٢٥‏/٠١‏/٢٠٢٥، ١:١٧ م

عواقب حرب غزة على الكيان الصهيوني: من الانهيار الداخلي إلى الفضيحة العالمية

عواقب حرب غزة على الكيان الصهيوني: من الانهيار الداخلي إلى الفضيحة العالمية

تعتبر استجابة الكيان الصهيوني للانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم في غزة واحدة من أكبر هزائمه في اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وكالة مهر للأنباء- قسم الشؤون الدولية: بدأت حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، وبعد حوالي 15 شهراً، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومن بين أهم القضايا التي تم الاتفاق عليها بين حماس وتل أبيب هو انسحاب جيش الكيان الصهيوني من المعابر الحدودية في فيلادلفيا ونتساريم، الواقعة على حدود غزة والأراضي المحتلة.

محور فيلادلفيا

معبر فيلادلفيا هو شريط يمتد بطول حوالي 9 أميال (14 كيلومتر) وعرض 100 متر على طول الحدود بين غزة ومصر عند معبر رفح. بعد خروج الصهاينة من غزة، تم تحديد هذه المنطقة في عام 2005 كممر حدودي غير عسكري يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى معبر كرم شالوم. وفقًا لاتفاقية عام 1979، تم السماح لتل أبيب بنشر قوات مسلحة محدودة تشمل أربع كتائب مشاة، بالإضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية، إلى جانب مراقبين من الأمم المتحدة في هذا الممر. وكان الهدف المعلن لهذه القوات هو منع دخول الأسلحة إلى غزة عبر مصر.

بعد انسحاب الكيان المحتل من غزة في عام 2005، أصبح هذا الممر تحت سيطرة مصر والسلطة الفلسطينية. ويشير المصريون إلى هذه المنطقة باسم "ممر صلاح الدين". في عام 2007، عندما استولت حماس على غزة، انتهت الإدارة المشتركة لهذه المنطقة.

بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب الأخيرة على غزة، وفي يناير 2024، أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان المحتل، عن إعادة احتلال هذه المنطقة، قائلاً: "يجب أن يكون التحكم في فيلادلفيا بيدنا. أي ترتيب آخر لا يمكن أن يضمن نزع السلاح." في مايو 2023، استحوذ الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وممر فيلادلفيا، وبعد فترة قصيرة، استولى الصهاينة أيضًا على الجزء الفلسطيني من هذا الممر.

محور نتساريم

يمتد معبر نتساريم بطول 6 كيلومترات ويعبر وسط غزة. تم إنشاء هذا الممر خلال الحرب الأخيرة بواسطة الجيش الصهيوني، ويمتد من حدود الأراضي المحتلة إلى مدينة غزة وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط. سُمي هذا الممر نسبةً إلى نتساريم، إحدى المستوطنات الصهيونية غير القانونية. يعتقد البعض أن هذه التسمية تشير إلى أن القادة المتطرفين في تل أبيب يسعون لإعادة إنشاء مستوطنات غير قانونية في هذه المنطقة.

أنشأ الصهاينة عدة قواعد عسكرية في هذا الممر، تُستخدم لمراقبة والسيطرة على الفلسطينيين بين شمال وجنوب غزة. وقد حدد الجيش الصهيوني نقطتي الوصول إلى هذا الممر كمناطق محظورة، وهدد باستهداف الأفراد الذين يدخلون المنطقة المحيطة بطريق "صلاح الدين" في وسط غزة وطريق "الرشيد" الساحلي. تُعتبر هذه المنطقة ممرًا للنازحين المدنيين الفلسطينيين.

وأظهرت بيانات نُشرت مؤخرًا في صحيفة هآرتس أن الجنود الصهاينة قاموا مرارًا بعمليات قتل عشوائية للفلسطينيين في هذا المحور دون أي تأكيد لهويتهم أو انتمائهم.

عواقب حرب غزة على الكيان: من الانهيار الداخلي إلى الفضيحة العالمية

نهج الكيان الصهيوني تجاه المعابر

بعد احتلال هذين الممرين، أعلن نتنياهو أن النظام سيحتفظ بالسيطرة العسكرية على كلا الممرين بالإضافة إلى معبر رفح، وسيضيف هذه المطالب إلى مفاوضات وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، قال: "لن يخرج (الكيان) الإسرائيلي تحت أي ظرف من الظروف من فيلادلفيا و نتساريم."

ومع ذلك، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير، بدأت قوات الكيان الصهيوني في تاريخ 22 من الشهر الجاري وقف إطلاق النار بالانسحاب من غزة. وبناءً على ذلك، سيتراجع الصهاينة من وسط قطاع غزة، وخاصة من محور نتساريم، إلى منطقة قريبة من الحدود، وسيقومون بإزالة المنشآت العسكرية بالكامل. وقد أعلن جيش الاحتلال أنه سيخرج معظم قواته من هنا بشكل تدريجي، مع بقاء عدد قليل من الجنود في هذه المنطقة.

في النهاية، بعد الإفراج عن آخر أسير في اليوم 42 من وقف إطلاق النار، سيكمل المحتلون انسحابهم، بحيث يخرجون من محور فيلادلفيا في غضون 50 يومًا كحد أقصى. ويشمل هذا الانسحاب بشكل أساسي اللواء 99 من الجيش الصهيوني، الذي يتواجد حاليًا في هذا المحور.

ما هي الهزائم التي تكبدها الصهاينة في اتفاق وقف إطلاق النار؟

1. الهزيمة الأهم لتل أبيب هي فشلها في سياسة احتلال غزة: يرى الدكتور سامي العريان، مدير مركز الإسلام والشؤون العالمية في جامعة زعيم بإسطنبول، أن الصهاينة حاولوا خلال هذه الفترة السيطرة على غزة دون احتلال جميع أجزائها، لكنهم لم ينجحوا. وقد تعهد الصهاينة بالانسحاب من ممرات فيلادلفيا ونتساريم، مما يعد أكبر فضيحة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، الذي كان قد صرح بأنه لن يخرج من هذين المحورين.

2. الهزيمة الأخرى لتل أبيب هي فشلها في "استراتيجية الضغط العسكري المستمر حتى النصر الكامل": فقد أعلن قادة الكيان المحتل منذ بداية الحرب، وخاصة بعد أكتوبر 2024، بوضوح أن جهودهم كانت تستند إلى إنشاء "ضغط عسكري مستمر حتى النصر الكامل."

3. الهزيمة الثالثة للكيان الصهيوني كانت في فصل الأجزاء الشمالية والجنوبية من غزة عن بعضها: في الواقع، بذلت تل أبيب في الأشهر الأخيرة من الحرب كل جهدها لتحقيق هذا الهدف، خاصة من خلال حصار شمال غزة وتجويع ما تبقى من السكان، على أمل إجبار حماس على الاستسلام. كما استهدف الجيش الصهيوني عدة مرات مخيم جباليا للاجئين بالقصف، وزاد من هجماته على بيت لاهيا وبيت حانون. ومع كل ذلك، فشل الصهاينة في تحقيق هذا الهدف أيضاً.

النتيجة

تعتبر إحدى النقاط المهمة في اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والكيان الصهيوني هي انسحاب الاحتلال من ممر فيلادلفيا على حدود رفح ومحور نتساريم، الذي يقسم غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي. وقد أصر نتنياهو في المفاوضات السابقة لوقف إطلاق النار على تثبيت موقع الصهاينة في هذه المناطق، حتى أنه كان معارضًا لقرار الأمم المتحدة بشأن الانسحاب من غزة. ومع ذلك، في الاتفاق الجديد، وافق على هذا الأمر.

إن تحقيق الانسحاب من هذين المحورين يُعتبر من أكبر الهزائم التي تكبدها هذا الكيان، ومن بين هذه الهزائم يمكن الإشارة إلى الفشل في احتلال غزة، الفشل في استراتيجية النصر الكامل على حماس، وكذلك الفشل في فصل شمال وجنوب غزة عن بعضهما.

/انتهى/

رمز الخبر 1953467

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha