٣١‏/١٢‏/٢٠٢٣، ٤:٣٤ م

خاص لـ"مهر":

ساعة السلام العالمية.. والإبادة الجماعية للصهاينة في غزة

ساعة السلام العالمية.. والإبادة الجماعية للصهاينة في غزة

يصادف اليوم 31 ديسمبر 2023. يعرف 31 ديسمبر بيوم "ساعة السلام العالمية". يحتفل العالم بساعة السلام العالمية كل عام من الساعة 11:30 مساءً من 31 ديسمبر إلى الساعة 12:30 في الأول من يناير؛ على أمل الوصول إلى عالم بلا حرب. لكن عالم 2023 لم يخلو من الحروب. ومصداق ذلك هو قطاع غزة.

وكالة مهر للأنباء ، القسم الدولي: السلام كلمة لها الكثير من الاحترام، بحيث جاء في مقدمة ميثاق الأمم المتحدة أن "حماية الأجيال المستقبلية من ويلات الحرب" و"العيش في سلام مع بعضها البعض" هما الهدفان الرئيسيان لإنشاء الأمم المتحدة.

وفي الوقت نفسه، تنص المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة على أن أحد أهداف الأمم المتحدة هو "الحفاظ على السلم والأمن الدوليين" و"تنمية العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق واستقلال الأمم واتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز السلام العالمي".

والسبب وراء التأكيد على السلام جاء أيضًا في مقدمة ميثاق الأمم المتحدة، حيث أشار إلى "كرامة وقيمة الشخصية الإنسانية" وخلق "ظروف معيشية أفضل". ولذلك ليس من المبالغة القول إن خلق السلام والعيش في سلام يشكل أهم هدف للإنسانية والمؤسسات العالمية. لذلك، اعتمد التقويم العالمي، يوم 21 سبتمبر هو اليوم العالمي للسلام، فيما تم تحديد "ساعة السلام العالمية" كل عام من الساعة 11:30 مساءً من 31 ديسمبر إلى الساعة 12:30 فجر الأول من يناير.

عالم اليوم، عالم الحروب والقسوة

وعلى الرغم من هذا، هناك أسئلة مهمة تطرح نفسها. هل العالم اليوم يشهد السلام؟ الإجابة لا بالتأكيد. والدليل على ذلك هي التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة قبل 3 أيام. قال أنطونيو غوتيرش يوم الخميس في رسالة بالفيديو بمناسبة بدء العام الميلادي الجديد: 2023 كان عام المعاناة والعنف العظيم. البشرية تعاني". وأكد أن الناس تواجه أوضاعا صعبة بسبب الفقر والمجاعة المتنامية، مضيفا: عدد الحروب والقسوة آخذة بالزيادة وقلت الثقة".

السلام؛ ضحية العنف الداخلي ومصالح القوى الغربية

أدخل يوهان غالتونغ في عام 1996، نظرية السلام الإيجابي والسلبي إلى مجال دراسات السلام العالمي. يُعرف غالتونغ بأنه أبو دراسات السلام العالمي. غالبًا ما يؤكد غالتونغ على التمييز بين "السلام السلبي" و"السلام الإيجابي". ويقول إن السلام السلبي يشير إلى اللاعنف وغياب الصراع. على سبيل المثال، عندما يتم التوصل إلى هدنة، فإنه تم التوصل إلى سلام سلبي. والسلام في ميثاق الأمم المتحدة يعني نفس السلام السلبي. ويقول غالتونغ أن السلام الإيجابي يعني غياب العنف الهيكلي. فالسلام الإيجابي يتحقق عندما يتم، بالإضافة إلى غياب الصراع، احترام معايير حقوق الإنسان، وخاصة قواعد الديمقراطية. في الواقع، يتم التوصل إلى السلام الإيجابي في المجتمع عندما لا يكون هناك عنف هيكلي - وليس مجرد صراع مسلح - في ذلك المجتمع.

