١٤‏/٠٨‏/٢٠٢٣، ٩:٣٢ ص

خاص لـ"مهر":

ذكرى "حرب تموز 2006" هي ذكرى انتصار الدم على السيف...

ذكرى "حرب تموز 2006" هي ذكرى انتصار الدم على السيف...

اكد الكاتب والمحلل السياسي د.حسين الديراني، ان كل يوم يمر بعد 17 عاما من الانتصار الالهي الكبير عام 2006 يزداد هذا اليوم عظمة واقتدارا، فاليوم وبعد 17 عاما من العدوان نرى القدرات والامكانيات العسكرية والجهوزية للمقاومة متعاظمة ورادعة للكيان الصهيوني الذي يعيش حالة من الهستريا...

وكالة مهر للأنباء - د.حسين الديراني: غدا الاثنين 14 آب 2023 الشعب اللبناني الحر الشريف ومعه كل احرار العالم وجبهة المقاومة على موعد للاحتفال بالذكرى 17 للانتصار الذي وصفه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالانتصار الالهي الكبير، جاء وصفه بالالهي لأن العالم الاستكباري والصهيوني بأسره وبكل قدراته العسكرية الهائلة والمالية سخرها للعدو الصهيوني لتدمير المقاومة الاسلامية انتقاما لتسجل المقاومة اول انتصار على العدو بتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي الصهيوني، ودحره من جنوب لبنان عام 2000 من دون قيد او شرط، بل فر فرار العبيد والجبناء، وترك عملائه خلفه يتجرعون كأس الهزيمة والانكسار.

عملية الاسر لجنديين اسرائيليين التي نفذتها المقاومة الاسلامية والتي اطلق عليها "عملية الوعد الصادق" بتاريخ 6 تموز 2006 بهدف مبادلتهم بالاسرى المقاوميين من اللبنانيين والعرب في السجون الاسرائيلية لم تكن السبب الرئيسي للعدوان على لبنان بتاريخ 12 تموز عام 2006 اي بعد ستة ايام من عملية الوعد الصادق، بل كانت عملية الاسر لطف الهي، لان العدو كان يخطط لشن عدوان على لبنان خلال الصيف من نفس العام دون سابق انذار، وبشكل فجائي للقضاء على حزب الله والمقاومة الاسلامية، لكن بعد عملية الاسر كانت المقاومة في اعلى جهوزيتها واستنفارها واستعدادها لاي عدوان صهيوني على لبنان، ولولا عملية الاسر لكان العدوان مباغتا وصادما.

حرب تموز كانت ملحمة تاريخية كربلائية بامتياز...

حرب تموز كانت ملحمة تاريخية كربلائية بامتياز، ولم تكن ليوم واحد في العاشر من محرم كما في ملحمة كربلاء الاليمة، بل دامت 33 يوما من عدوان ارهابي جهنمي غاشم، استخدم فيه العدو كل انواع اسلحة الدمار الشامل من طائرات حربية، وصواريخ فتاكة تدميرية، ومسيرات مذودة بصواريخ ذكية، فتم تدمير كل الطرقات والمعابر والجسور، والشوارع والمطار، وتدمير ابنية كاملة في الضاحية الجنوبية، وقرى وجسور وبلدات وتهجير شامل لقرى الجنوب اللبناني، الى جانب تعمد قتل المدنيين اللبنانيين الابرياء العزل من السلاح بدم بارد، حتى سجل اشنع المجازر بتاريخ عدوانه منذ قيام هذا الكيان الغاصب، حتى قررت القيادة العسكرية الصهيونية لاجتياح لبنان مرة اخرى بالدبابات والمشاة العسكرية، وهنا كانت الملحمة الكربلائية الكبرى، اعداد قليلة من المجاهدين الراسخين الثابتين في الارض واجهوا جيشا جرارا مزودا بكافة الاسلحة الفتاكة، وتصدوا للعدو ببسالة حيدرية، وروح حسينية، فجعلوا ارض الجنوب مقبرة كبيرة للغزاة، واصبحت فخر صناعاتهم العسكرية "دبابة الميركافا" تتطاير بمن فيها بصواريخ المجاهدين المقاوميين، حتى اصبحت منطقة وادي الحجير بجنوب لبنان معروفة باسم "مقبرة دبابات الميركافا الصهيونية"، عندما شعر الكيان الصهيوني بالهزيمة بدأ بالتوسل عبر سيده وراعيه الولايات المتحدة الامريكية للعمل على انتهاء العملية العسكرية ووقف اطلاق النار، والعمل على اصدار قرار من مجلس الامن لتثبيت انتهاء عدوانه.

