وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه لم يكن عام 2021 خالياً من فلسطين، لأن فلسطين وعاصمتها القدس حاضرتان وعابرتان للزمن، تملآن كل الأعوام، وستبقيان كذلك حتى تتحرّرا من قبضة من سرقهما واحتلهما. لم تكن فلسطين بعيدة عن قلوب الذين يرفضون التطبيع في عام 2021، ويرفعون أصواتهم من دون خجل، ويقولون "نحن مع فلسطين".
هذا الصوت الذي يرفض الاعتراف بما يسمى "إسرائيل"، ولا يعترف سوى بحق الفلسطينيين في أرضهم، ارتفع في أولمبياد طوكيو، حيث لم يسقط بطل الجودو الجزائري، فتحي نورين، ولم يصافح، وانسحب رفقةَ بطل آخر من السودان، هو محمد عبد الرسول، رفضاً للاعتراف بالمحتل، ولتفادي مواجهة إسرائيلي.
لم يلتفت نورين إلى العواقب ولم يهتمّ، بل وقف شامخاً وثابتاً، ليدخل اسمه في لائحة الرياضيين الذين يقفون مع فلسطين وحقها المسلوب. عوقب فتحي نورين من جانب اللجنة الأولمبية الدولية، إذ تم إيقافه مدة 10 أعوام.
بعدها، أعلن البطل نورين اعتزاله اللعب نهائياً، وذلك بعد القرار الصادر بحقه. كل هذه القرارات كانت نُصرة لفلسطين، فالوصول إلى هذه الألعاب الأولمبية يأخذ وقتاً، ويحتاج إلى أعوام وأيام طويلة من التحضير، لكن كلمة الحق والقلوب المشرقة بالقِبلة الصحيحة، ترفع صوتها ناطقة بالحقيقة على حساب الساعات والشهور والسنوات.
يقول نورين، في هذا السياق: "صحيح أنها الألعاب الأولمبية، لكن إن شاء الله يعوّضنا ربّنا. من واجبنا تجاه القضية الفلسطينية، التي هي فوق كل شيء، أن ننسحب من مواجهة لاعب يحمل علَم إسرائيل".
ما يجعل قرار نورين أكثر أهمية، أنه دخل البطولة لينافس على ميدالية. لم يكن أي لاعب، لكن ميدالية الشرف التي حصدها تساوي كل الذهب الذي كان سيحصده في اليابان.
وما قد يغيب عن المشهد أنها ليست المرة الوحيدة التي وقف فيها نورين من خلال الرياضة مع فلسطين، إذ انسحب في عام 2019 من بطولة العالم للجودو، كي لا يواجه لاعباً إسرائيلياً.
لم يكن نورين وعبد الرسول بطلين لعام 2021 برفضهما التطبيع، بل كانت هناك مجموعة من الرياضيين أيضاً رفضت مواجهة "الكيان، إذ أعلن المقاتل اللبناني الشاب عبد الله منياتو ومدربه محمد الغُربي، في تموز/يوليو 2021، انسحابه من بطولة العالم في الفنون القتالية المختلطة "MMA"، بعد أن وضعته القرعة في مواجهة لاعب إسرائيلي، في البطولة المقامة في بلغاريا.
هذه المواقف ستخلّد هؤلاء الرياضيين في ذاكرة كل حرّ في هذا العالم، فهم اختاروا إنجازاً من نوع يتمنّع عن كُثر في العالم العربي، يمدّون أيديهم للمصافحة والاعتراف، بينما يُرفَع الصوت "لا للتطبيع".
/انتهى/
تعليقك