٢١‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ١٠:١٩ ص

قائد الثورة: الامريكيون والآخرون سيتلقون صفعة قوية اذا ارتكبوا عملا خبيثا ضد إيران

قائد الثورة: الامريكيون والآخرون سيتلقون صفعة قوية اذا ارتكبوا عملا خبيثا ضد إيران

استقبل قائد الثورة الاسلامية، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي اليوم الجمعة حشدا من الشعب الايراني وعددا من المسؤولين بمناسبة عيد النوروز وحلول العام الشمسي الجديد.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، شرائح مختلفة من المواطنين وجمعا من المسؤولين في حسينية "الإمام الخميني (رض)" بمناسبة عيد النوروز صباح الیوم الجمعة.

وقال سماحة قائد الثورة الاسلامية خلال كلمة له في هذا اللقاء التي تم بثها على الهواء مباشرا: "يعتبر الشعب الإيراني عيد النوروز عيدًا معنويا"، مضيفا: "إن الصلاة مؤثرة في الحياة الشخصية والأعمال العظيمة".

وأوصي الناشطين الثقافيين بالاهتمام بدراسة وتدريس نهج البلاغة هذا العام، وقال: "لا تفوّتوا فرصة الدعاء والتضرع في هذه الليالي، حيث ان الشباب، يمكنهم بقلب واحد، ودعاء واحد، وإخلاص واحد، تغيير مصير حياتهم، بل ومصير أمة بأكملها",

وصف قائد الثورة سلوك الأنبياء في مواجهة الصعاب بـ"التوبة والدعاء والصبر"، وأضاف: "لقد جعل الله استجابة دعاء النبي موسى مشروطة بالصبر والأمل. وأخيرًا، رأى بنو إسرائيل، الذين سئموا من اضطهاد الفراعنة المستمر ودفعوا أموالًا طائلة، هلاكهم بأم أعينهم".

وفي إشارة إلى التكاليف المستمرة لجبهة الحق في الصراع ضد جبهة الباطل، أضاف آية الله الخامنئي: "يجب أن ننظر إلى أحداث عام 1403 بهذا الشكل: في الصراع بين الحق والباطل، فإن النصر يكون بالتأكيد مع جبهة الحق، ولكن في هذا الطريق يجب دفع ثمن، كما كانت هذه السنة الإلهية سائدة أيضاً في الدفاع المقدس".

وأشار سماحته إلى فقدان شخصيات إيرانية ولبنانية عظيمة في أحداث العام الماضي، واعتبر أن الغاية النهائية لتحمل هذه الأحداث المريرة و"الصمود والاستعانة بالله" هي هزيمة الأعداء، وخاصة الكيان الصهيوني الفاسد والخبيث والشرير، وأكد: "في العام الصعب 1403، تجلت القوة الروحية والصبر والشجاعة والبسالة للشعب بشكل لامع".

واعتبر أنه من الضروري فهم خصائص وهوية الأمة داخل البلاد أيضًا، مضيفًا: إن التواجد في محيط من المشاكل الاقتصادية والمعيشية يمكن أن يحبط ويخيب آمال أي شعب، لكن الأمة الإيرانية القوية والناضجة، ورغم كل المشاكل، دخلت الميدان العام الماضي ودافعت عن النظام الإسلامي".

واعتبر آية الله خامنئي الموكب الملحمي لجثمان الشهيد رئيسي، والحضور الفريد في صلاة الجمعة رغم تهديدات العدو، والحضور المتحمس في الانتخابات الرئاسية، والجنازة المؤثرة للشهيد هنية وغيره من القادة الشهداء اثر هجمات الكيان الصهيوني، كلها مظاهر قوة الأمة وروحها المعنوية، وأضاف: "كانت مسيرة 22 بهمن التاريخية تتويجا لهذه العملية، التي كشفت عن ولاء الشعب الإيراني للثورة الإسلامية واهتمامه بالجمهورية الإسلامية لجميع الطغاة والمنافقين في العالم".

ووصف قائد الثورة حادث منجم طبس ومقتل أكثر من 50 عاملاً منجمياً من بين الأحداث المريرة التي وقعت عام 1403 هـ، وأضاف بشأن عمل وجهود الشعب في مجال التنمية والازدهار والتقدم: "لم يدخر الشعب والناشطون الاقتصاديون جهداً في هذا الصدد، وخلال الأشهر القليلة الماضية تم افتتاح العديد من المشاريع الصغيرة والكبيرة والتي يجب أن تستمر وتتوسع بالطبع".

وأشار آية الله الخامنئي إلى سبب الاهتمام المتكرر بقضية الإنتاج في شعار الأعوام الأخيرة باعتباره التأثير الأساسي للإنتاج في تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد ومعيشة الناس، وشرح واجبات الشعب والسلطات الثلاث - وخاصة الحكومة - لتحقيق شعار العام الجديد وهو "الاستثمار من أجل الإنتاج".

