٠٦‏/٠٧‏/٢٠٢٣، ٧:٢٠ م

قيادي في حركة الجهاد الإسلامي لـ"مهر":

الجيل الذي يقارع الاحتلال في جنين هو الذي تشرب روح المقاومة/ إستمرار تعنت نتنياهو مسألة وقت

الجيل الذي يقارع الاحتلال في جنين هو الذي تشرب روح المقاومة/ إستمرار تعنت نتنياهو مسألة وقت

قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة الاستاذ محمد عبد الله شلح، ان إستمرار تعنت نتنياهو فقط مسألة وقت وقد يستطيع إطالة عمر حكومته، لكن مصيره المحتوم هو الهزيمة إن شاء الله، رغم تمدد الاستيطان فقد بات جميع المستوطنين في حالة رعب وخوف مستمر بسبب إشتداد المقاومة وكثرة العمليات...

وکالة مهر للأنباء - القسم الدولي: لم يعد دخول قوات الاحتلال الصهيوني لأي موقع في محافظة جنين شمال الضفة الغربية سهلا، بل بات يستلزم مقارعة جموع الشبان المتربصين بدوريات الاحتلال تأكيدا على أن فلسطين جسد واحد وإن أشعل المستوطنون جبهة فإن كل مدن فلسطين تقف بالمرصاد... اضف الى ذلك ان شبان جنين المجاهدين يذهبون بأنفسهم لمناطق تواجد الجنود لئلا يهدأ الجنود الصهاينة في أية بؤرة.

ولم تكن الأحداث الأخيرة لتجعل كيان الاحتلال بمنأى عن الاستهداف، حيث اشتعلت الحواجز بمئات الشبان الذين خاضوا مواجهات ضارية ولم يفلح رصاص الاحتلال الذي اخترق أجسادهم في إطفاء جذوة المواجهة لديهم... ويستبسل الشبان في خوض مشاهد عز في مقارعتهم لجنود الاحتلال، فقد سجلت كاميرات الإعلاميين صور جموع الشبان وهي تلاحق فرقة مشاة من جنود الاحتلال الفارين منهم إلى شارع آخر وهم يلاحقونهم من شارع لشارع.

ولا يألو الشباب والفتية جهدا في مقارعة الاحتلال بأساليبهم البسيطة، حتى أن مجموعة من الفتية من قرية رمانة غرب جنين أربكوا جنود الاحتلال في معسكر سالم الصهيوني قبل أيام حين أطلقوا الألعاب النارية في ساعات الفجر قرب المعسكر مما جعل الجنود يرتبكون من أصوات الانفجارات ويمشطون المنطقة لساعات بحثا عن الفتية الذين خاضوا معهم مواجهات شرسة فور اقترابهم من منازل رمانة... شباب جنين بات غير مقتنعاً بدعوات التهدئة، ولا يرون بدا من مقارعة الاحتلال...

وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة الاستاذ "محمد عبد الله شلح وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** كيف ستنعكس ملحمة جنين على المشهد الميداني في فلسطين؟ خصوصا بعد ما شهدناه من تضامن وبسالة لدى الاسر الفلسطينية الحاضنة للمقاومة… وهل سيتمكن نتنياهو ويمينه العنصري من الاستمرار في خداع المجتمع "الاسرائيلي" ومواصلة سياسة الاستيطان والتعنت؟

طبعا سيكون إنعكاسها إيجابيا على المشهد الفلسطيني وخاصة الحاضنة الشعبية التي سيزداد إلتفافها على كتيبة جنين وحمايتها، وكان ذلك واضحا في تصرف الأهالي الذين غادروا بيوتهم تحت القصف وتركوها مفتوحة للمقاومين وكتبوا رسائل للمقاومين بأنهم تركوا لهم الغذاء والمؤنة والمال حتى يواصلوا القتال وهذا ما حصل، لدرجة أن أحد مخابز المخيم إستطاع أن يجهز الخبز وتعبئته في أكياس كالعادة لكنه وضعه في الشارع ليتمكن الموجودين والمحاصرين من الحصول على حصتهم من الخبز دون ثمن، هذا من أهم عوامل الانتصار...

رغم تمدد الاستيطان فقد بات جميع المستوطنين في حالة رعب وخوف مستمر...

أما إستمرار تعنت نتنياهو فقط مسألة وقت وقد يستطيع إطالة عمر حكومته، لكن مصيره المحتوم هو الهزيمة إن شاء الله، رغم تمدد الاستيطان فقد بات جميع المستوطنين في حالة رعب وخوف مستمر بسبب إشتداد المقاومة وكثرة العمليات، وقد سبق نتنياهو قادة للكيان أكثر شراسة مثل باراك ورابين وشارون لكنهم فشلوا وذهبوا للجحيم...

نحن على يقين بالنصر ولكن هذا الطريق طويل ومكلف ونحن سنواصل المشوار حتى النهاية و"لن نخذل شعبنا وأمتنا"...

