وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: يمكن أن يكون للاتفاق بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية آثار إيجابية في مختلف المجالات سواء في مجال المساعدة على عودة علاقات إيران والسعودية إلى مسارها الطبيعي وإعادة تنشيط القدرات العالية للبلدين في مختلف المجالات، وكذلك له آثار إيجابية على تعزيز التعاون والتقارب المشترك في المنطقة للمساعدة في توطيد السلام والاستقرار فيها..
ويرى الخبراء والبالحثون ان استئناف العلاقات السياسية بين إيران والسعودية يظهر فاعلية ونجاح الحل الدبلوماسي لحل سوء التفاهم واتخاذ الخطوة في اتجاه جديد لتطوير العلاقات على أساس المصالح المشتركة للبدين، فالترحيب الدولي لهذا الاتفاق، يظهر أن هذا التطور الدبلوماسي المهم يمكن أن يكون له آثار إيجابية في العلاقات الإقليمية والدولية..
ولطالما رحبت إيران بالمحادثات مع المسؤولين السعوديين وتعتبر ذلك في مصلحة شعبي البلدين والمنطقة.. اضف الى ذلك أن مستقبل المنطقة يعتمد على البدء بالنظر إليها كمنظومة مصالح متلاقية وليست متقاطعة...
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الباحث والاستاذ في التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية "د.جمال واكيم"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** كيف تقرأون الاتفاق "السعودي _ الإيراني" وهل سينعكس انفراجا في لبنان عبر انتخاب رئيس للجمهورية؟
اذا تحسنت العلاقات بين ايران والسعودية فمن الممكن ان ينعكس انفراجا بنسبة على عدد من الملفات ان كان في اليمن او في العراق او في سوريا او في لبنان
من المبكر القفز الى استنتاج، لانه يجب انتظار كيف ستتطور العلاقة، سيما اننا في الخطوة الاولى، لكن اذا تحسنت العلاقات بين ايران والسعودية فمن الممكن ان ينعكس انفراجا بنسبة على عدد من الملفات ان كان في اليمن او في العراق او في سوريا او في لبنان.. لماذا قلت نسبة؟؛ لانه من الممكن ان تعرقل الولايات المتحدة الأمريكية الامور اولا من خلال تطور العلاقات بين البلدين، وثانيا يمكن ان تعرقل الاستقرار بعدد من البلدان المذكورة آنفا خصوصا انها مؤثرة في هذه الساحات، علينا ان ننتظر ونرى..
اما بالنسبة للبنان فمن الممكن ان ينعكس ايضا انفراج نسبي بالعلاقات ما بين الأطراف التي "تمون" عليها السعودية من ضمنها النواب السنة، وليد جنبلاط، نواب القوات اللبنانية ولو بنسب، ليصار الى تسوية في البلد، لكن علينا ان ننتظر مسار العلاقات.
** في اخر حلقات التحرك الاميركي في المنطقة شهدنا زيارات متلاحقة لقمة الهرم العسكري الاميركي لبعض دول المنطقة وكيان الاحتلال.. لماذا يطغى تحرك العسكريين بدلا من الديبلوماسيين الاميركيين؟ وهل هناك مخاوف من تصعيد اميركي للتوترات الامنية والعسكرية في المنطقة؟
يطغى التحرك العسكري بدل الديبلوماسي لان التوجه الاميركي الان هو للتصعيد الميداني وليس للحلحلة السياسية.
** على الرغم من الخسائر الاميركية المتلاحقة وفشل استراتيجيتها في اقامة شرق اوسط جديد وتغيير الانظمة بإثارة الاضطرابات الداخلية.. الا انها لا تزال ترفض الاعتراف بالواقع الجديد وفشل سياساتها!! فكيف تصفون واقع المنطقة العربية اليوم على وقع الحروب الاميركية من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان؟ وما الذي تريده الادارة الاميركية من المنطقة في هذه المرحلة؟
لا تزال الولايات المتحدة تحاول، فهي تعتبر نفسها انها لا زالت في خضم المعركة، فهي تحاول تنفيذ أجندتها على الرغم من تعرضها لخسائر، لكنها لا تزال تسعى لتغيير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، والوقت ليس للتسويات السياسية بالنسبة لها.
** استراتيجية العدوان الاميركي على شعوب المنطقة، وفي العالم ايضا، تتبنى شكل الحرب الناعمة على الاغلب، والحصار الاقتصادي.. فكيف السبيل لمواجهة هذا العدوان الجديد؟ وهل نضجت ظروف المقاومة الاقتصادية الموازية للمقاومة العسكرية للاحتلال والهيمنة الاميركية على المنطقة؟
يجب مواجهة الحرب الأميركية بالوسائل الناعمة، بالمزيد من التوعية وايضا امتلاك اساليب القوة الناعمة من قبل محور المقاومة، هذا ما بجب القيام به.
** تظهر بين الحين والاخر تشققات في جبهة العلاقات الاميركية مع ادواتها في المنطقة.. ولا تبدو اميركا قادرة على بناء تحالف قوي ومتماسك بين ادواتها ومع هذه الادوات!! ما سبب ذلك؟ والى اي حد يمكن المراهنة على تضعضع هذه الجبهة الاميركية الرجعية؟
مسألة الضعضعة هذه ناتجة عن عملية التحول في النظام الدولي، من نظام احادي القطبية الى نظام متعدد الاقطاب، وهذا يجعل قبضة الولايات المتحدة الأمريكية اقل وطأة على حلفائها في مختلف أنحاء العالم، خصوصا ان هؤلاء الحلفاء يسعون لايجاد بدائل وتنويع علاقاتهم.
** عادت فلسطين لتكون القضية الاهم للمنطقة، والتحدي الاساسي في وجه الاستراتيجية الاميركية لترويج سياساتها التضليلية للهيمنة على المنطقة.. ما هو مستقبل هذا الصراع التاريخي على ارض فلسطين؟ وهل باتت المقاومات العربية والاسلامية قادرة على مناجزة قوى العدوان الاميركي الصهيوني ومواجهته في الميدان؟
نحن لا نزال في خضم الصراع العربي مع الكيان الصهيوني من أجل تحرير فلسطين، واعتقد ان مسار الامور متجه نحو تحرير كامل التراب الفلسطيني ولو اننا بحاجة لبعض الوقت لتحقيق هذا الهدف.
/انتهى/
تعليقك