وانتقد سماحته أولئك الذين يفكرون في الاستثمار الأجنبي عندما يسمعون عن الحاجة إلى الاستثمار في الإنتاج، وقال: "ما نعنيه هو الاستثمار المحلي وتوجيه السيولة المتاحة للشعب نحو الإنتاج، والتي للأسف اليوم يتم إنفاقها في الغالب على شراء العملات والذهب والأراضي، مما يخلق المشاكل".

واعتبر قائد الثورة أي نوع من الاستثمار الصغير أو الكبير في الإنتاج مفيداً وضرورياً، وقال: "يجب على جميع أبناء الشعب، سواء من يملكون أموالاً وموارد محدودة لإنشاء الإنتاج الصغير أو الناشطين الاقتصاديين الكبار، أن يستثمروا أموالهم في الإنتاج".

واعتبر آية الله الخامنئي تهيئة الأرضية وتسهيل استثمار المواطنين من أهم مهام الحكومة في عملية تحقيق شعار العام، وأضاف: "الاستثمار يتطلب توفير الأمن، وعلى السلطات الثلاث أن تكون فاعلة وجادة في هذا الصدد".

واعتبر قائد الثورة "منع استيراد السلع المماثلة للسلع المنتجة محليا" و"الإعلان عن سبل الاستثمار العام من خلال أقوال المسؤولين والناشطين الاقتصاديين" إجراءين ضروريين آخرين، وقال: "إن مسؤولي البلاد ملتزمون بتحسين معيشة الشعب، لكن هذا الأمر لا يتحقق إلا بإجراءات داعمة ويحتاج إلى عمل جذري، أحدها الاستثمار".

على الأميركيين أن يعلموا أنهم لن يحققوا أى شيء من خلال تهديد إيران

وفي جزء آخر من خطابه، أشار سماحة قائد الثورة الاسلامية إلى بعض النقاط بشأن التصريحات العديدة التي أدلى بها المسؤولون الأميركيون، وأكد أنه على الأميركيين أن يعلموا أنهم لن يصلوا إلى شيء من خلال تهديد إيران، قائلاً: "عليهم وعلى الآخرين أن يعلموا أنه إذا قاموا بأي عمل خبيث تجاه الأمة الإيرانية فسوف يتلقون صفعة قوية".

كما وصف تفسير السياسيين الأميركيين والأوروبيين لمراكز المقاومة بأنها قوات بالوكالة لإيران بأنه خطأ كبير وإهانة لهذه المجموعات، مضيفاً: "ماذا يعني بالوكالة؟ إن الشعب اليمني ومراكز المقاومة في المنطقة لديهم دافع داخلي للوقوف في وجه الصهاينة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تحتاج إلى وكيل، ورأينا ورأيهم واضح".

وأشار آية الله الخامنئي إلى الكراهية العامة للشعوب تجاه جرائم الكيان الصهيوني الظالم، واعتبر لغة التهديدات ضد الأمة الإيرانية العظيمة عقيمة وهزيلة، وأضاف: "إن الشعوب ومراكز جبهة المقاومة، بما في ذلك شعوب فلسطين ولبنان واليمن، منخرطة في مقاومة الكيان الصهيوني الفاسد والشيطاني بدوافع داخلية وإيمانية".

واعتبر قائد الثورة الإسلامية الصمود والمقاومة في وجه شرور وظلم الكيان الصهيوني قضية متجذرة في المنطقة، مضيفا: "في بداية اغتصاب فلسطين، كانت اليمن من بين الدول التي كانت في الخطوط الأمامية ضد الظلم، وكان حاكم اليمن في ذلك الوقت يعارض اغتصاب فلسطين من خلال المشاركة في المجتمع الدولي".

وفي إشارة إلى اتساع الاحتجاجات ضد جرائم الكيان الصهيوني الغاشم لدى الشعوب غير الإسلامية والمظاهرات الشعبية والطلابية في أميركا والدول الأوروبية، قال آية الله الخامنئي: "إن ساسة الغرب لا يريدون رؤية هذه الحقائق وفهم مواقف شعوبهم. ولذلك يلجأون إلى إجراءات مثل قطع التمويل عن جامعة تظاهر طلابها لصالح فلسطين، وهو ما يشكل بطبيعة الحال مظهراً من مظاهر مطالبهم بشأن التدفق الحر للمعلومات والليبرالية وحقوق الإنسان".

وأكد سماحته على معارضة الشعوب لشرور الكيان الصهيوني ومقاومتها ضده بكل الطرق الممكنة، وأضاف: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف بحزم ضد هذه الشرور وأعلنت بوضوح مواقفها وطرقها المعتادة وهي دعم المناضلين الفلسطينيين واللبنانيين المدافعين عن بلادهم".

وأكد قائد الثورة الإسلامية مرة أخرى ردا على تهديدات أعداء إيران: "اننا لم ولن نبدأ أبدا بالمواجهة والصراع مع هذا أو ذاك، ولكن إذا بدأ أحد صراعا بخبث فعليه أن يعلم أنه سيتلقى صفعات قوية".

/انتهى/

رمز الخبر 1955764

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha