٢٥‏/٠٤‏/٢٠٢٠، ١٠:٣٤ ص

قمر صناعي عسكري إيراني؛ كيف تغيرت المعادلات؟

قمر صناعي عسكري إيراني؛ كيف تغيرت المعادلات؟

تمكنت الجمهورية الاسلامية من فرض متغيرات جديدة في المعادلات الدولية والاقليمية عبر اطلاقها قمر "نور1" الصناعي، حيث يمكن دراسة هذا الموضوع من عدة جوانب.

وکالة مهر- یاسر الخیرو : أطلقت إيران يوم الأربعاء أول قمر صناعي عسكري لها على متن الصاروخ الحامل "قاصد" ليضع قمر "نور" في مدار 425 كيلومتر حول الأرض بنجاح؛ لتعلن عن تغييرات جديدة في المعادلات الدولية.

دخلت إيران مرحلة جديدة من الردع بعدما أعلنت عن استخدام صاروخ "قاصد" الحامل للأقمار الصناعية من اجل وضع قمرها الصناعي الأول "نور" في مدار 425 كيلومتر الدائري حول الأرض.
هذه الخطوة التي قامت بها قوات حرس الثورة الإسلامية، أمر يستوجب البحث من زوايا مختلفة؛ هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها إيران إلى هذا المدار بنجاح، بعد فشل قمر ظفر الصناعي في الوصول إلى مدار 500 حيث عجز الصاروخ الحامل عن تحقيق السرعة اللازمة في الثواني الأخيرة؛ وهذا ما أكد الحاجة لامتلاك محركات قضائية تتمكن من وضع القمر الصناعي في المدار المطلوب وبالسرعة المطلوبة وهذا ما حققه حرس الثورة الإسلامية عندما كشفوا عن صنع محرك "سلمان" الفضائي والذي يمكن تغيير الاتجاه مما يُسهل التحكم به. 

ويعد هذا النوع من المحركات من التكنولوجيات العصرية في العالم وقليلة هي الدول التي تملك هذه التكنولوجيا التي أثبتت إيران عملياً أنها تملكها وتستخدمها، وهذا يضع إيران ضمن زمرة البلدان القليلة القادرة على صنع هذه المحركات وهو إنجاز كبير، وتتضاعف أهميته عندما نلتفت إلى أنه انجاز تم تحت الحصار الذي تتعرض له إيران. 

الملاحظة المهمة الثانية هي أن إيران انتقلت إلى مرحلة استخدام الصواريخ التي تعمل بثلاث مراحل، وهذا أمر تحقق لأول مرة في إيران التي كانت حتى الأمس القريب تعتمد على صواريخ تعمل بمرحلة واحدة او مرحلتين فقط؛ مثال ذلك صاروخ سيمرغ الفضائي وصواريخ سجيل البالستية وهي تعمل بمرحلتين، ولكن حرس الثورة شق طريقه الآن إلى تكنولوجيا جديدة في صناعة الصواريخ التي تعتبر من أهم أسلحة الردع الإيرانية

ثالثاً؛ هذا هو القمر الصناعي العسكري الأول لإيران، وبالتالي هذا يعني تحقيق قفزة كبيرة في القوة العسكرية الإيرانية واضافة خيارات جديدة للقوات المسلحة الإيرانية في مجال الاتصالات، التصوير الفضائي والكشف المبكر لأي صواريخ تتجه نحو إيران، وهذا سيمنح إيران ما تتوسل بعض الدول الاقليمية من أجل الحصول عليه عبر الأقمار الصناعية الأمريكية ويكلفها الكثير من رأسمالها الاقتصادي والسياسي؛ من الآن فصاعداً بإمكاننا توقع عرض إيران لصور فضائية لعملياتها الصاروخية ضد مواقع الارهابيين في المنطقة ولو تكررت عملية الشهيد سليماني (قصف عين الأسد) فقد نشهد عرضاً لصور من الفضاء لقصف القاعدة، ناهيك عن زيادة دقة الاحداثيات. 

رابعاً؛ أصبح بإمكان إيران استخدام قمرها الصناعي من أجل رصد التحركات العسكرية في المنطقة على مستوى الجيوش والجماعات الإرهابية.

خامساً؛ هذا الانجاز سيفتح شهية إيران للمزيد من الأقمار الصناعية العسكرية والمدنية وبالتالي لن تكون المواجهة مع إيران من الآن فصاعداً على الأرض فقط، بل ستكون في الفضاء وربما سنرى قريباً المزيد من التعاون بين حرس الثورة الإسلامية وباقي المؤسسات الإيرانية لمراكمة الخبرات وفتح آفاق جديدة.

سادساً وأخيرا؛ توقيت اطلاق القمر الصناعي جاء في مرحلة حساسة من تاريخ العالم، فإيران نجحت إلى حد بعيد في احتواء أزمة الكورونا واستطاعت توفير أغلب ما يحتاجه مواطنوها من دون اذلالهم وتوجهت نحو الاكتفاء الذاتي في صناعة الكمامات، بينما يشن الغرب حرباً قذرة ضد بعضه البعض من اجل الكمامات الطبية وورق التواليت ويقف المواطن الأمريكي في طوابير طويلة من أجل المعونات الغذائية؛ في حين أن أمريكا هي التي تحاصر إيران؛ فكيف كان الحال ليكون لو لم تكن إيران مُحاصرة؟!

رمز الخبر 1903596

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha