وكالة مهر للأنباء - موسى جعويك : على خلفية زيارة محمد بن سلمان لباكستان التي ستستمر يومين قامت وكالة مهر للأنباء باجراء مقابلة مع الصحافي والباحث اللبناني علي مراد للوقوف على أجندات هذه الزيارة وما تحمل في طياتها من معان ورسائل.
واعتبر الصحافي علي مراد ان السعودية و منذ عقود تنظر الى باكستان على انها بلد يجب ان تكون مجندة بما يتوافق مع المصالح السعودية في العالم الاسلامي وفي المنطقة، ولم يكفّ آل سعود عن محاولات الحاق الباكستانيين في مشاريعهم الخاصة المرتهنة للارادة الاميركية في المنطقة والعالم فلذلك فأنه حكماً ليس الهدف من زيارة بن سلمان الى اسلام اباد هي توقيع عقود واستثمارات تجارية فحسب لأنه سبق ان طلب من باكستان ان ترسل جنوداً باكستانيين كمرتزقة ليخوضوا حربه في اليمن والباكستانيون رفصوا ذلك سابقاً، وبرأيي ان بن سلمان لن يكفّ عن المحاولة مجدداً في مساعيه لاستئجار البندقية الباكستانية لخوض حروبه، كما ان بن سلمان حالياً بحاجة للترويج لنفسه وتلميع صورته في العالم الاسلامي بعد اخفاقاته الاخيرة في فضيحته بقتل خاشقجي وانكشافه دولياً على خلفية جرائمه في اليمن، لذلك اختار باكستان وماليزيا واندونيسيا كمحطات لجولته الخارجية.
وتابع مراد ان شعبية بن سلمان الضئيلة اصلاً في العالم الاسلامي تضاءلت اكثر بعد زلزال خاشقجي، لذلك يحاول بن سلمان الايحاء بأن شعبيته في العالم الاسلامي قوية، لذلك يزور البلدان الاسلامية في اسيا، ونحن نعلم جيداً ان اي حكومة حاكمة في باكستان هي محكومة بعلاقات جيدة مع السعودية لأن الرياض لديها اتباع في باكستان من التيارات السلفية المتنوعة وبإمكانها استعمالها لزعزعة الساحة الداخلية الباكستانية، لذلك حكومة عمران خان مضطرة للترحيب به، مع انها ضمنياً تتوجس من ضيفها وهو عملياً ضيف ثقيل، والدليل ردة الفعل الشعبية الرافضة لزيارته. الاغلبية في باكستان اليوم تحمّل السعودية مسؤولية تدهور الاوضاع في باكستان على المستويات الاقتصادية والامنية والاجتماعية بسبب تورط باكستان في مشاريع السعودية منذ الثمانينات حتى وقت قريب.
زيارة بن سلمان الى باكستان تأتي في اطار منافسة قطر على الادوار الاقليمية والدولية
وعن سبب هذا البزخ والترف والاسراف من قبل محمد بن سلمان على زيارته الى باكستان قال مراد أن كل الامراء والملوك السعوديين، عند القيام بزياراتهم الى الخارج يبالغون في الصرف على انفسهم وحاشيتهم. هو تقليد اسري لديهم ويُعدّ من الثوابت، بغض النظر عن الانتقادات التي تتجه اليهم، فهم يعتبرون أن الاسراف والمبالغة في الترف حق من حقوقهم المكتسبة ولا يوجد اي اعتبار أخلاقي يردعهم عن عدم القيام بذلك، فهم يعتبرون الثروات في بلدهم اضافة الى الشعب ملكهم ويحق لهم التصرف بهم كما يشاؤون. محمد بن سلمان على غير اسلافه، بل ويرى انه يجب ان يزاود على من سبقه في الاسراف والترف لاعتبارات تتعلق بشخصيته المتعالية المتكبرة.
وعن سؤاله عن رغبة بن سلمان من خلال زيارته هذه اللقاء بحركة طالبان الافغانية قال انه تاتي هذه الرغبة من هدف ابن سلمان في منافسة قطر على الادوار الاقليمية والدولية ولا سيما في العالم الاسلامي، ومؤخراً هناك سعي اماراتي سعودي واضح لاستمالة طالبان واقناعها بالتوصل لحلول تدفع طالبان لإعطاء ضمانات بعدم استهداف القوات الاميركية التي يعتزم ترامب سحبها من افغانستان. لذلك سيحاول بن سلمان نسب الفضل في التوصل لاتفاق مع طالبان لنفسه ليسوق الموضوع في الساحة الاميركية ليخفف من الهجمات عليه الآتية من مجمع الامن القومي والكونغرس.
بن سلمان طلب من عمران خان مباشرة بعد انتخابه أن يوافق على تأسيس "غرفة موك" في باكستان قرب الحدود مع محافظة سيستان بلوشستان الايرانية
وقال مراد بما يخص العملية الارهابية في مدينة زاهدان الايرانية وارتباط السعودية بهذه العملية وتقاعس باكستان أنه هناك معلومات مؤكدة من مصادر مطلعة في اسلام اباد تشير الى ان بن سلمان طلب من عمران خان مباشرة بعد انتخابه أن يوافق على تأسيس "غرفة موك" في باكستان قرب الحدود مع محافظة سيستان بلوشستان الايرانية للقيام بعمليات تمولها السعودية وتشرف على عملها الاستخبارات الاميركية لضرب الداخل الايراني بالعمليات الارهابية، لكن عمران خان رفض، برأيي ان العملية الارهابية الاخيرة مولتها السعودية عبر اذرعها السلفية الموجودة في باكستان لاحراج عمران خان ودفعه للتنازل في ملفات تطلبها منه السعودية، بمعنى ان التحركات السعودية داخل باكستان الموجهة ضد ايران ستدفع عمران خان للقبول بالابتزاز السعودي للانخراط اكثر في التوجه السعودي الاميركي لضرب الداخل الايراني بالعمليات الارهابية./انتهى/
تعليقك