وهذا الشعور بدأ مع تدمير البارجة الحربية الاسرائيلية ساعر واخراج القوة البحرية الاسرائيلية من الخدمة بسبب دقة صواريخ المقاومة المضادة للسفن الحربية، لكن كانت جهات عربية ترسل رسائل للعدو الاسرائيلي الصهيوني لمواصلة العدوان على لبنان لتدميره والقضاء على حزب الله نهائيا والى الابد، ووعدت بان تتكفل بتمويل مواصلة العدوان، وقد تبين بالادلة والبراهين ان على رأس تلك الدول العربية هي "المملكة العربية السعودية" وقد كشف عن ذلك بعد سنوات من العدوان سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احدى الاحتفالات بانتصار حرب تموز...

العدو الصهيوني اعترف بفشل عدوانه واقر بالهزيمة...

ومن المفارقات العجيبة في نتيجة وقف العمليات العسكرية ان العدو الصهيوني اعترف بفشل العدوان لانه لم يحقق اي هدف من اهدافه المعلنة واقر بالفشل والهزيمة، بينما لم يعترف الكثير من القيادات السياسية اللبنانية بانتصار لبنان لانهم يحملون في صدورهم غلا للذين امنوا وانتصروا واعزوا لبنان واللبنانيين...

اما عودة المهجرين الى قراهم وبيوتهم المهدمة، وعبورهم الشوارع المدمرة للوصول الى قراهم اشبه بيوم القيامة، فمنذ اللحظة الاولى لوقف اطلاق النار عاد المهجرين الى قراهم وبيوتهم باي حال من الاحوال، عادوا منتصرين لان هدف العدو كان لتهجيرهم من دون امكانية العودة، فبعد 17 عاما من العدوان اصبح الجنوب جنة على الارض بعمرانه وصموده وامنه واستقراره متظللا بشمس المقاومة وقمرها سماحة السيد حسن نصرالله، وبظلال اجنحة الثنائي المقاوم حزب الله وامل وكل المقاوميين...

كل يوم يمر بعد 17 عاما من الانتصار الالهي الكبير عام 2006 يزداد هذا اليوم عظمة واقتدارا، اليوم وبعد ممارسة الكيان الصهيوني كل انواع الشرور والحروب لمنع حزب الله من تعاظم قدراته العسكرية والصاروخية، لكنه يفشل في كل محاولاته، حتى العدوان العالمي على سوريا والعراق من قبل الوحوش الداعشية التكفيرية لمدة 10 سنوات متواصلة كان من تدبير واعداد وتخطيط العدو الصهيوني وامريكا ونفس الدول العربية التي شاركت بحرب تموز ماديا واعلاميا، كان هدفه قطع شريان المقاومة وقلبها النابض سوريا، وقطع طريق امداد المقاومة من طهران الى بيروت...

اليوم وبعد 17 عاما من العدوان نرى القدرات والامكانيات العسكرية والجهوزية للمقاومة متعاظمة ورادعة للكيان الصهيوني الذي يعيش حالة من الهستريا، لانه غير قادر على مواجهة حزب الله عسكريا، وحتى انه بات عاجزا عن ازالة خيمتين للمقاومة نصبتهما في بلدة الغجر اللبنانية، وبات يبكي ويتوسل بالامم المتحدة للعمل على ازالة الخيمتين، لذلك يلجأ الى شن عدوان عسكري على سوريا شبه اسبوعيا لتفريغ حالته الهستيرية لعدم تمكنه من مواجهة المقاومة، وكذلك يعتمد على تحريك عملائه في الداخل اللبناني لتأجيج الفتنة الدينية والمذهبية والطائيفية، وكان اخرها حرب مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بين التنظيمات الفلسطينية في صيدا جنوب لبنان لارباك المقاومة في الجنوب.

المقاومة جاهزة وباعلى الجهوزية لردع اي حماقة منه ومن عملائه...

الكيان الصهيوني يعلم بان له رصيد كبير في الشارع اللبناني المعادي للمقاومة وسلاحها، لكنه لا يعلم بان المقاومة كما اعدت له ما استطاعت من قوة لردعه ولجمه، فهي جاهزة وباعلى الجهوزية لردع اي حماقة منه ومن عملائه في الداخل اللبناني، وما حادثة الكحالة قبل ايام خير دليل على الجهوزية، والوعد القائم "ان اليد التي ستمتد لسلاح المقاومة سنقطعها مهما كانت هويتها".

غدا يحق لنا ان نحتفل بهذا الانتصار الالهي الكبير، غدا نحيي كل الشهداء الذين ارتقوا والجرحى الذين اصيبوا، الذين صنعوا لنا هذا المجد العظيم، والنصر المبين، غدا نستذكر القادة العظماء الشهداء الذين كانوا يديرون تلك الملحمة الكربلائية، الشهيد القائد عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه، والشهيد القائد "قاسم سليماني" سيد شهداء محور المقاومة رضوان الله تعالى عليه، وغدا كل الانظار تتجه الى قائد هذه المسيرة ورمزها وسيدها وامينها السيد حسن نصرالله ليلقي فصل الخطاب كما في كل عام احتفالا بهذا النصر العظيم، ذكرى انتصار الدم على السيف...

/انتهى/

رمز الخبر 1935887

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha