وكالة مهر للأنباء، احمد صلاح: تعتبر أمريكا الأكراد فرصةً أخيرةً للبقاء في سورية. لا ريب في أن الولايات المتحدة تعتزم استخدام الأكراد كوسيلة ضغط على تركيا بغية تحقيق أهدافها في سورية. وقد وعدت واشنطن الأكراد بالاستقلال والدعم والحماية. ولكن لا يزال من غير الواضح كيف سيحتفظ الأمريكيون بوعودهم.
وفي دورها تعتبر تركيا الجماعات المسلحة الكردية منظمات إرهابيةً وترد بشدة على أي تعزيز للأكراد بالقرب من حدودها الجنوبية. ولذلك كان رد الفعل التركي على تقارير حول تشكيل الجيش الكردي المتألف من 30 ألف شخص بدعم من الولايات المتحدة. ثم بدأ الجيش التركي يوم 20 يناير عملية "غصن الزيتون" وتوغل في أراضي سورية. وأدى هذا إلى وضع حرج في شمال البلاد. في الواقع تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية تصعيد التوتر على الحدود السورية التركية
.
وبالإضافة إلى ذلك غضبت تركيا لأن الولايات المتحدة تلعب "لعبة مزدوجة"حين التقى وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، نظيره الأمريكي "ريكس تيلرسون" في باريس يوم 24 يناير لكن لم يكن هذا اللقاء ناجحا ولم يصبح الخطوة الأولى نحو تحسين العلاقات الأمريكية التركية. وقال جاويش أوغلو أن "الأمريكيين يدركون أسباب تزعزع الثقة بيننا، وعليهم الإقدام على خطوات جادة من شأنها تأسيس الثقة مجددا".
فمن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تدعم مختلف أطراف النزاع وتزودها بالأسلحة.ومن المعروف أن البنتاغون قدم المساعدة والدعم للأكراد وللمتطرفين في نفس الوقت وقد وعدت واشنطن بحل القضية الكردية للأتراك وبإنشاء الدولة المستقلة للأكراد. لكن وفت الولايات المتحدة بهذه الوعود. وليس من قبيل الصدفة أن "جاويش أوغلو"، ذكر عن فقدان الثقة بين أنقرة وواشنطن والتي لا تعيد في المستقبل القريب
.
كما يبدو توجد تناقضات بين شريكي الناتو الولايات المتحدة وتركيا. فإن السبب الرئيسي هو الأكراد السوريون الذين تعتبرهم واشنطن حلفاء مؤقتين وتحاربهم أنقرة كإرهابيين. تدرك تركيا جيداً أن الولايات المتحدة هي حليف لا يمكن الاعتماد عليه. ربما حان الوقت ليدرك الأكراد هذه الحقيقة أيضا./انتهى/
تعليقك