وأفادت وكالة مهر للأنباء، تقرير فاطمه سعادتیاننیك، أن تزامناً مع ذكرى مولد الإمام الرضا (ع)، يتألق ضريح مشهد المقدس كجوهرة لامعة في قلب المدينة. إن الحشود في باحات وأروقة المقام، وأصوات الأدعية والصلاوات ودموع فرح الزوار، كل هنا يستبشر بقضاء يوم مختلف فر رحاب العتبة الرضوية المقدسة هنا لم يعد معنى للجغرافي التي تلاشت وأياها الحدود لقد جاء الجميع، من المدن والقرى الصغيرة والكبيرة في إيران ومن البلدان المجاورة. جمع من كل الأولوان والاجانب جمعهم حب الإمام الرضا عليه السلام.
من سفر بعيد للقاء عن قرب
في زاوية من باحة المسجد الرضوي الكبير، أتحدث مع رجل في منتصف العمر، وجهه مزيج من التعب من الرحلة والفرح بالزيارة. اسمه الحاج علي، وهو من دزفول، ويقول: خرجنا في الليلة التي سبقت الولادة. لقد كنا على الطريق لمدة 17 ساعة. لقد جئت مع عائلتي وحفيدي. أنا آتي كل عام للاحتفال بعيد ميلاد المعلم، ولكن هذا العام له جو خاص.
يبدو أن كل القلوب تنبض لنفس الشيء. وبجانبه زوجته تردد الذكر والدموع في عينيها. أسأله ما هو الدعاء الذي دعوتي به؟ تضحك وتقول: "لقد دعوت من أجل صحة جميع أطفالي". ولكي يكون الإمام الرضا شفيعاً لنا.
من هرات إلى مشهد؛ حب مشترك
وعلى بعد خطوات قليلة، هناك شاب بتحدث الفارسية بلهجة جميلة. يقدم نفسه باسم عبد الخالق، من هرات، أفغانستان. ويقول: "هذه ليست المرة الأولى التي آتي فيها إلى مشهد". لكن ميلاد الإمام الرضا له اجواء وشعور مختلف. لقد تحركنا من افغانسات منذ بداية الاسبوع الماضي. وكان والداي وأخواتي معي أيضا. عندما آتي إلى هنا، أشعر وكأن هذا هو موطني.
أسأله عن رحلته. فأجاب مبتسماً: "الرحلة طويلة، لكن شغف الزيارة يجعل كل الصعوبات سهلة". ونحن في أفغانستان أيضا نحب الإمام الرضا كثيرًا. يحلم العديد من الأشخاص بالوصول إلى مشهد في وقت ما.
مراسم الاحياء الليلية في الصحون؛ الروحانية التي لا نهاية لها
في صحن الثورة، مجموعة من الشباب يجلسون ويستمعون إلى كلمات التأبين. ويقول أحدهم، محمد من أردبيل: "نحن هنا منذ الليلة الماضية". لم ننام على الإطلاق. كان هناك الكثير من الإثارة والحماس. لقد قرر أنا وأصدقائي الاحتفال بعيد ميلادنا هنا هذا العام. لقد صلينا واستمعنا إلى كلمات التأبين. وكأن الزمن لا يمر هنا.
ويتابع صديقه علي: "في كل مرة آتي فيها إلى المقام أشعر بالسلام". لكن ميلاد الإمام الرضا مختلف. لقد أصبحنا جميعًا إخوة. لا يوجد أحد غريب.
موائد الرحمة ونذورات
في الشوارع المؤدية إلى مرقد الإمام الرضا (ع)، يمكن رؤية طاولات النذور المليئة بالطعام والشراب. كانت أصوات فرحة الأطفال ورائحة الطعام تملأ الاجواء. ويقول السيد كريمي، أحد موزعي النذورات: "هذا أقل ما يمكننا فعله". في كل عام، نقدم النذورات بنية ان تنعم العائلة بالصحة وحل مشاكل الناس.
وتضيف أم تقف مع أطفالها الثلاثة: "أطفالي سعداء منذ الليلة الماضية". يقولون أن الإمام الرضا يرسل لهم الهدايا. كل شيء هنا له لون ورائحة الحب.
/انتهى/
تعليقك