١٧‏/٠٢‏/٢٠٢٥، ١:٢٦ م

في ذكراها السنوية...إنتفاضة "29 بهمن" صفحة من صفحات الشجاعة لأهالي تبريز في تاريخ الثورة الاسلامية

في ذكراها السنوية...إنتفاضة "29 بهمن" صفحة من صفحات الشجاعة لأهالي تبريز في تاريخ الثورة الاسلامية

تزامنًا مع اليوم الأربعين لمجزرة "قم" على يد نظام الشاه في عام 1978، قام أهالي مدينة تبريز في 29 بهمن الموافق 18 فبرایر من نفس العام بتنظيم مظاهرة كبيرة، حيث أحيوا ذكرى شهداء انتفاضة قم وأعلنوا احتجاجهم على نظام الشاه.

وكالة مهر للأنباء: في19" دي" الموافق لـ 9 ینایر 1978، خرج أهالي وطلاب مدينة قم في مظاهرات احتجاجًا على نشر مقال بعنوان "إيران والاستعمار الأحمر والأسود" في صحيفة "اطلاعات"، الذي تضمن بعض العبارات المسيئة ضد الإمام الخميني (قدس سره).

بدأت هذه الاحتجاجات في 8 ینایر واستمرت حتى 10 ینایر، وبلغت ذروتها في 9 ینایر. اعتُبرت انتفاضة "19 دي" بداية لسلسلة من الحركات الاحتجاجية ضد نظام الشاه، حيث أدى استمرار هذه الانتفاضة من قبل أهالي تبريز إلى انتصار الثورة الإسلامية.

وفقًا لتقارير السافاك(جهاز التعذيب والاستخبارات للشاه)، كان عدد المتظاهرين في تبريز حوالي 10 آلاف شخص. وفي 20 دي، أفادت صحيفة اطلاعات بأن عدد الشهداء كان 6 وعدد الجرحى 9، لكن وفقًا لمصادر موثوقة، كان عدد شهداء هذه الحادثة أكثر من 10.

في ذكراها السنوية...إنتفاضة "29 بهمن" صفحة من صفحات الشجاعة لأهالي تبريز في تاريخ الثورة الاسلامية

رواية شهود عيان عن الانتفاضة

يقول علي أكبري، أحد شهود العيان على انتفاضة 18 فبراير/ 29 بهمن، في حديثه مع مراسل مهر: "في اليوم الذي سبق 29 بهمن، كانت هناك منشورات تتداول بين الناس تُعلن عن إقامة عزاء عام بمناسبة اليوم الأربعين لاستشهاد أهل قم."

وأضاف: "في 29 بهمن، كنا نتوجه نحو المسجد الذي تم اختياره مسبقًا، معتقدين أننا ذاهبون إلى برنامج تأبيني، لكن مع تصاعد الاشتباكات، بدأ الناس من شارع "شهناز" بإحراق دراجة شرطة ومطاعم ودور سينما في طريقهم نحو حديقة فجر."

وأضاف أكبري عن أن "29 بهمن كان يومًا يسود فيه الصمت في جميع أنحاء البلاد، ومن اليوم التالي بدأت الأخبار تنتشر تدريجيًا في مختلف أنحاء البلاد."

حتى أحداث 29 بهمن، لم يكن أحد في تبريز قد هتف بشعار "الموت للشاه"

"خالد أروجعلي بور"، المراسل السابق لراديو تبريز، قال في حديثه مع مراسل مهر: "في اليوم الذي بدأت فيه الاحتجاجات في تبريز، اتصل بي المسؤول عن الأخبار في الراديو وطلب مني تغطية الحدث. حوالي الساعة 10 ذهبت إلى مسجد "قزلي" في تبريز، حيث شهدت حضور حشد هائل من الناس، كانوا يتوافدون من كل الاتجاهات نحو المسجد. بعد حوالي نصف ساعة من وجودي هناك، جاء ضابط وطلب من الناس الابتعاد عن المكان، وكان رد فعله على الحشد الذي حاول إقناعه بعبارة 'اغلقوا هذا الإسطبل."

وأضاف: "شخص يدعى "تجلا" التقط قطعة من الطوب وضرب بها رأس الضابط، وبعد الاشتباك بين "تجلا" والضابط، هتف الناس للمرة الأولى بشعار 'الموت للشاه'. حتى حادثة 29 بهمن، لم يكن أحد في تبريز قد هتف بهذا الشعار. كانت الاحتجاجات العفوية في 29 بهمن بداية للاحتجاجات الصريحة من قبل الناس ضد النظام الملكي."

الرقابة على انتفاضة "29 بهمن" من قبل وسائل إعلام نظام الشاه

واصل مراسل راديو تبريز في ذلك الوقت حديثه قائلاً: "في ذلك اليوم، كتبت كل ما شهدته وسلمته للمسؤول عن الأخبار، لكن بسبب الرقابة، لم يتم بثه."

وأضاف: "نظرًا لعدم بث خبر هذه الحادثة من وسائل الإعلام الوطنية، توجه الناس إلى وسائل الإعلام الأجنبية لفهم أسباب هذه الحادثة."

وكان نص الخبر الذي تم بثه من وسائل الإعلام الأجنبية كالتالي: "هنا لندن، في مساء الثامن عشر من فبراير 1978، تستمعون إلى صوتنا من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). اليوم، قام أهل تبريز بالتظاهر و إحداث الفوضى حول السوق إحياءً لذكرى الأربعين من شهداء مدينة قم. ووفقًا لشهود عيان، تم إحراق عدة فنادق ودور سينما ومركبات تابعة للشرطة من قبل الناس."

ومن الجدير بالذكر أن الجيش أنهى هذه الأحداث بعد فرض حظر التجول ووجوده في الشوارع. لم ترد الحكومة الملكية الإيرانية بعد على هذه التظاهرات، لكن الامام الخميني أصدر بيانًا دعم فيه هذه الاحتجاجات موجهًا إلى أهل تبريز.

بيان الإمام خميني (قدس سره) الموجه إلى أهل تبريز

في رسالته، أشار الإمام خميني (قدس سره) إلى تديُّن وشجاعة وغيرة أهل تبريز، مشيدًا بعملهم الثوري في 29 بهمن، ومشيرًا إلى خيانات وجرائم نظام الشاه، معربًا عن أمله في النصر النهائي بفضل انتفاضة الشعب الإيراني.

ومع استمرار الأخبار من الشبكات الأجنبية، كانت أول ردود الفعل من إذاعة الشاه حول أحداث تبريز كالتالي: "في تظاهرات 29 بهمن في تبريز، التي استمرت حتى المساء، انطلق المتظاهرون في شوارع "بهلوي" و"فردوسي" و"شهناز" ودوار "باغ كلستان" والأمم المتحدة و"أمين" و"كوروش" و"شاه بختي" و"شابور" و"دارايي" و"شمس تبريزي" وغيرها من مناطق المدينة. كما أفادت التقارير بأن 18 شخصًا لقوا حتفهم في تظاهرات الأمس، وتم إدخال 60 من المصابين إلى مستشفيات تبريز. ووفقًا للمعلومات المتاحة، تم اعتقال حوالي 650 شخصًا حتى الآن في هذا السياق."

كما قال أكبري، شاهد العيان، في حديثه: "في يوم الأحد، خرجنا إلى الشارع للتحقق من الأحداث، وكنا نسير مع أحد أصدقائي ونتحدث عن حادثة الأمس، عندما فجأة أمسك بنا شخص وأخذنا إلى مركز الشرطة بتهمة أننا كنا نشارك في أحداث 29 بهمن."

في ذكراها السنوية...إنتفاضة "29 بهمن" صفحة من صفحات الشجاعة لأهالي تبريز في تاريخ الثورة الاسلامية

محافظ تبريز في ذلك الوقت قال إن هؤلاء الناس كانوا أجانب!

روى أروجعلي بور تفاصيل عينية أخرى، مضيفًا: "أشار آزموده، محافظ أذربيجان الشرقية في ذلك الوقت، في اجتماع حول حادثة 29 بهمن إلى أن هؤلاء الناس الذين رأيتموهم لم يكونوا من أذربيجان، ولم يكونوا تبريزيين."

وفي تلك الأيام، أعلنت الإذاعة في رد فعل آخر: "في جلسة اليوم لمجلس الشورى الوطني، وفي أعقاب كلمات النواب حول أحداث تبريز، قال هلاكو، وزير الشؤون البرلمانية، في تصريحاته: 'في مدينة تبريز، كان هناك بلطجية، وأقول بصراحة، مرتزقة أجانب لا نعرف من أي حدود دخلوا إيران، وقد ارتكبوا أفعالًا مشابهة لما كانت تنوي القيام به جيوش موعودة، مما أدى إلى حدوث فظائع في مدينة تبريز، وألحقوا الضرر بالمراكز الثقافية، والجمعيات الخيرية، وكل ما كان مخصصًا لخدمة عموم الناس.'"

كانت انتفاضة 29 بهمن من أهالي تبريز في عام 1356 دافعًا للاحتجاجات ضد نظام الشاه، واستمرت التظاهرات في الأيام التي تلت هذه الحادثة في تبريز ومدن أخرى في إيران، مما أدى إلى توسيع نطاق الاحتجاجات وفي النهاية إلى انتصار الثورة الإسلامية في "بهمن 1357".

/انتهى/

رمز الخبر 1954484

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha