وكالة مهر للأنباء: سجلت قاعات المحاكم في ايران عقوبات خاصة صدرت بحق عدد من المجرمين، لفتت أنظار المجتمع لها، وهي عقوبات بديلة عن السجن. حيث أصدر قاض ايراني حكما بتوفير العلف للمواشي على أحد مرتكبي الصيد غير القانوني، يمكن لهذه الأحكام أن تكون نموذجاً جيداً لدعم الأنشطة البيئية وحماية الحيوانات.
تعتبر العقوبات البديلة إحدى القضايا الهامة التي يتم طرحها في المجتمعات الحديثة وذلك للتخلص من السجون وتغير منهج العقوبات لتصبح أكثر فائدة، بالطبع هناك بعض الجرائم يصعب فيها استخدام العقوبات البديلة، الأمر يتوقف على القضاة فهم من يقررون إذا كانت العقوبات البديلة قادرة على تحقيق العدالة المنشودة أو لا.
يعتبر وضع السجناء في خدمة الطبيعة أحد الخيارات المنتشرة كالعقوبات البديلة، حيث يدعو الناشطون في المجال البيئي لتوظيف القدرات والطاقات البشرية الموجودة في السجون في خدمة الطبيعة، كنوع من الخدمات الاجتماعية الممكنة. وفي هذا الصدد أوضح رئيس الحديقة الوطنية "توران" في شاهرود "احمد رادمان" بشأن آليات تطبيق العقوبات البديلة في سجن "شاهرود"، أن استبدال السجن بخدمة الطبيعة أمرٌ تم تطبيقه خلال السنوات الأخيرة في المنطقة على بعض مرتكبي الجرائم ولاسيما الصيد غير القانوني، مشيراً إلى ان هذه الأحكام أصدرت مراراً في ايران، حيث عوقب مؤخراً أحد الصيادين الذين لم يلتزموا بالقانون بخدمة حديقة "توران الوطنية" لمدة ستة أشهر حيث عمل في مجال حماية مخازن العلف وتقديم مخصصات العلف اليومية للجمال.
وأضاف "رادمان" أن السنة الماضية أصدرت المحكمة في عدة قضايا أحكاماً مشابهة كتوفير المياه والأعلاف للحيوانات في المحمية، مردفاً أن هذا النوع من العقوبات هو أفضل من غيره بالنسبة للمتهمين في بعض القضايا، فإلى جانب المنافع التي يمكن أن تقدم لصالح البيئة فأن المنحى الاجتماعي لهذه العقوبة يختلف بالطبع عن السجن والآثار التي يتركها على الانسان.
وأضاف "رادمان" أن المجرم يمكن أن يتعلم خلال مدة عقوباته مشقات العمل الذي يقوم به حراس البيئة، فالبعض لا يدرك حقيقة هذه الأعمال ومصاعبها، مضيفاً أن السلطة القضائية في ايران ساهمت بشكل فاعل في تعريف الكثيرين على مسؤوليات ومهام حماية البيئة وذلك بالتعاون مع المسؤولين في مجال البيئة.
وبين رئيس الحديقة الوطنية "توران" في شاهرود ان نشر ثقافة العقوبات البديلة، تدعم ثقافة التسامح، مشيراً إلى أن المحكمة في بيارجمند حكمت على أحد المتهمين بشراء كتب بقيمة مليون تومان لوضعها في مسجد أحد القرى. /انتهى/
تعليقك