لكن السؤال المهم لماذا أصبح السلام بعيد المنال عن البشرية والحروب تتزايد؟ يبدو أن هناك سببين بهذا الشأن. الأول، وجود هياكل عنف في داخل بعض البلاد، وهي هياكل قائمة على أنظمة دكتاتورية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان. والثاني وهو الأهم، هو أداء القوى الغربية. غزة مصداق حي على أداء القوى الغربية حيث أصبح السلام ضحية مصالحهم ومصالح الصهاينة. ما يحدث في غزة من مشاهد علنية يعكس أن السلام لم يكن أولوية القوى الغربية، بل وأصبحوا يحولون دون التوصل إلى السلام هناك.

وبينما يجب على العالم السير نحو السلام الإيجابي يعني احترام حقوق الإنسان، ولكن الشعب في غزة لا يعاني فحسب من السلام السلبي بمعنى غياب الصراع، بل ويشهد أبشع أنواع الإبادة الجماعية بيد الكيان الصهيوني.

غزة؛ مشهد الإبادة الجماعية الصهيونية بدعم أميركي

خلال نحو 3 أشهر على جرائم الصهاينة الشاملة في قطاع غزة، شهد الأهالي خلال هذه الفترة أنواعا مختلفة من الإبادة الجماعية والجرائم ضد البشرية. والإحصاءات تتحدث بهذا الخصوص، سقط أكثر من 21 ألف و600 فلسطيني شهيدا، وأصيب أكثر من 56 ألف شخص آخر. 70% من الشهداء والمصابين هم الأطفال والنساء الذين يجب أن يبقوا في أمان في أي حرب تنشب. ولكن الصهاينة يتعمدون استهدافهما عن وعي وإدراك في قطاع غزة.

حتى المرضى في المستشفيات والمراكز العلاجية لم تنعم بالأمان من جرائم الصهاينة فقد حاصرت القوات الصهيونية المئات من المرضى في وضح النهار وقاموا باستهدافهم جوا وأرضا.

أسفرت الهجمات الصهيونية على الكوادر العلاجية، عن سقوط 312 شهيدا. لقد تم استهداف 142 مراكزا علاجيا خرج على إثرها 23 مستشفى و53 مركزا طبيا من إطار الخدمة. وتم اعتقال 99 شخصا من الطواقم الطبية. وفي الوقت نفسه، يهدد خطر المجاعة مليون و900 ألف نازح يحتاجون إلى الماء والغذاء والدواء، كما تعاني 50 ألف امرأة حامل من سوء التغذية في مراكز الإيواء، وأكثر من 900 ألف طفل يعانون من سوء التغذية والبرد والمجاعة.

وعلى الرغم من هذا، لم يحقق مجلس الأمن حتى الآن أي نجاح لوقف حرب الصهاينة على غزة لأن أميركا تمنع اعتماد أي قرار لوقف الحرب وتدعم رسميا جرائم الكيان الصهيوني وتعتبر بشكل يثير السخرية، الإبادة الجماعية لأهالي غزة بأنه دفاع مشروع عن النفس. إن الوضع في غزة يثبت أن تصريح غوتيريش حول تزايد الحروب والعنف في العالم صحيح ودقيق.

شرط السلام

إن الوضع في غزة يظهر أنه لا يمكن التوصل إلى السلام بالكلمات والأيام والساعات الرمزية. إن الشرط الأساسي لتحقيق السلام هو احترام الإنسانية بغض النظر عن دينها أو عرقها. إن شرط التوصل للسلام، هو التخلي عن النظرة الإنتقائية للسلام نفسه. لا يمكن إصدار تراخيص الحرب والجرائم للكيان الصهيوني وفي الوقت نفسه تطرح مزاعم بالدفاع عن السلام والأمن العالمي. لا يمكن الادعاء بدعم السلام وفي الوقت نفسه يتم توفير أموال الحرب وإرسال الأسلحة الحديثة إلى دعاة الحرب والمجرمين الصهاينة. لا يمكن الإدعاء بالسلام وتطبيق تعريف الدفاع المشروع المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يقترفها الكيان الصهيوني في قطاع غزة. لا شك أن العالم لن يشهد أبدًا نهاية الحرب، لكن من الممكن ألا نشهد إبادة جماعية في هذا العالم أيضًا؛ ويكفي أن تتخلى القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا عن نظرتها الانتقائية للإنسانية والسلام وألا تضحي بالقيم والكرامة الإنسانية أمام المصالح.

انتهى/

رمز الخبر 1939911

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha