١٧‏/١٢‏/٢٠٢٥، ١١:٠٦ ص

عراقجي: الدبلوماسية أولويتنا لكننا مستعدون أيضاً لأي ظرف آخر...لا يوجد حل عسكري للقضية النووية

عراقجي: الدبلوماسية أولويتنا لكننا مستعدون أيضاً لأي ظرف آخر...لا يوجد حل عسكري للقضية النووية

أكد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، أن القضية النووية الإيرانية لا حل عسكريا لها، وقال: "الدبلوماسية هي أولويتنا، لكننا مستعدون أيضاً لأي ظرف آخر. وكما أظهرنا في الحرب السابقة، فنحن على أتم الاستعداد للدفاع عن وطننا".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال عراقجي في حوار مع قناة الجزيرة: نسمع كثيراً أن الكيان الإسرائيلي قد يهاجم مجدداً. لدي نقطتان أود توضيحهما. أحد الأسباب هو أن الحرب النفسية جزء لا يتجزأ من الحرب الحقيقية، ويبدو أنهم يعملون حاليًا على ممارستها، وينشرون الخوف والفتنة في البلاد، وهو ما يُعدّ جزءًا من الحرب الأوسع التي يسعون لشنّها ضد إيران.

واضاف: شعبنا معتاد على هذه الحرب النفسية. ربما دأب الأمريكيون والإسرائيليون على توجيه هذه التهديدات لسنوات. لطالما صرّحت الولايات المتحدة بأن جميع الخيارات مطروحة، بما فيها الخيار العسكري، لذا كان الهدف الأساسي هو إثارة الفتنة وبثّ الخوف في المجتمع، وهذا ما يحدث الآن.

وتابع: لا يعني هذا، بالطبع، أننا نتجاهل احتمال الحرب، نعم، كان احتمال الحرب قائمًا دائمًا ولا يزال قائمًا، لكن كلاً من الأمريكيين والكيان الإسرائيلي يدركان أن الحرب الأخيرة، حرب الأيام الاثني عشر، كانت تجربة فاشلة لهم. في الواقع، فشلوا في تحقيق أهدافهم، وإذا كرّروا تجربة ما، سيحصلون على النتيجة نفسها.

*قواتنا المسلحة وشعبنا جاهزون للدفاع عن الوطن في أيّ ظرف

وقال عراقجي: نحن على أتمّ الاستعداد، وقواتنا المسلحة وشعبنا جاهزون للدفاع عن الوطن في أيّ ظرف. هذا لا يعني أننا نرغب في الحرب. بل نسعى جاهدين لحل القضايا عبر القنوات الدبلوماسية. هذا ما حاولت فعله في نيويورك، حيث أتاحت الفرصة للدبلوماسية، لكن الدول الأوروبية والولايات المتحدة كانت قد حسمت أمرها بشأن آلية إعادة فرض العقوبات، وفرضت مطالب مفرطة.

واضاف: ندرس جميع الاحتمالات، ولدى قواتنا الأمنية تقييماتها الخاصة التي تُبلغ بها السلطات المختصة، وبناءً على هذه التقييمات، نكون على أهبة الاستعداد لأي موقف. لكنني أرى أنه من غير المنطقي تكرار تجربة فاشلة.

واردف: بالطبع، نحن نواجه أعداءً لا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة. ما حدث في غزة أمام أعين العالم أجمع أظهر أننا نواجه من لا يعترفون بأي حدود لجرائمهم، ولذلك نحن على أتم الاستعداد، وفي الوقت نفسه لم نغلق أبواب الدبلوماسية أمام أي فرصة. هناك أيضًا أساس للدبلوماسية، لكننا مستعدون لأي ظرف.

واكد اننا نقف في وجههم كما وقفنا في وجه أمريكا وإسرائيل سابقًا. في المرة السابقة، حشدوا أكبر قاذفاتهم، وحلّقوا بأحدث طائراتهم المقاتلة، واستخدموا أقوى قنابلهم لمهاجمة المنشآت تحت الأرض، لكن دون جدوى.

* لا يوجد حل عسكري للقضية النووية الإيرانية

واضاف: لا يوجد حل عسكري للقضية النووية الإيرانية. قد تُدمر المباني وتُلحق الضرر بالمعدات، لكن التكنولوجيا لا تُدمر بالقنابل والهجمات العسكرية. لا يمكن محو المعرفة من العقول بالقنابل. حتى لو اغتيل عدد من العلماء، سيظل هناك آخرون يواصلون تطوير التكنولوجيا. والأهم من ذلك، أن إرادة أي أمة لا تُقهر بالقصف. لذلك، فإن الهجمات العسكرية، مهما بلغت ضخامتها ونفذتها قوة عظمى، لن تحل المشكلة على أرض الواقع. هذه هي التجربة التي خاضوها. هددوا لسنوات طويلة ومن م نفذوا هجومًا عسكريًا ، لكنهم لم يحققوا النتائج المرجوة.

