٠٥‏/١١‏/٢٠١٩، ١٠:٥٩ ص

ولايتي: ايران لن تتدخل في الشأنين العراقي واللبناني

ولايتي: ايران لن تتدخل في الشأنين العراقي واللبناني

صرح مستشار قائد الثورة الاسلامية في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أن ما يقرره الشعبان العراقي واللبناني والانظمة القانونية في هذين البلدين هو معيار الاساس وايران لن تتدخل في الشأنين الداخليين للعراق ولبنان كما لم تفعله بالنسبة لأي بلد.

وصرح ولايتي في حديث لقناة فرانس 24 أن ايران بالتأكيد ستقطع الخطوة الرابعة من تقليص تعهداتها بالاتفاق النووي في حال ان لم تلتزم اوروبا وامريكا بعهودها المنصوص عليها بالاتفاق النووي.

وأضاف ولايتي: المشكلة الأساسية هي أن فرنسا والدول الأوروبية المشاركة في الإتفاق لا تفي بالوعود التي تقطعها على نفسها كما أنها لم تلتزم بوعودها في الإتفاق النووي، ونحن ليس لدينا ثقة بالوعود التي تحدثت عنها الحكومة الفرنسية أو الرئيس الفرنسي.

لا نثق بفرنسا وحلفائها نظرا لتجاربنا

وفيما يتعلق بمقترح فرنسا في تقديم خطوط ائتمان بحوالي 15 مليار دولار لإيران حتى نهاية العام في مقابل عودة طهران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي، قال: كنا نتوقع من فرنسا التي شاركت في مفاوضات الإتفاق النووي منذ البداية أن تلتزم بتعهداتها حسب الموعد المقرر، ولكن فرنسا ايضا كألمانيا وأمريكا لم تلتزم بالوعود التي قطعتها ولذلك نحن لم نعد نثق بالفرنسيين، وكل ما سمعناه من فرنسا وجميع الدول الأوروبية كان مجرد كلام ولم نشاهد أي خطوات إيجابية وملموسة، وإضافة إلى ذلك، أنهم باتوا يطالبون ايران بتقليص نفوذها الإقليمي والتتخلى عن أسلحتها الدفاعية وهذه مطالب غير منطقية وليست محقة.

واعتبر مستشار قائد الثورة الاسلامية في الشؤون الدولية أن الهدف من التحركات السياسية والإستعراضية هذه، التي تقوم بها فرنسا وحليفاتها هو تحقيق إنتصار سياسي، وتضليل الشارع العالم بالقول إنهم لا يريدون  سوى تحقيق السلام في العالم ويسعون لأهداف نبيلة، ولكن الحقيقة عكس ذلك.

وأكد ولايتي أن تجارب الجمهورية الاسلامية مع دول الغرب أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا فيما يخص الاتفاق النووي تشير إلى أن هذه الدول لا تنوي الإلتزام بتعهداتها في الإتفاق النووي في هذه المرحلة على غرار ما حصل والاشهر الماضية، بل أن أمريكا أعادت فرض العقوبات جديدة والدول الأوروبية امتثلت للعقوباتها، ولذلك سوف نبقى نعتبر فرنسا غير ملتزمة بتعهداتها ما لم نلمس تحركات إيجابية منها وفي الحقيقة ما تفعله فرنسا لا يتعدى الحيلة السياسية.

أبواب الحوار مع السعودية مفتوحة بشرط انهاء حربها ضد اليمن

وردا على السؤال حول امكانية اجراء لقاء بين السعودية وايران بعد مبادرة رئيس الوزراء الباكستاني التي جاءت مباشرة بعد تعيين وزير الخارجية الجديد للسعودية، اجاب ولايتي: لا نحتاج لأي وسيط من أجل إقامة علاقات مع دول المنطقة وتركنا باب المفاوضات مفتوحاً أمام دول الجوار من دون استثناء، ولكن على السعودية أن توضح أسباب القرارات التي تتبناها، ويجب أن توضح الأسباب التي جعلتها تقصف اليمن على مدار خمسة أعوام، حيث قتلت عشرات الآلاف من النساء والأطفال والمدنيين من الشعب اليمني، وفي كل يوم تجدد السعودية قصفها على اليمن، رغم أن اليمن هي من دول الجوار وهي دولة إسلامية ونهتم لأمرها كثيراً.

