وكالة مهر للأنباءـــ مهدي عزيزي: مضت على الازمة والحرب في سوريا منذ مارس 2011 نحو عشر سنوات، أزمة اندلعت في البداية بمطالبة سياسية بدواعي وتحت تأثير الثورات العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لذلك، انضمت بعض الدوائر السياسية المعارضة للحكومة السورية إلى دائرة الاحتجاجات.
وأظهر تتابع الأحداث في سوريا أن ما حدث في هذا البلد ليس لديه أي من خصائص الثورات العربية، كما أنه يتماشى مع محاكاة سناريو وأحداث الثورات العربية في منطقة شمال إفريقيا. في الواقع، كان الاستغلال السياسي لمؤسسات الفكر المشتركة بين أمريكا والكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية أحد الأحداث التي كانوا يحاولون وصفها بالثورة العربية أو الربيع العربي.
كانت الثورات العربية فرصة مناسبة لتشويه سمعة أحد أركان المقاومة في المنطقة وخلق صراعات أهلية من أجل تقليص قوة إيران وتوفير الأمن للبيئة المحيطة بكيان العدو الصهيوني. كما ركزت التقييمات الأمريكية ووكالات الاستخبارات والمراكز الامنية الغربية على ما إذا كانت المهمة السورية ستكتمل في الأشهر الأولى.
كانت نفس الأجندة وجداول الاعمال التي كانت تهدف في وقت سابق إلى استهداف المقاومة الإسلامية في المنطقة لتمهيد الطريق لإلحاق الهزيمة بإيران. وباستثناء الفاعلين السياسيين مثل تركيا وبعض الدول العربية مثل قطر، التي سعت إلى اغتنام الفرصة للعب دور نشط في المنطقة وبعد ذلك محاولة لكسب امتياز سياسي، لعبت السعودية بأسلحتها المالية والسياسية دورًا رئيسيًا في تصعيد الأزمة والتوترات بسوريا. خاصة وانه شعر السعوديون أنهم غير قادرين على التأثير في القواعد المتغيرة للعبة، ومن ناحية أخرى، كانوا بحاجة إلى القوة للتأثير على السلطة في الهيكل الداخلي.
أثناء ذلك، لم تكن تركيا بمعزل عن هذه الدول فقد حاولت كسب امتياز وورقة سياسية من هذه الظروف. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن تركيا لا تتبع سياسة استراتيجية حازمة تحت حكم أردوغان،كما انها تغير سلوكها حسب مصالح المسار السياسي لحزبه. يمكن أن يعزى انقلاب مواقف أردوغان في التطورات السياسية في سوريا والعديد من التطورات الأخرى في منطقة غرب آسيا إلى حالات سلوكه المتقلب وغير المستقر.
كانت تنشط أكثر من 250 مجموعة إرهابية في سوريا ضد حكومة بشار الأسد. ومع ذلك، في بداية الأزمة، وصلت الجماعات الإرهابية حتى قصور بشار الأسد في دمشق.
لكن سوريا حققت كذلك انحازات مهمة في المجال العسكري والميداني، ويرجع معظمها إلى قوات المقاومة الإسلامية في المنطقة التي تدعمها طهران. كان إنشاء نماذج جديدة لمكافحة استغلال أنماط الجمهورية الإسلامية الإيرانية والثقة في خطاب المقاومة الإسلاميةمن أهم العناصر في استكمال حلقة النصر في سوريا.
ويسيطر الجانب السوري على جميع المناطق باستثناء جزء بسيط من إدلب، وقد تم طرد أو هزيمة الجماعات الإرهابية من هذا البلد. الجماعات الإرهابية الموجودة في جزء صغير من وحدة أراضي سوريا هي فقط بسبب بركات دعم الولايات المتحدة والتدخل التركي.
سياسياً، حافظت سوريا على شرعيتها السياسية وعززتها، وهو أمر كان قلق الغربيين بشأنه منذ البداية، حيث ذكروا مراراً وتكراراً أن سوريا ستكون أقوى إذا خرجت من الأزمة.
في خضم الأزمة السورية، عادت العديد من الدول العربية، مثل قطر، إلى سوريا، وأعاد البعض فتح سفاراتها.
كما اجتاز محور المقاومة في المجال التجريبي والميداني والسياسي تجربة صعبة ولكنها ناجحة واستعاد توازنه العسكري والميداني، ولا ينبغي تجاهل دور محور المقاومة، وخاصة حزب الله، في تقديم تجارب ميدانية جديدة للتغلب على الأزمة./انتهى/
تعليقك