، سواء كانت أميركية أو فرنسية أو تركية أو إسرائيلية، نحن ندعم هذه القوى انطلاقاً من دورنا الوطني كحكومة.

س: ماذا عن حديث الدول كالسعودية إرسال قوات إلى سوريا؟

ج- الرئيس الأسد: عندما نتحدث عن دولة يجب أن نفترض بان هذه الدولة تمتلك استقلالية القرار، فلذلك لن نتحدث عن دور السعودية، تستطيع عن القرار الأميركي في هذا الموضوع.

س: هناك عدد من الدول العربية التي نتحدث عنها كان لها دور ساهمت في الحرب وتدمير سوريا، تحاول إلى الداخل السوري من خلال عملية إعادة الإعمار، ما الذي تقولونه في هذا الإطار ونحن نعرف حتى نكون واقعيين بأن هذه الدول هذه التي تمتلك رأس المال، والقوة المالية الكبيرة، كيف سيتم التعامل مع ذلك؟

ج- الرئيس الأسد: إعادة الإعمار في سوريا ليست عامل قلق بالنسبة لنا، فهي بحاجة لعاملين، أولاً العامل البشري قبل العامل المالي، عندما تمتلك دولة مثل سوريا العامل البشري ستكون الكلف المالية بالنسبة لها أقل ما يخص إعادة الإعمار، شيء بديهي ونمتلك كل هذه العوامل بالرغم من هجرة الكثير من الكفاءات السورية بسبب الحرب، لكن مازال لدينا القدرة على البدء بإعادة الإعمار، والدليل واضح لأن الدولة تتحرك وإعادة الإعمار بدأت فعلياً، أما بالنسبة للأموال فمن جانب آخر، الشعب السوري لديه إمكانيات مالية ورؤوس اأموال قد لايتواجد معظمها في سوريا أي خارجها، ولكن هناك رؤوس اأموال تنتظر بدء إعادة الإعمار لكي تبدأ بالاستثمار، هناك من جانب آخر، الدول الصديقة لديها قدرات ولديها رغبة ونحن لدينا رغبة أن تكون إعادة الإعمار بمشاركة منها لكي تستفيد ولكي نستفيد كسوريين، من إعادة الاعمار، بالمحصلة نحن لسنا بحاجة لتلك الدول ولن نسمح لها أن تكون جزء من إعادة الإعمار على الأطلاق.

س: ولا حتى إذا كان هناك حاجة في هذا الموضوع للمخزون المالي؟

ج- الرئيس الأسد: لا.. المخزون المالي ليس كل شيء، قلت لك أن هذا متوفراً وموجوداً، هناك مصادر مختلفة في العالم وفي سوريا لهذا المخزون المالي.

س: السؤال الختامي.. مع هذه السنوات العجاف، طبعاً نتحدث عن الصمود الأسطوري للجيش السوري والشعب السوري والقوات المسلحة، لو أردت تتحدث عن حالتين، أصعب حالة أو حادثة مرت عليكم خلال هذه السنوات، وكذلك بالمقابل أجمل وأفضل حالة؟

ج- الرئيس الأسد: من الطبيعي في قلب المعركة العسكرية أن ترتبط الحالات الأفضل والأسوأ هي بتطور المعركة العسكرية، ولو قلت الحالات الأسوأ هي عندما كان الإرهابيون يسيطرون على المنطقة وهذا شيء بديهي في هذه الحالة، ولكن هذه مرتبطة بمعارك محددة خاصة عندما منطقة استراتيجية أو مدينة كبيرة فيها عدد كبير من السكان يكون تأثيرها من الناحية النفسية والمعنوية أكبر بكثير، ولكن كانت هناك حالات مستمرة يجب أن نفكر بها وما زلنا نعيشها عندما يرتقي شهيد أو مجموعة من الشهداء، وهذا شيء مستمر أسبوعياً بالنسبة لنا، يجب أن تفكر بان هناك عائلة خسرت عزيزاً ولن يعوض، ربما يعوض من خلال الانتصار في مرحلة ما، ولكن على المستوى العائلة والنفسي لا يمكن أن تعوض شخص عزيز فقدته عائلة ما أو صديق، هذه حالة مؤلمة جداً كنا نعيش معها وما زلنا بشكل مستمر، ولن تتوقف حتى تتوقف الحرب، لكن هناك جوانب مؤلمة كانت أيضاً من خلال الحرب في بداياتها عندما ترى هذه الكمية من اللاوطنية، ربما تكون أقلية، ولكنها ليست قليلة من الأشخاص الذين كانوا مستعدون لبيع الوطن ووضعها في البازار مع مبادئهم إذا كانت موجودة أصلا، مقابل أما مال أو مصلحة محددة، طبعاً بالنسبة محددة من التطرف، بالمقابل كل انتصار محفزاً لما بعد انتصارات في عام 2013، كانتصارات مدينة القصير التي كانت بداية الانتصارات توجت في مدينة حلب في عام 2016 وكانت بداية الانتصارات الكبرى، لاحقاً بدير الزور واليوم نعيش فرح انتصارات تحرير دمشق، يعني هذه حالات كلنا نعيشها وأنت كنت معنا وتشعر بنفس الفرح بكل تأكيد.

س: هل شعرتم أو تعبتم في لحظة ما، هل شعرت بتردد في لحظة ما، في كل ما اتخذتوه من قرارات، هل فكرت ولا لحظة تترك وتقول إنه خلص ما بيدي شيء خلي انروح أحافظ على عائلتي، مثلما خرج البعض خلال فترة زمنية معينة؟

ج- الرئيس الأسد: يمكن أن يطرح هذا السؤال في الصيغة الشخصية عندما تكون هناك حالة شخصية تواجهني كشخص ربما أتيأس بعد أشهر، وأشعر بالملل وأتعب أو أريد أن انتقل لحالة أخرى وأستسلم هذا ممكن كشخص طبعاً، ولكن التي تطرحها هي ليست الحالة الشخصية هي حالة وطنية، تخيل نفسك في ظرف آخر ربما في حالة بناء وإعمار لوحدك فتشعر بالتعب، ولكن عندما ترى الكثير من الناس يساعدونك في هذا البناء ولديهم نفس التصميم فتنسى التعب، نحن الآن في حالة وطنية، نتحدث عن ملايين السوريين عندما ترى بأن هناك قذيفة سقطت وهناك ضحايا في أي مكان في سوريا، تشعر بالإحباط، ولكن عندما ترى بعد ساعة بأن الحياة عادت إلى نفس المنطقة يتغير الوضع النفسي بالنسبة لديك، عندما ترى عامل الكهرباء والنفط والمدرس والموظف إلى جانب المقاتل يتحرك بلا يأس وبلا تعب، فكيف تتعب، هنا حالة جماعية لا تتعلق بي أنا كشخص، بل تتعلق بحالتنا الإنسانية عندما نكون مع بعض كمجتمع كيف نعيش، هذا ما يحدد تعبك من عدمه، لو كان المجتمع السوري سيصل إلى هذه المرحلة من اليأس والاستسلام بكل تأكيد سأكون معه فأستسلم، بالتأكيد لدي مقومات للصمود وهذا بديهي./انتهى/

رمز الخبر 1884804

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha