وكالة مهر للأنباء _ عدنان علامة كاتب ومحلل سياسي لبناني: "يوم القدس العالمي" هو اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني قدس سره في آخر جمعة من شهر رمضان بعد إنتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران. إن بصيرة الإمام الثاقبة لمصير القدس جعلته يعلن ذلك القرار التاريخي. وأهمية الإعلان عن يوم القدس تكمن في صدورنا عن الإمام الخميني كمرجع أعلى للمسلمين وكقائد مؤسس للثورة الإسلامية لذلك لا يستطيع أحد أن يلغيه.
تكمن أهمية الإحياء الشعبي ليوم القدس في زمن هرولة الحكام للتطبيع بأنه يمثل رسالة قوية للمطبعين وإحياءً لشعار الثورة الإسلامية "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" علما بأن الأحياء الشعبي لم يحصل في اي يوم من الأيام في الدول المطبعة. ولكن أخبار الإحياء في الدول المحيطة ستصلهم عبر وسائل الإعلام مما يشكل لهم عاملاً مهدداً في المستقبل لخياراتهم الخيانية.
إن أمريكا والرجعية العربية هما السبب في وجود الكيان الغاصب وهي الحليف الرئيس والحامي لمصالح الكيان وتفوقه العسكرية والمدافع عنه في مجلس الأمن. ونظرأ للدعم الأمريكي غير المحدود للكيان، فقد قال الإمام الخميني قدس سره عن أمريكا بالشيطان الأكبر أي أنها عدوة كل المؤمنين. وقد رفع الإمام قدس سره شعار "الموت لأمريكا" الذي لا يزال يتردد صداه في صلاة الجمعة في إيران ولبنان وعدد كبير من البلدان. لذا لا بد من مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية.
كان للإمام الخميني الفضل الكبير في قيام الإنتفاضة في فلسطين وتوهجها والمقاومة الإسلامية في لبنان وانتصاراتها والعلاقة الإستراتيجية بين الجمهورية الإسلامية وسوريا والعراق وقيام محمور المقاومة. وقد أصدر الإمام الخميني فتاوى لم يتجرأ أي مجتهد قبله على إصدارها وعرفت بالفتاوى الجهادية. ولولاها لما تحرر لبنان من رجس الإحتلال الصهيوني. وكانت الفتاوى جريئة جداً وتنم عن بصيرة وتعمق لا مثيل في تحمل مسؤولية الدم.
حين نبأنا الإمام الخامنائي بأن الكيان الغاصب سيزول بعد ربع قرن لم يكن ذلك ضرباً من الخيال بل كان إستقراءاً وإستنتاجاً لما يحصل ويتم تحضيره في الدول المحيطة بالكيان الغاصب. هناك عدة مؤاشرات في فلسطين تحديداً. فقد اتخذ الصهاينة منذ مدة طويلة غزة حقلاً تدريبياً لجنودهم. ففي اي حادث تحصل نصيبها من الإعتداءات. وكان الرد بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي لا يصل مداها إلى أكثر من 22.5 كلم. وأما اليوم فإن صواريخ المقاومة من غزة وصلت إلى تل ابيب بالرغم َن الحصار الَبق على غزة براً وبحراً وجواً. كما وصلت رسالة صاروخية من سوريا حيث وصل صاروخ باليستي من الجيل القديم إلى مشارف مفاعل ديمونا دون أن تتحرك صواريخ القبة الحديدية لإعتراضه خلال قطعه مسافة 200 كلم.
ويجري الآن تحقيق واسع جدا لمعرفة فشل إعتراض الصاروخ.
لم يكن توصيف الإمام الخميني الكيان الغاصب بالغدة السرطانية عبثاً. لاحظوا كيف كان انتشار هذا السرطان في فلسطين وأين أصبح إنتشاره الآن. والسلطة الفلسطينية في وضع لا تحسد عليها بعد ان اعترفت بشرعية الكيان الغاصب حلموا بحل الدولتين ولونوا الخرائط بألوان جميلة وقسموا المناطق إلى أ،ب، ج ود وتصادر قوات العدو الأراضي بحروفها جميعا.ً وأمتد هذا السرطان إلى الدول الخليجية التي سارعت للتطبيع معه لينتشر أكثر وأكثر.
فلو تم إستئصال هذا الورم الخبيث منذ العام 1979لنعمت البلدان المحيطة بفلسطين بالسلام والأمان والإزدهار.
إستطاعت أمريكا بدهائها وشيطنتها أن تحول بوصلة العداء للكيان الغاصب إلى إيران غير مدركين عواقب ذلك. بعد أن إستفادت أمريكا من مليارات الدولارات الخليجية جاء دور الكيان الغاصب لنهب ما تبقى من ثروات تلك الدول. ولا بد أن تستيقظ شعوب تلك الدول وتكسر حاجز الخوف وتثور على حكامها لتحقيق العدالة.
/انتهى/
تعليقك