وأضاف: السعودية هي رأس الحربة في الحرب التي فرضت على اليمن، ويجب أن تتوقف عن التدخل في شؤون دول المنطقة ويجب أن تتوقف عن الظلم الذي تمارسه بحق الدول المجاورة، مشددا: العلاقات بين دول المنطقة يجب أن تكون مبنية على التعاون والتكاتف، لا أن تكرس السعودية جهودها لتنفيذ المخططات الأمريكية والكيان الصهيوني، في الواقع ما تقوم به السعودية بعيد كل البعد عن تصريحاتها الداعية إلى السلام، من حيث المبدأ لا نرفض الحوار ولكن بشرط أن يعرف الطرف الآخر حدوده، ونحن بالتأكيد نتمسك بموقفنا الداعي لعدم تدخل السعوديين في اليمن وسوريا ولبنان، هم يتدخلون عملياً في التطورات الجارية في العراق ولبنان، ويبحثون عن نشر الفوضى والفلتان الأمني في هذه الدول.

وأكد ولايتي أن الشعب اليمني هو من يجب أن يقرر مصيره، وأيران ترفض أي نوع من التدخلات الخارجية في اليمن، السعوديون إذا أرادوا التفاوض مع الحوثيين يجب أن يتوقفوا عن الكثير من التدخلات المضرة التي يمارسونها في المنطقة واليمن، لكي يتشجع اليمنيون على بدء التفاوض معهم، مضيفا: الشرط الذي أعلنه الحوثيون والمسؤولون في اليمن مراراً وتكراراً لقبول التفاوض توقف المجازر والقصف الذي يمارس ضد اليمن لكي يكون هنالك فرصة لبدء التفاوض، والسعودية بتصريحاتها تريد أن تظهر بهيئة الباحث عن تحقيق السلام ولكن عملياً هي تبحث عن الحروب وزرع الفتنة، هم يمنحون أنفسهم الحق في التدخل في شؤون الدول الإسلامية والعبث بأمنها وهذا ليس من حقهم، السعودية يجب أن تعرف حدها ويجب أن تتوقف عن إعتداءاتها وتدخلاتها غير القانونية في دول المنطقة.

السعودية والامارات ستندمان على ما تفعلانه في اليمن

وفي قال ولايتي ردا على السؤال المطروح حول علاقات ايران والامارات التي تشهد تطورا ايجابيا هذه الايام، في ظل مواقف ايران الرافضة للحرب ضد اليمن التي تشارك الامارات فيها ايضا، قال: نعم، لقد جرت عدة مفاوضات بين ايران والإمارات، ولدينا أمل بأن تتوقف الإمارات والسعودية عن التدخل في الشأن الداخلي اليمني، قالوا لنا أنهم سوف ينسحبون من اليمن ولكن ما نراه هو أنهم أرسلوا قوات جديدة إلى جنوب اليمن في عدن وفي بعض الجزر اليمنية وفي الواقع احتلوا تلك المناطق، عليهم إنهاء هذا الإحتلال، لأن الاستمرار في هذه السياسة سوف يعود بالضرر على الإمارات، كما أن الضرر سوف يلحق بالسعودية أيضاً،

واعتبر ولايتي أن الاماراتيون والسعوديون سوف يصلون إلى نقطة يشعرون بعدها بالندم في نهاية الطاف، لأن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى لا يستمر إلى الأبد، ولذلك ندعوا الى انهاء هذه التدخلات في أسرع وقت، لأنه بمرور الوقت سوف تتضاءل فرص هاتان الدولتان في النجاح في أي مفاوضات مستقبلية وسوف تتراجع فرصهم في أقامة علاقات حسنة مع دول الجوار.

إيران تتخذ مواقفها بناءا على مايقرره الشعبان العراقي واللبناني

وبالنسبة للشأن العراقي واللبناني والاتهامات الواردة الى ايران بالتدخل في هذين الشأنين أكد مستشار قائد الثورة الاسلامية أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تبني مواقفها استناداً إلى كل ما يقرره الشعبين وكل ما تقرره الأنظمة الشرعية في هاتين الدولتين، ايران لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة ومن بين هذه الدول العراق ولبنان.