وقال عراقجي: قبل الهجوم العسكري، فرضوا عقوبات على الشعب الإيراني لسنوات طويلة، ولم تُحل أي مشكلة. لا يوجد حلٌّ للمشاكل القائمة سوى حلٍّ تفاوضي ودبلوماسي، وهذا هو المسار الذي سيضطرون في نهاية المطاف إلى اتباعه.

* تضررت منشآتنا النووية بصورة جادة جراء الغارات الجوية

وتابع وزير الخارجية الايراني: لقد تضررت منشآتنا النووية بصورة جادة جراء الغارات الجوية، ودُمر الكثير من معداتنا فيها. هذا صحيحٌ تمامًا، لكن المعرفة والتكنولوجيا لم تُدمر. لم تُدمر إرادة الشعب الإيراني. ما قاله قائد الثورة صحيحٌ تمامًا، وهو أن التكنولوجيا النووية الإيرانية ليست مستوردة واذا دُمرت بالقصف، فسنخرج خالي الوفاض. بل هي نتاج المعرفة وجهود العلماء الإيرانيين، ويمكن إنتاجها من جديد. لذلك، لم يُدمر البرنامج النووي الإيراني، لكن نعم، نجحت أمريكا في مهاجمة منشآت نووية، وتضررت منشآتنا بصورة جادة.

واكد اننا لم نهاجم قطر، بل هاجمنا القاعدة الأمريكية فيها، واضاف: إذا نشبت حرب بيننا وبين أمريكا، وهاجمت أمريكا منشآتنا النووية، فعلينا أن نتوقع بالتأكيد أن نهاجم قواعدها العسكرية أيضًا، بغض النظر عن موقعها. نعيش في علاقات صداقة مثالية مع الدول المجاورة، ولا توجد لدينا أي مشاكل مع قطر أو غيرها من دول المنطقة، ولكن للأسف، توجد قواعد أمريكية على أراضي بعض الدول. لذا لو حدثت الحرب مع أمريكا، سيكون هجومنا على القواعد الأمريكية.

وقال عراقجي: بالطبع، آمل ألا يحدث هذا. أدرك الأمريكيون سريعًا ضرورة إنهاء هذه الحرب، ولكنني أؤمن، بصفتي مشاركًا في المفاوضات النووية على مدى العشرين عامًا الماضية، وشخصًا ساهم في دفعها وتنفيذها، والآن بصفتي وزيرًا للخارجية الإيرانية، أن التوصل إلى حل سلمي أمر ممكن تمامًا، شريطة أن يحترم الطرفان حقوق بعضهما البعض وأن يكونا على استعداد للتوصل إلى اتفاق قائم على المصالح المشتركة. إذا أراد أحد تجاهل حقوق الشعب الإيراني، فمن الطبيعي ألا نتمكن من التوصل إلى اتفاق.

*النصيحة للرئيس الأمريكي هي العودة إلى الدبلوماسية

واضاف: نصيحتي للرئيس الأمريكي هي العودة إلى الدبلوماسية والبحث عن حل تفاوضي، وهو أمر أؤمن بإمكانية تحقيقه.

وتابع: عندما هاجمت إيران القاعدة الأمريكية في قطر، توجه وزراء خارجية دول مجلس التعاون إلى الدوحة للتعبير عن تضامنهم مع قطر، وأعدوا بيانًا هناك. اتصلتُ بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الست، وطلبتُ منهم كتابة اسمي في أسفل ذلك البيان. إيران أيضًا تعلن تضامنها مع قطر. لماذا؟ لأننا لا نواجه أي مشكلة مع قطر، ولم يكن هجومنا موجهًا ضدها. كان هجومنا على قاعدة أمريكية، وللأسف كانت في قطر.

واردف: لم نثق قط بأمريكا كمفاوض نزيه، فأمريكا لم تكن صادقة في أي شيء، وبرأيي لا يمكن لأحد أن يثق بها، لكن هذا لا يمنعنا من تجربة الدبلوماسية. تفاوضنا مع أمريكا في الجولة السابقة وسط حالة من عدم اليقين التام، ولكن الحقيقة هي أننا فقدنا ثقتنا تدريجياً في أي مفاوضات معها.

واضاف: نعم، لا توجد ثقة في التفاوض مع أمريكا، وقد استخدم قائد الثورة مؤخراً عبارة أن التفاوض معها وصل إلى طريق مسدود. مع ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كدولة تؤمن بالدبلوماسية والحلول السلمية، كانت دائماً على استعداد للتفاوض، وراية الدبلوماسية مرفوعة دائماً. متى شعرنا أن الأطراف المتنازعة مستعدة للتفاوض من موقف متكافئ وعلى أساس الاحترام والمصالح المشتركة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستجيب.

وحول الإجراء الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث في مجلس الأمن لاعادة فرض العقوبات على ايران ، قال: أعتقد أن هذا كان ضربةً للدبلوماسية لأنه لم يحل المشكلة الأساسية، بل زادها تعقيدًا وصعوبة. لطالما قارنتُ الأمر بالهجوم العسكري الأمريكي، فكما أن الهجوم لم يحل المشكلة بل زادها تعقيدًا، فإن العقوبات الإضافية، بما فيها الإجراء الأخير في مجلس الأمن، لها أثرٌ مماثل، فهي لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيدًا وصعوبة. والحقيقة أن الدول الأوروبية الثلاث، بإجراءاتها، صعّبت مسار الدبلوماسية، وكما ذكرتُ، فقد وجّهت ضربةً للدبلوماسية لا أظن أنها تستطيع التعويض عنها بسهولة.

وقال: يعتقد كثيرون في إيران أن عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحصولها على معلومات من المنشآت النووية الإيرانية، أدّت إلى تسريب معلومات قيّمة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، ما نتج عنه الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وهم يُحمّلون مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولية تسريب هذه المعلومات. بعد العملية العسكرية، أُجبرنا على وقف التعاون مع الوكالة. لماذا نستمر في هذا التعاون إلى حين التوصل إلى آلية جديدة وإطار عمل جديد؟ لأن الهجوم على المنشآت النووية كان عملاً غير مسبوق على الإطلاق، ولم يكن هناك بروتوكول مُعتمد لتفتيش المنشآت النووية المُستهدفة بالقصف.

وتابع عراقجي: تحدثتُ مع السيد غروسي، واتفقنا على وضع إطار عمل جديد في هذا الشأن. وعُقدت مفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي النهاية، تم إعداد هذا الإطار وتوقيعه بيني وبين السيد غروسي في القاهرة، وكان ذلك بمثابة دليل على حسن نية إيران واستعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستمرارها في العمل على المسار الدبلوماسي. ولكن للأسف، تم تجاهل هذا العمل الإيراني تمامًا، وقامت الدول الأوروبية والولايات المتحدة في مجلس الأمن بتفعيل آلية الزناد والعودة إلى القرارات السابقة.

* لم يعد اتفاق القاهرة ساري المفعول

وقال عراقجي: لم يعد اتفاق القاهرة ساري المفعول، وعلينا إعادة النظر في تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا ما سيحدث.

ونصح وزير الخارجية الايراني الولايات المتحدة باحترام الشعب الإيراني والنظام الذي اختاره لنفسه، وقال: خلال حرب الأيام الاثني عشر الأخيرة والهجوم الأمريكي على إيران، شهد الأمريكيون وحدةً وطنيةً في إيران ودعمًا شعبيًا لبلادهم وأرضهم ونظام حكمهم. هذا ليس أمرًا يُمكن لأحدٍ أن يقرره نيابةً عن الشعب الإيراني. قبل نحو أربعين عامًا، ثار الشعب ضد نظامٍ دكتاتوريٍّ موالٍ للولايات المتحدة يخدم مصالحها، وقرر اتخاذ قراراته بنفسه وإقامة نظامٍ ديمقراطيٍّ قائمٍ على القيم الإسلامية.

*من الأفضل لاميركا احترام إرادة الشعب الإيراني

وقال: أنه من الأفضل لاميركا احترام إرادة الشعب الإيراني. أعتقد أن إيران الآن قوية بما يكفي لمواجهة جيشين نوويين وإحباط مساعيهما.

واعرب عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي كان بإمكانه الفوز بجائزة نوبل للسلام لو سلك المسار الصحيح، واضاف: يؤسفني أن ثمرة جهوده لنيل هذه الجائزة تحولت إلى هجوم عسكري على إيران. هذا أمر لا يمكن للشعب الإيراني تجاهله أو نسيانه. في المفاوضات الأخيرة في نيويورك، اقترحتُ مجدداً حلاً دبلوماسياً لهذه المشكلة، والذي لم يُقبل للأسف بسبب الطلبات المفرطة وتأثير لوبيات الضغط المختلفة.

وختم حديثه بالقول: أعتقد أن الرئيس الأمريكي كان بإمكانه الفوز (بجائزة نوبل) لو تصرف بشكل مختلف، أو ربما لم يفت الأوان بعد.

/انتهى/

رمز الخبر 1966278

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha