وكالة مهر للأنباء ـــ جواد حيران نيا : قبل بضعة أيام ، رد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ، الذي تحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء إيطاليا ، على سؤال صحفي حول الطريقة التي يمكن أن تبادر بها الولايات المتحدة من أجل خفض تصعيد التوتر مع إيران ، قائلًا : "لا أعرف ما إذا كان المسؤولون الإيرانيون مستعدين لإجراء مفاوضات أم لا " ، وقال إنه مستعد للاجتماع مع الزعماء الإیرانیین بدون شروط مسبقة لبحث سبل تحسین العلاقات بعد انسحاب الولایات المتحدة من الاتفاق النووي مع ایران، وقال 'إذا كانوا یریدون اللقاء فسوف نلتقی'.
وعندما سئل في مؤتمر صحفي بالبیت الأبیض عما إذا كان مستعدا للاجتماع مع الرئیس الإیراني حسن روحاني قال ترامب 'سألتقي مع أي شخص. أنا مؤمن بالاجتماعات' خاصة في الحالات التي یكون فیها خطر الحرب قائما.
وعلى هذا الخط قال السيناتور الاميركي البارز تصريحات ترامب بانها نسخة ضارة اخرى مضيفا ان هذا الاجراء يكون على غرار ما جرى مع كوريا الشمالية؛ اي من دون وجود شروط مسبقه وجهوزية. ما كانت النتيجة؟ ، وفي المقابل اشاد كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي بوب كروكر والسيناتور الديمقراطي المخضرم داين فاننستاين بموقف الرئيس الاميركي.
ومن جهة اخرى اثارت التصريحات الاخيرة لترامب حول استعداده للتفاوض ردود فعل لدى المسوولين الايرانيين حيث اكد مستشار الرئیس الإیراني حمید ابوطالبي : ان من یؤمنون بالحوار وسیلة لحل الخلافات فی المجتمعات المتحضرة، ینبغی علیهم ان یلتزموا باداتها ایضا. هذا واكد عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الاسلامي (البرلمان الايراني) علاء الدين بروجردي أن الشعب الايراني لا يثق بالولايات المتحدة الاميركية خاصة بعد انسحابها رسميا من الاتفاق النووي مع إيران والذي يعد مخالفا للقوانين الدولية.
فيما يتعلق بهذه التصريحات المتناقضة من البيت الأبيض ، أجرت وكالة مهر للأنباء ، حوارًا مع المنسق الرئيسي لسياسة العقوبات في إدارة أوباما وعضو الفريق الذي تفاوض على الاتفاق النووي "ريتشارد نفيو" وقد جاء الحوار مع الأستاذ كالتالي:
* قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه مستعد للتفاوض مع الرئيس حسن روحاني دون أي شروط مسبقة. ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا القرار؟
لا أعتبر هذا قرارًا أساسيًا ، ولكن يبدو لي أن هذا مجرد تعليق من ترامب وان وزيرة الخارجية (مايك بمبيو) أعلن صراحة في الكونغرس الأسبوع الماضي أن تصريحات الرئيس (ترامب) لا تمثل السياسة الأميركية ، حقيقة أنه لستم أنتم وحدكم من يعاني من هذا الإبهام بل حتى الأمريكيون أنفسهم يعيشون نفس الحالة.
لكن ما الذي يجعل ترامب يعلن عن هكذا مواقف ، أعتقد أنه يحاول بوضوح إثبات أنه يعارض الملفات التي لم يكن مسؤولاً عنها ، مثل قضية الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة)والاتفاقيات التي لم تُبرَمْ في عهده.
ويرى ترامب، أنه إذا كان يجري مفاوضات حول اتفاق ما ، فإن الاتفاق سيكون الأفضل على الإطلاق، وأي قرار يتخذه ، هو الصحيح.
وبالتالي ، يعتقد ترامب أنه إذا تمكن من الجلوس للتفاوض مع حسن روحاني ، فسيكون قادرًا على حل جميع المشاكل والاختلافات العالقة بين الولايات المتحدة وإيران. والذي أعلن عنه ترامب مرارًا منذ انطلاق حملته الانتخابية.
* بعد تصريحات ترامب حول الاستعداد للتفاوض دون شروط مسبقة مع المسؤولين الإيرانيين ، وضع وزير الخارجية مايك بيمو ، خلال لقائه مع أحد برامج تلفزيون "ان بي سي" ، بعض الشروط المسبقة للتفاوض ، لماذا هذه المواقف المتناقضة في دائرة صنع القرار بواشنطن؟
بشكل عام ، لدى جهاز السياسة الخارجية لإدارة ترامب ، فجوات وخلافات عميقة بين مختلف مكوناته حول جميع قضايا السياسة الخارجية تقريباً ، ومن الواضح أن بمبيو يحاول بشدة فرض المزيد من القيود والسيطرة على السياسة الخارجية الإيرانية.
* إذا كان ترامب يلتزم بالفعل بما يصرح ويعلن عنه ، لماذا لايتفق معه مسؤولون ك"جون بولتون" مستشار الأمن القومي الأميركي أو مايك بومبو في وجهات نظرهم بشأن المحادثات ؟ هل من المتوقع أن يقوم ترامب بطردهم من إدارته ؟
ربما ، ولكن علينا أن نأخذ في الاعتبار أن ترامب نفسه قال أيضًا إنه مستعد لخوض حرب ضد إيران.
أعتقد أن آرائه ووجهات نظره حول ملفات كثيرة تبدو للوهلة الأولى أنه سرعان ما سيقوم بها وينفذها ، لكنها تتغير في نفس اللحظة وعلى الفور.
برأيي ، أنه لن يطرد بولتون أو بومبيو من أجل هذا الشيء ، على الرغم من أنه قد يطردهم في المستقبل على مرأى ومسمع من الناس بسبب عدم التزامهم بتصريحاته ووجهات نظره حول القرارات التي يتخذها. /انتهى/
المترجم : أحمد عبيات
تعليقك