وأضاف: نعتقد أن التحركات يجب أن تكون في إطار القوانين الحاكمة في هاتين الدولتين ويجب أن لا تؤدي إلى الفلتان الأمني، نحن نعلم أن الشعبين العراقي واللبناني لن يلجؤوا إلى الطرق غير القانونية ولن يمهدوا الطريق من أجل تدخل الآخرين في شؤونهم، مشددا: لا شك أن الأمريكان والصهاينة والسعوديون والإماراتيون يسعون لإمتطاء الموجة في العراق ولبنان لحرف مسار المظاهرات والمطالب الشرعية للشعبين العراقي واللبناني،

وتابع: وأن ما يحصل في لبنان والعراق أمر طبيعي ومن حق الشعوب أن تخرج في مظاهرات شرعية لكي توصل صوتها إلى المسؤولين، ولكن الأمر غير الطبيعي هو أن يعمل بعض العناصر التابعة للسفارة الأمريكية في بغداد وبعض العناصر التابعة للسعودية والإمارات والكيان الصهيوني على مصادرة مطالب الشعب ويحرض على الإقتتال بين أطياف الشعب، ولدينا معلومات وثيقة في هذا الخصوص.

وقال: الشعب العراقي وقيادته يسعون للنأي بأنفسهم عن مثيري الشغب ولا شك أن الشعب اليقظ والمتحضر في العراق ولبنان يميز بين اصداقئه واعدائه ولن يفسحوا المجال لأمريكا والكيان الصهيوني والدول الرجعية لتدمير بلادهم.

ولفت ولايتي الى ما اكد عليه قائد الثورة الاسلامية، حيث اعتبر أن الأولوية هي في الحفاظ على الأمن، إذ أن الفلتان الأمني يفسح المجال أمام أعداء العراق ولبنان لإثارة أعمال الشغب في هاتين الدولتين، والصهاينة وعملاؤهم في المنطقة وبعض الدول الرجعية سوف تعمل على تنفيذ الأوامر الأمريكية الباحثة عن إثارة أعمال الشغب في العراق ولبنان.

وقال: نحن سعداء لأن الشعب العراقي والشعب اللبناني بشكل عام اختار الطريق الصحيح وطالب المسؤولين بتحقيق مطالبهم، وأن النظام الذي حصل عليه الشعب العراقي بعد التضحية بآلاف الشهداء، لن يضحي به بسهولة، والشعب العراقي الأصيل و بأي شكل من الأشكال لن يقبل بإنهيار حكومته وانتشار الفوضى في البلد، لأن هذا الأمر سوف يمهد الطريق أمام تدخل العدو الذي يتمنى الشر للشعبين العراقي واللبناني.

الشعب العراقي هو من انتخب عادل عبدالمهدي

وحول موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي انضم لصفوف المتظاهرين والمطالبة باسقاط حكومة عادل عبدالمهدي فور عودته من ايران وامكانية اجرائه مكالمات او تنسيق  مع الجانب الايراني قال ولايتي: أؤكد مرة اخرى أن ايران لا تردي التدخل في الشأن الداخلي العراقي على الإطلاق، ونحن نعتقد أن مصلحة الشعب العراقي هي فيما يقرره المسؤولون الشرعيون في ذلك البلد، وأن السيد عادل عبد المهدي منتخب من قبل البرلمان وأعضاء البرلمان انتخبهم الشعب العراقي.

وتابع: نحن نحترم كل ما تقرره السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في العراق، ونعتبر أن كل من يعمل على إثارة أعمال الشغب لا يريد الخير للشعب العراقي، وليست هنالك أي مبررات لأعمال الشغب التي يثيرها المندسون واعداء الشعب العراق.

هذا والشدد: نحن نعتقد ومن دون شك أن السيد عادل عبد المهدي هو شخص خدوم وكان في طليعة الثوار في عهد صدام حسين و وضع نفسه في خدمة الشعب العراقي منذ بداية الثورة العراقية، وما زال يحافظ على نواياه الحسنة ويبذل قصارى جهده لمعالجة الأمور ونحن ندعو له بالتوفيق والنجاح في تحقيق المطالب الشرعية للشعب العراقي والتي يتم التعبير عنها بشكل سلمي وقانوني./انتهى/.

رمز الخبر 1899005

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha