أُعلن عن خبر يوم أمس، يفيد بسماع انفجار بالقرب من مطار دمشق الدولي وبعد ذلك أفادت الوسائل الإعلام الصهيونية أنه تم اعتراض واسقاط أربعة صواريخ اطلقت على مرتفعات الجولان المحتلة، إلا أن هناك أدلة قوية تفيد على الأرجح أن الصواريخ اخترقت القبة الحديدية الإسرائيلية. والتصريحات العدائية والحادة التي أدلى بها وزير الخارجية الصهيوني والتي حمل من خلالها إيران كامل المسؤولية تؤيد هذا الراي.
ومع ذلك، لم يتخذ الصهاينة موقفا من سماع دوي الانفجارات التي سمعت بالقرب من مطار دمشق وكأنه لم يحدث شيء بينما أفاد كثير من السوريين بأنهم سمعوا دوي الانفجارات، ومع ذلك نشهد هجمات منقطعة النظير على مرتفعات جولان المحتلة من العام الماضي إلى يومنا هذا لكن إطلاق الصواريخ في هذا الظرف المعقد يحمل رسائل مهمة.ويدرك الجميع جيدا أن السبب الرئيسي وراء عدم الاستقرار في منطقة شرق الأوسط هو وجود النظام الصهيوني المحتل. وبذلت إسرائيل على مدار الأعوام الماضية جهودا كبيرة ومتواصلة لتكون آمنة من خلال اختلاق مشاكل وحروب وهمية واللعب على وتر الإيديولوجيات والإثنيات، وما نراه اليوم في سوريا والعراق ولبنان تديره.
وتسعى إسرائيل جاهدة أن تركب المظاهرات في بعض البلدان وتخرجها عن سلميتها وذلك بفضل الأموال الطائلة التي يغدقها عليهم السعوديون وكذلك بمساعدة جهود الدبلوماسية الأمريكية والدول الغربية. بعد الاحتجاجات في العراق ولبنان، كان من المتوقع أن تصل الاحتجاجات إيران وتحذيرات الرئيس السوري بشار الأسد من أن اضطرابات ستحدث في إيران كانت ناجمة عن رصد معلومات استخباراتية دقيقة تقوم بها عناصر معادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية من على الأراضي التركية.
وتوصلت إسرائيل بعد أحداث العراق ولبنان إلى استنتاج مفاده أن محور المقاومة لم يعد قويا بحيث يشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل. حاولت إسرائيل أن تستعين بمجموعات كثيرة لإحداث فوضى في إيران وكان من ضمن مخططاتهم أن يدخلوا عناصر جديدة لإخراج الوضع عن السيطرة في مختلف المحافظات الإيرانية. ومن هنا يمكن أن نعتبر إطلاق النار على الجولان المحتل مساء يوم الثلاثاء رسالة قوية لإسرائيل على مخططاتها.
ولا يخفى على أحد أن كل بلد لديه آلية أمنية معقدة ومجموعة من العلومات والبيانات السرية ليتمكن من الرد على إعدائها الذين يستخدمون العناصر الداخلية في البلد. وعلى الإسرائيليين أن يعوا أن طاقات وقدرات إيران على التعامل مع النظام الصهيوني أكبر من القدرات التي يعولون عليها ضد إيران، وهذه القدرات بالأساس تستند بشكل عام إلى قدرة الولايات المتحدة والدول الأوروبية وكذلك إلى التعاون مع الدول العربية في الخليج الفارسي.
تعليقك