** شباب جنين يثأرون لآبائهم الشهداء لاخوانهم لابطالهم الجرحى، كيف استطاعت هذه المدينة الصغيرة جغرافيا الكبيرة بفعل المقاومة من الوقوف في وجه جيش الاحتلال، رغم انها تعرضت للتدمير الكامل في عام 2002 ورغم كل الاشاعات والافتراءات التي تعرضت لها، رغم كل ذلك انتصرت؟

لقد أطلقوا على جنين إسم عش الدبابير، وقالوا أنها دولة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة وقالوا موقع إيراني متقدم، ونحن نفتخر بذلك...

بالفعل ستبقى جنين درعا وسيفا يحتذى به، لأنها اليوم أصبحت رأس حربة المقاومة في الضفة الغربية في مواجهة الاحتلال ورغم كل ما تعرضت له جنين من إجتياحات ومجازر وصلت في العام 2002 لإبادة المخيم ومسحه عن الأرض بالكامل.. إلا أن جيل اليوم الذي يقارع الاحتلال في جنين هو الجيل الذي عاش وولد في تلك الفترة، وقد تشربوا من أمهاتهم وأبائهم روح المقاومة ورضعوها مع حليب طفولتها...

وهاهم أبناء المخيم الذي لا تتعدى مساحته عن كيلو متر مربع وعدد سكانه 15 ألف نسمة يصمد في وجه جيش الاحتلال بأكمله ولا يستطيع هذا الجيش أن يحسم معركته مع كتيبة جنين التي لا تتعدى المئات من المقاتلين، لقد أطلقوا على جنين إسم عش الدبابير، وقالوا أنها دولة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة وقالوا موقع إيراني متقدم، ونحن نفتخر بذلك وسنمضي ونكمل المشوار حتى تصبح كل المدن الفلسطينية مثل جنين إن شاء الله...

** برأيكم الهزائم والخيبات المتكررة لكيان العدو في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وفشلها في الحد من العمليات البطولية وتنوع وابتكار انواع جديدة من المواجهة العسكرية من قبل الفلسطينين في اغلب المدن الفلسطينية المحتلة الا يمكن أن يدفع الدول العربية التي طبعت مع العدو ان تعيد النظر بعلاقتها مع هذا الكيان؟

تنازل المطبعون عن كرامتهم وباعوا عروبتهم وعقيدتهم ظنا منهم أن أمريكا وإسرائيل ستحميهم إلى الأبد...

لن تقطع أنظمة التطبيع علاقتها بالكيان المؤقت وخاصة أن التطبيع مرهون بمستقبلهم السياسي وثمن تربعهم على كراسيهم، وسيظل هؤلاء يطلبون الرضا من سيدتهم أمريكا حبا وغراما في دولة الكيان الصهيوني المؤقت... فقد تنازل المطبعون عن كرامتهم وباعوا عروبتهم وعقيدتهم من أجل الكرسي ظنا منهم أن أمريكا وإسرائيل ستحميهم إلى الأبد، وبالتالي رهنوا مستقبلهم بمستقبل إسرائيل في المنطقة بمعنى أن انتصار إسرائيل يفرحهم لأنه إنتصار لهم، وأن هزيمة إسرائيل يحزنهم لأنه هزيمة لهم، وهم أغبياء حمقى عندما يروا دولة الكيان تهزم على يد كتيبة جنين ومع ذلك يكابرون، ويزداد خوفهم وقلقهم كما كيان الاحتلال الزائل...

** شاهدنا في تشييع شهداء جنين طرد لوفد السلطة الفلسطينية من قبل ابناء جنين، كيف تنظرون لموقف السلطة وهل يمكن ان نشهد انسحابا من التنسيق مع الكيان الصهيوني؟

موقف السلطة أصعب من موقف المطبعين العرب، لأن السلطة هي صاحبة الأرض وهي التي تنازلت عنها لصالح الكيان، ولأن أمريكا وإسرائيل خدعت منظمة التحرير بإتفاقية أوسلو التي وعدت بإعطاء الفلسطينيين دولة على عشرين بالمائة من أرض فلسطين ولم تف بوعدها بذلك...

وكان الأجدر بالمنظمة أن تلغي هذه الاتفاقية وتسحب اعترافها باسرائيل، الا أن السلطة مازالت وللأسف ملتزمة بالتنسيق الأمني مع الإحتلال على أكمل وجه ولقد مر على مؤامرة أوسلو أكثر من ربع قرن، ولم يحرك أبو مازن ساكنا وقد رهن مستقبله كالمطبعين برضا أمريكا والكيان وبقاؤه الأن حارسا ومنسقا أمنيا لصالح الإحتلال ويرفض المقاومة مقابل رواتب لموظفي سلطته التعيسة التي فقدت مبرر وجودها عندما لا تستطيع حماية شعبها من جرائم الاحتلال، ولن تستطيع السلطة وقف التنسيق لأن ذلك يعني نهايتها...

/انتهى/

رمز الخبر 1934727

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha