وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أشار ناصر كنعاني، اليوم (الاثنين)، خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي، إلى تصريحات وزير الخارجية الايراني حول حصول الاتفاق المبدئي مع الولايات المتحدة الامريكية في موضوع تبادل السجناء وادعاء امريكا بعدم وجود مثل هذا الاتفاق، قائلا: "المهم بالنسبة لنا هو أن تؤدي عملية التفاوض إلى النتائج العملية اللازمة... أكدت إيران مرارا وأظهرت عمليا أن لديها إيمانا راسخا وعمليا بالدبلوماسية كأفضل طريقة لحل النزاعات والخلافات".
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية: "فيما يتعلق بالسجناء والقضايا الأخرى المتعلقة بالحكومة الأمريكية، استمرت المحادثات والمفاوضات عبر وسطاء... لقد توصلنا بالفعل إلى اتفاق حول بعض القضايا، بما في ذلك قضية تبادل السجناء، حيث وصلنا إلى اتفاق مكتوب في هذا الخصوص في شهر مارس من العام الماضي، ووقع عليه الممثل الرسمي للحكومة الأمريكية... وافق الجانب الأمريكي في مرحلة ما على أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق دون ربطه بالمفاوضات المتعلقة برفع العقوبات، ولكن في مرحلة اخرى، تم ربطها من الجانب الامريكي بعملية المفاوضات النووية".
وصرح: "كما أكدنا سابقا، نحن مستعدون للقيام بتنفيذ اتفاقية تبادل السجناء باعتبارها قضية إنسانية، وان مشاكل أمريكا التقنية من شأنها... في هذا الموضوع، إذا كان الجانب الأمريكي واقعيا، يمكن تنفيذ الاتفاقية باعتبارها قضية إنسانية بحتة".
** الحصول على الضمانات امر ضروري
تطرق كنعاني إلى عملية المفاوضات النووية، قائلا: "نظرا إلى عدم امتثال الحكومة الأمريكية بالتزاماتها في السابق، فإن إيران كما أكدت مرارا، تعتبر موضوع الحصول على ضمانات قابلة للتحقيق من أجل التأكد على التزام الحكومة الأمريكية، امرا ضروريا، والآن أيضا نتابع القضية في هذا الاطار".
وبشأن اتفاق عودة العلاقات بين إيران والسعودية، أوضح كنعاني: "هذا الاتفاق جاء نتيجة عام ونصف من الجهود والمفاوضات، حيث عُقدت جولات مختلفة من الحوار الثنائي بين إيران والسعودية بالدور الإيجابي واستضافة بعض الدول، منها خمس جولات من اللقاءات الثنائية في بغداد وثلاث جولات من اللقاءات الثنائية استضافتها عمان في مسقط".
** تفاصيل الاتفاق "الإيراني - السعودي"
استطرد المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، قائلا: انه قبل زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينع، إلى الرياض وقبل زيارة الرئيس الايراني إلى بكين، تمت مناقشة الأفكار والمقترحات خلال المحادثات والمشاورات الدبلوماسية بين إيران والسعودية... في إطار الأفكار التي طرحها الجانب الصيني والمناقشات التي اجريت سابقا، اقترحت الصين خلال زيارة الرئيس الايراني بكين، أن يعقد ممثلو كل من إيران والسعودية اجتماعات ثنائية، على هامش هذه الزيارة.. ووافق الجانب الإيراني على هذا الاقتراج من منطلق حسن النية من أجل عودة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي، لكنه نظرا لأهمية الرحلة الثنائية ومختلف القضايا التي كانت بين طهران وبكين، رأت ايران ان تؤجل المحادثات بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية إلى وقت آخر يناسب هذه المحادثات.
واضاف: "خلال زيارة السيد رئيسي إلى بكين ولقائه الرئيس الصيني، تمت مناقشة هذه المسألة مرة أخرى، ونقل الرئيس الصيني رسالة الجانب السعودي إلى الرئيس الايراني... وفي هذا الإطار، جرت المباحثات بين وزيري خارجية إيران والصين بالتفصيل وتم الاتفاق على أن الحوار الجديد يجب أن يكون في مستوى أعلى من الجولات السابقة في بغداد ومسقط، ولذلك قررنا ان تستمر المفاوضات بين امين مجلس الأمن الأعلى الايراني ونظيره السعودي في الصين، حيث وصل الجانبان إلى اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين، وإعادة فتح السفارتين في طهران والرياض والقنصليات العامة في غضون شهرين".
وصرح: "ان وزارة الخارجية الايرانية والسعودية تواصلان الاتصالات لعقد اللقاء بين وزيري خارجية البلدين، ونأمل أن يعقد هذا الاجتماع في القريب العاجل... وحول مكان الاجتماع، قد وصلنا إلى الاتفاق وسنعلنه لاحقا".
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية عن تقديره للدور الصيني في هذه الاتفاقية، مضيفا: "إن الدور الذي تلعبه الحكومة الصينية مهم والحكومة الصينية يمكن أن تسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وآسيا.
وثمن الدور البنّاء لكل من العراق وسلطنة عمان في استضافة جولات مختلفة من المفاوضات وتهيئة الارضية لذلك، قائلا :" إن جهود هذين البلدين والدور التكميلي والنهائي الذي لعبته الحكومة الصينية في هذا المجال كانت مهمة للغاية في التأثير على تحقق الانفراج في العلاقات السياسية الايرانية - السعودية".
** الاثار الايجابية للاتفاق "الايراني - السعودي"
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني: "يمكن أن يكون للاتفاق بين إيران والسعودية آثار إيجابية في مختلف المجالات سواء في مجال المساعدة على عودة علاقات إيران والسعودية إلى مسارها الطبيعي وإعادة تنشيط القدرات العالية للبلدين في مختلف المجالات، وكذلك له آثار إيجابية على تعزيز التعاون والتقارب المشترك في المنطقة للمساعدة في توطيد السلام والاستقرار فيها، لا سيما في منطقة الخليج الفارسي الاستراتيجية".
وردا على سؤال حول الافراج عن الاصول الايرانية في الخارج، اعتبر المسار في هذا الاطار ايجابيا، وقال: "ان مناقشة تحرير الاصول الايرانية من الموضوعات التي تهمنا والتي يمكن متابعتها في المجالات السياسية... نحن نعارض مبدأ حجب الممتلكات، لأنه لا يحق لأمريكا ان تتدخل في العلاقات بين إيران والدول الأخرى".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حول استئناف العلاقات بين إيران والبحرين وكذلك ايران والاردن: "ان الدبلوماسية أظهرت نتائجها بشكل جيد... ان استئناف العلاقات السياسية بين إيران والسعودية يظهر فاعلية ونجاح الحل الدبلوماسي لحل سوء التفاهم واتخاذ الخطوة في اتجاه جديد لتطوير العلاقات على أساس المصالح المشتركة... الترحيب الدولي لهذا الاتفاق، يظهر أن هذا التطور الدبلوماسي المهم يمكن أن يكون له آثار إيجابية في العلاقات الإقليمية بين إيران والدول الاقليمية في هذه المنطقة الجغرافية، بما في ذلك بين إيران والبحرين وكذلك بين ايران والاردن".
** اليمنيون أنفسهم سيتخذون القرار
حول تاثير الاتفاق الاخير بين طهران والرياض على الاوضاع في اليمن، قال كنعاني: "نأمل أن يكون لهذا الاتفاق نتائج إيجابية في الشأن اليمني... ان موضوع اليمن واتخاذ القرار بشأن قضايا هذا البلد بيد اليمنيين انفسهم. منذ بداية الحرب في اليمن كنا نعتقد أن الحرب ليست حلاً وستكون خسارة لليمن والسعودية والمنطقة بأسرها، والآن ايضا نعتقد أن اليمنيين أنفسهم سيتخذون القرار".
** زيارة الرئيس البيلاروسي إلى طهران
أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، إلى زيارة رئيس بيلاروسيا إلى إيران، قائلا: "تم إعداد سلسلة من الوثائق للتوقيع منها في مجال التعاون التجاري والصناعي والزراعة والنقل والعبور البري، المهمة لكلا البلدين، وكذلك سيتم مناقشة التعاون القضائي والثقافي بين البلدين... نحن متفائلون بأن هذه ستكون رحلة مثمرة من شأنها أن تعزز العلاقات بين البلدين اكثر فاكثر".
/انتهى/
تعليقك