وأفادت وكالة مهر للأنباء أن رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب لم يكن معجباً يوماً بالاتفاق النووي. ولا ينفك يردد أن الاتفاق "أحد أسوأ الاتفاقات التي تم التفاوض عليها على الإطلاق"، وقد شغل العالم بإنه لم يعد يريد أن يصادق على التزام إيران بقواعد الاتفاق النووي وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 72 ، أعاد ترامب القول على رأيه السابق معتبراً الاتفاق النووي "الأسوأ في تاريخ اتفاقات أمريكا ومصدر إحراج لها"، واصفا الجمهورية الاسلامية الإيرانية بـأنها "تهديد كبير لإسرائيل". فيما أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوكيا أمانو مرارا وتكرارا التزام إيران بقواعد الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العالمية الست في العام 2015، في تأكيد يناقض ما تحاول الإدارة الأمريكية البناء عليه عبر الترويج لعدم امتثال طهران لما نصّ عليه الاتفاق.
وعلى خط آخر، كانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قد ادعت في خطاب أمام "معهد المؤسسة الأمريكية" عدم امتثال إيران للاتفاق من دون تأييد أي إجراء من قبل الإدارة الأمريكية، وقالت أن إدارة ترامب ترى أن الاتفاق معيب لأنه محدد زمنياً وفي صالح إيران من الأساس ولا ينهي التخصيب ومضت بزعمها في ان ايران تسعى الى تجميع المواد الانشطارية بكمية تكفي لإنتاج قنبلة نووية، بينما دافعت عن برنامج التسلح النووي الإسرائيلي، ورأت في البرنامج الإيراني سبب تدمير المنطقة.
بعد هذه المحاولات الدبلوماسية المكثفة التي يقوم بها المسؤولون الاميركيون فانهم يحاولون أن يموضعوا فكرة في أذهان المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بأن إيران تقوم بأنشطة سرية ولا تلتزم بالاتفاق النووي المبرم مع 1 + 5 ، وهو عذر من شأنه أن يذلل الطريق لواشنطن لركل الاتفاق واماتة صوت الاحتجاج لشركائها الأوروبيين.
وقد حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيدريكا موغريني" في لقاء مع قناة البي بي سي من أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي يظهرها كمفاوض غير قابل للثقة في المجتمع الدولي وقالت أن الخروج المحتمل لدونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، يمكن أن يثير شكوك جميع الدول حول المفاوضات مع واشنطن وانها لا يمكن الاعتماد عليها.
وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع المنسق الرئيسي لسياسة العقوبات في إدارة أوباما وعضو الفريق الذي تفاوض على الاتفاق النووي "ريتشارد نيفو " وقد جاء الحوار معه كالتالي:
س: إذا انتهك الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة العمل المشتركة (JCPOA ) في الانسحاب من الاتفاق ماذا سيكون رد طهران ازاء هذا الانتهاك ؟
هذه هي النقطة التي يكون فيها الموضوع الذي نناقشه مثيرا للاهتمام ، إن رفض تأكيد أن الاتفاق النووي في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة لا يشكل بحد ذاته انتهاكا لأحكام الاتفاق المبرم مع ايران الا ان إعادة فرض العقوبات التي كان من المفترض أن يتم تعليقها أو الغائها ستكون خرقا.
وعلى هذا النحو فإن فرض عقوبات مماثلة حتى مع الادعاء بأن هدفها هو تنشيط عملية المواجهة للدعم المزعوم من إيران للجماعات الارهابية، ولوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، واجراء اختبارات صواريخ باليستية، وما إلى ذلك سوف تكون انتهاكا حقيقيا للاتفاق النووي.
إن رفض تاييد هذا الاتفاق [النووي] يتطلب فقط من الكونغرس مراجعة ما إذا كان سيتم إعادة فرض العقوبات أم لا . ولذلك، فإن هذا أمر ضروري كما انه يجب ان يتحقق ومن غير الواضح ما اذا كان الكونجرس الامريكي سيعيد العقوبات النووية بما يتمشى مع سياسات ترامب الأمر الذي سيؤدي الى انتهاك الاتفاق النووي المبرم بين إيران والغرب في 14 يوليو 2015.
وقد يقرر ترامب التفاوض على اتفاق بديل مع إيران أو اتفاق إضافي، ولكن هذه الإمكانية لا تزال يحيطها هالة من الغموض والابهام.
* إذا قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق، سيضطر الكونغرس للتصويت على فرض عقوبات جديدة ضد ايران ، برايك هل يقرر الكونغرس اجراء هذه الخطوات من اجل مرافقة ترامب؟
لا أعرف. يهتم العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي بموضوع إيران، ولكنهم قلقون أيضا من انتشار الأسلحة النووية، ويتخوفون من أن يؤدي أي نوع من الانتهاك ازاء الاتفاق النووي إلى زيادة احتمال انتشار هذه الأسلحة على مستوى العالم.
ويشمل ذلك مشرعين من الحزب الديمقراطي والجمهوري، الذين يمكن أن يتوقع منهم عادة أن يتخذوا موقفا أكثر تطرفا.
* بعض السياسيين ومنهم المستشار السابق للسيناتور الجمهوري "ريتشارد غولدبرغ" يعتقدون أنه إذا قرر رئيس الولايات المتحدة الاميركية الانسحاب من الاتفاق النووي ، فإن الاتحاد الأوروبي سوف يرافقه في هذا الشان ما رأيك في هذه التصريحات؟
نظرا لمسؤولية [واشنطن] في تنفيذ هذه العقوبات، أعتقد أن الحديث عن تعاون البلدان الأخرى مع الولايات المتحدة أسهل من تحقيق هذا التعاون في عالم الواقع. وقد بذلت جهود جبارة لضمان أن تكون العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة في أوروبا وفي أي جزء آخر من العالم تحظى بقيمة وأهمية كبيرة.
وأعتقد أن السيد غولدبيرغ يقلل من شأن هذه الجهود الجبارة ونسبة أهميتها في الظروف الحالية واليوم، فإن إيران، وفقا لإعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فانها تعمل وفقا لاتفاق ضمان عدم انتشار الأسلحة النووية مما يجعل من الصعب إقناع البلدان الأخرى في مسايرة أمريكا بهذا الامر.
المترجم: أحمد عبيات
تعليقك