٢٢‏/٠٤‏/٢٠٢٠، ٤:٥٦ م

خبير استراتيجي:

نجاح ايران في إطلاق القمر الصناعي "نور1" سيقلب المعادلات السياسية

نجاح ايران في إطلاق القمر الصناعي "نور1" سيقلب المعادلات السياسية

أكد الخبير الاستراتيجي أمين حطيط أن عملية إطلاق القمر الصناعي "نور1" على يد الحرس الثوري الايراني، يبلور القدرة العلمية والعسكرية الهائلة لدى ايران، ونجاحها في سياسة الإكتفاء الذاتي وامتلاك مصادر القوة، لفرض ذاتها كمكون رئيسي في النظام الاقليمي والعالمي الذي هو قيد التشكل ولا يقبل سوى الأقوياء.

تمكن الحرس الثوري الايراني اليوم الاربعاء (22 نيسان/ابريل) من إطلاق  القمر الصناعي " نور1" بواسطة صاروخ "قاصد" على مرحلتين من صحراء ايران المركزية، إذ اعتبر الخبراء وأصحاب الشأن، هذا الانجاز عملا كبيرا ومنعطف جديد على الصعيد الفضائي للجمهورية الاسلامية.

وصرح القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي ان الاطلاق الناجح لهذا القمر الصناعي قد ارتقى بابعاد جديدة من القدرة الدفاعية للجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ زود حرس الثورة الاسلامية بإمكانية الرصد من الفضاء، حيث بات يمكنه من رصد العالم بأسره عبر الفضاء، ما يعني توسيع نطاق المعلومات والبيانات الاستراتيجية لدفاعات هذه القوة، إضافة الى انه يوفر ارضيات قوية في الحروب الاستخبارية.

في هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء مقابلة مع المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد "أمين حطيط"، حول أصداء وتداعيات هذا الحدث على الصعيد الإقليمي والعالمي وتأثيراته على المعادلات السياسية والعلاقات الدولية.

اليكم نص اللقاء:

س: برأيكم ما هي تداعيات إطلاق الحرس الثوري قمرا صناعيا ووضعه في المدار،على صعيد العالم والمنطقة؟

ج: أرى أن نجاح ايران في اطلاق القمر الصناعي "نور1" ووضعه في المدار بنجاح بحيث يمكنه من أداء مهمته، سيحدث صدمة كبيرة في العالم وفي المنطقة، خاصة بالنسبة لأعداء ايران الذين تصوروا أنهم قادرون على محاصرة ايران وخنقها ومنعها من اكتساب مصادر القوة.

فإذا بإيران ان تكسر هذا القيد وتكسر هذا الحصار وتنتقل الى مصاف الدول الفضائية التي بإمكانها أن تصنع الاقمار الصناعية.

س: كيف يمكن أن يؤثر هذا الحدث على مواقف وتوجهات الأنظمة الرجعية والدول الصديقة لايران في المنطقة؟

ج: أهم أثر ممكن أن يحدثه هذا الانجاز العسكري الضخم في المحيط هو اقناع (دول المنطقة) بأن المراهنة على ضعف ايران او المراهنة على القوات الأجنبية، تمكّن من كسر الارادة الايرانية أو محاصرتها او من حرب على ايران تدمرها، هي مراهنة فاشلة وكل ذلك يعتبر من التاريخ، لأن ايران عندما تطلق قمر صناعيا، تثبت خلف هذا الانجاز امتلاكها لقدرة علمية وعسكرية هائلة، لأن هذه القدر ةلو لم تكن موجودة، لما استطاعت إطلاق هذا القمر وإقتحام المجال الفضائي والدولي.

وبالنسبة للدول الصديقة، فأن مثل هذا الحدث من شانه أن يعزز الثقة ويعزز الطمئنينة، لأن العلاقة مع القوي تكون اشدّ قوة وأشدّ متانة، وايران اثبتت بإطلاق هذا القمر الصناعي احتلالها لمرتبة جديدة على الصعيد العسكري وعلى الصعيد العلمي وهذا ما يوحي بالثقة ويجعل العلاقات أكثر تماسكا ومتانة.

س: كيف تتوقع أن تكون ردة فعل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة؟

ج: لن تكن أمريكا ولا اسرائيل مرتاحة لمثل هذا الحدث الكبير، وستحاول بشتى الطرق ان تشن حملة دعائية على ايران لإمتلاكها هذه التقنية الجديدة، وأتوقع أن تثير الكثير من الاشاعات والتخرسات، لكن هذه الاسلوب سيكون فاشلا كما فشل في منع ايران عن امتلاك تقنية صاروخية وباليستية، والصواريخ ذات الوقود الصلب او الوقود السائل.

ايران التي هزمت كل المشاريع السابقة والمحاولات السابقة، ستهزمهم الآن وستمنع اي قيد آخر يحاول أن يكبلها ويمنعها من ممارسة حقها في التطوير العلمي والعسكري.

قد يظن البعض أن اسرائيل او امريكا سيحاولان اللجوء الى العمل العسكري من أجل تدمير هذا القمر الصناعي، أنا أرى أن هذا الفظ ليس في محله واعتقد أن امريكا واسرائيل ستتهيبان الموقف، لأن ايران التي استطاعت من صناعة هذا القمر سوف تتمكن من أن تهيئ الحماية له وأن تقابل بالرد المماثل، في حال إن اعتدى احد عليها لذلك. ارى أن التخويف من اي تدخل امريكي أو اسرائيلي ضد ايران في هذا الموضوع ليس في محله.

س: برأيكم هل سيكون لهذا الإنجاز دوراً في قلب المعادلات السياسية؟ ولماذا؟

ج: بالتأكيد فأن هذا القمر الصناعي سيعيد النظر بتشكل المعادلات والعلاقات الدولية.

ايران ذات السلاح البدائي غير ايران ذات السلاح المتطور، وايران التي تستند على غيرها في المعلومة وفي الاقمار الصناعية غير ايران التي تستند على قوتها الذاتية.

أن ايران قد نجحت في سياسة الإكتفاء الذاتي وتصنيع وامتلاك مصادر القوة العسكرية والمتعددة الوجوه، كما أنها نجحت في فرض معادلات جديدة في العلاقات الدولية، ومن هذا المنطلق برأيي أن ما حصل يعتبر بداية مرحلة جديدة في مسار امتلاك ايران للقوة العسكرية ولفرض ذاتها كمكونا رئيسيا في النظام الاقليمي ومكونا اساسيا في النظام العالمي الذي هو قيد التشكل، لأن هذا النظام لا يقبل سوى الأقوياء، وايران اليوم تحقق نظرية "بالعلم نقوى ونمارس حقنا في امتلاك مصادر القوة".

أجرت الحوار: رقيه مدني

رمز الخبر 1903547

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha