منذ صدور طبعته الأولى في العام 1993 تحوّل كتاب "سنوات الجمر" الى أهم مصدر عن الإسلام السياسي في العراق عموماً، وحزب الدعوة خصوصاً.
وكتبت عنه عشرات الصحف والمجلات، لاسيما العراقية والبريطانية والأمريكية والألمانية والفرنسية واليابانية والإيرانية والكويتية والإماراتية والأردنية واللبنانية، كما إهتمت به وتحدّثت عنه الأجهزة المعنية المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالِشأن العراقي والحركات الإسلامية.
وترجم كاملاً أو بعض فصوله إلى الإنجليزية والفارسية والألمانية والفرنسية واليابانية، وإستخدمته أغلب البحوث ورسائل الماجستير والدكتوراة في كثير من جامعات العالم، التي كتبت عن الإسلام السياسي في العراق وتاريخ العراق السياسي المعاصر وحزب الدعوة "تم إحصاء مايقرب من مائة وسبعين كتاباً وبحثاً ورسالة وأطروحة حتى الان".
وطبع من الكتاب خلال 27 عاماً أكثر من ستة عشر ألف نسخة في الطبعات الرسمية، كما كان ينسخ داخل العراق في عهد البعث ويوزّعه الدعاة في كل محافظات العراق، كما نشر على حلقات مسلسلة في كثير من صحف الدعوة والمعارضة وكذا الصحف العراقية بعد السقوط.
ويدرس الدكتور "علي المؤمن" في هذا الكتاب "632 صفحة" ويحلّل ويوثّق لتاريخ العراق السياسي المعاصر منذ بداية القرن العشرين الميلادي وحتى أواسط الثمانينات منه، مع التركيز على السنوات الأكثر أهمية، والتي برزت فيها الحركة الإسلامية، سيما حزب الدعوة الاسلامية، فاعلاً منظماً أساسياً في الحياة السياسية العراقية، وهي السنوات الثلاثون التي بدات في عام 1957 وإنتهت في 1986.
ويحتوي الكتاب على معلومات تفصيلية موثّقة عن الحركة الإسلامية في العراق وتاريخها وفكرها السياسي والحركي، ومكوّناتها المرجعية والدينية والتنظيمية، وصراعاتها مع الأنظمة والوجودات السياسية وتحالفاتها المحلية والخارجية وخلافاتها الداخلية.
وتتميز هذه الطبعة الرسمية "الخامسة" بإضافاتها الكثيرة وتنقيحاتها، بما يتلائم مع التحولات السياسية الكبيرة التي شهدها العراق والمنطقة بعد العام 2003، إذ كان الواقع الضاغط قبل ذلك يضطر الباحث لحجب كثير من الحقائق.
/انتهى/
تعليقك