وکالة مهر للأنباء - نبيل لطيف: عندما اسقطت منظومة الدفاع الجوي المحلية "سوم خرداد" طائرة "غلوبال هوك" الامريكية العملاقة وهي على ارتفاع 20 الف قدم فور انتهاكها الاجواء الايرانية في مضيق هرمز في 20 يونيو حزيران 2019، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن: "إيران ارتكبت خطأً جسيمًا"، وبعد اجتماعات جرت في البيت الأبيض بواشنطن للبحث في خيارات الرد على ايران، أجاب ترامب :"سترون قريباً"، ولكن لم ير العالم اي رد امريكي بل ان ترامب شكر إيران على عدم اسقاطها طائرة تجسس امريكية كانت تحمل 35 عسكريا وكانت بالقرب من الطائرة اللتي تم اسقاطها!.
المعروف ان الطائرة غلوبال هوك ليست طائرة عادية، فهي تعتبر درة تاج الصناعية العسكرية الامريكية ، ولا تملك امريكا من هذه الطائرة التي تبلغ قيمتها اكثر من 200 مليون دولار، الا اربع فقط، وهي تحمل 900 كيلو غرام من أجهزة التجسس، وتستطيع التحليق على ارتفاع 65 ألف قدم لأكثر من 30 ساعة، ويمكن للطائرة قطع مسافات تصل إلى 15 ألف كيلومتر، قبل العودة لنقطة انطلاقها ، كما يمكنها جمع صور شبه آنية وعالية الجودة لمناطق واسعة في كل أحوال الطقس ، ويمكن للطائرة رصد أهداف في محيط دائرة قطرها 360 كم ، ويتم إدارتها بواسطة أربعة طيارين من قاعدة أرضية.
ذكرنا خصائص هذه الطائرة بشيء من التفصيل، لا من باب الترويج للصناعة الامريكية، ولكن من باب بيان المديات التي وصلت اليها الصناعة العسكرية الايرانية، فكل تلك الخصائص الاستثنائية للطائرة الامريكية لم تعصمها من قدرة الصاروخ الايراني "سوم خرداد" على قنصها وهي على ارتفاع شاهق وتحويلها الى هشيم تذروه الرياح. وهو ما جعل مجلة "تايم" الامريكية تقر بان ايران لديها قدرات عسكرية أكبر مما تعلمه امريكا عنها.
اليوم منظومة "سوم خرداد" للدفاع الجوي وباقي منظومات الدفاع الجوي الايرانية الصنع الاخرى، تشارك في مناورات الدفاع الجوي "مدافعو سماء الولاية 99" التي انطلقت اليوم الاربعاء، بهدف الارتقاء بمستوى الجاهزية القتالية، والتآزر بين قدرات الدفاع الجوي للقوات المسلحة وبمشاركة وحدات الدفاع الجوي للجيش، والقوة الجوفضائية للحرس الثوري والقوة الجوية للجيش بتوجيه وسيطرة عملانية من مقر عمليات الدفاع الجوي، وستقام في اجواء قريبة من القتال الحقيقي في منطقة مساحتها تزيد على نصف مساحة ايران.
في هذه المناورات، ستكشف ايران عن جانب بسيط من قدراتها في مجال الدفاع الجوي، حيث سيتم استخدام مجموعة متنوعة من منظومات محلية الصنع من الصواريخ، وانظمة الرادار، ومعلومات الاستطلاع، والحرب الإلكترونية، وأنظمة الاتصالات، وشبكة الرصد للجيش والحرس الثوري بتوجيه وسيطرة عملياتية لمقر الدفاع الجوي وبإشراف مباشر للخبراء في مقر خاتم الانبياء ( ص) المركزي.
كما ستشارك في المناورات أنواع من الطائرات المقاتلة الاعتراضية والقاذفات والطائرات المسيرة في مهام الهجوم والدفاع، كما سيتم ولأول مرة استخدام الجيل الجديد من المعدات والأسلحة المحلية الصنع تماما وستتم ممارسة اساليب تكتيكية جديدة في الدفاع الجوي ابتكرت نتيجة المراقبة المستمرة للأعداء.
ما تمتاز به مناورات اليوم، هو ان جميع الخطط الدفاعية والهجومية التي وضعت من قبل قادة الجيش الايراني والحرس الثوري لتنفيذها، وضعت على ضوء ابعد الاحتمالات التي يمكن ان تخطر ببال العدو، للنيل من حرمة سماء ايران، حيث سيتم قنص كل هدف للعدو على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة وعالية وحتى طويلة المدى، في ظروف تشغيلية كاملة بناء على مشهد معركة حقيقية، وهو ما سيحرم العدو حتى في ان يحلم بأن يمر مرورا سريعا من سماء ايران.
هذا الاقتدار الايراني، الذي سنشهد اليوم جانبا منه، كان الاستكبار العالمي بشقيه الغربي والشرقي، يمني النفس بوأده منذ اكثر من اربعين عاما، بعد ان رفض بيع ايران، خلال الحرب الظالمة التي فرضها الطاغية صدام على الثورة الاسلامية، الاسلاك الشائكة ورصاص بنادق الكلاشنيكوف، وفرض على الشعب حظرا ظالما طال حتى الغذاء والدواء، الا ان ايران وبفضل صمود وتضحيات شعبها وحكمة قيادتها وبأبطالها في الجيش والحرس الثوري، حولت حلم الاعداء الى كابوس، حتى باتت امريكا اليوم تهدد دول العالم من مغبة شراء السلاح الايراني!!.
المصدر: العالم
تعليقك