وأفادت وکالة مهر للأنباء نقلا عن فلسطین الیوم أن محللون وكتاب، رأوا أن إدارة البيت الأبيض برئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب، مارست ضغوطات عدة، على المستوى الحكومي لنجاح ملف التطبيع، منها: التعهد برفع السودان عن قائمة رعاية الارهاب، وتقديم قروض مالية.
وذهب المتحدثون، إلى أبعد من ذلك، وقالوا: إن :"تطبيع السودان، سيمكن حكومة الاحتلال من القبضة الأمنية على المنطقة والممرات الحيوية، خاصة: البحر الأحمر للضغط على إيران".
وجاء ذلك، خلال ندوة إلكترونية، نظمتها مؤسسة الرسالة للإعلام، حملة المقاطعة فلسطين، بعنوان "العلاقات السودانية (الإسرائيلية) وانعكاسها على القضية الفلسطينية".
د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة بمصر، رأى في حديثه، أن الولايات المتحدة مارست على السودان عمليات ابتزاز، لتطبيع العلاقات مع الاحتلال.
وأوضح نافعة، أن الرئيس ترامب استغل حاجة السودان الاقتصادية، وقدم لها تعهدات وتحسينات معيشية واقتصادية، مقابل أن تعلن الخرطوم تطبيعها مع المحتل.
وأشار إلى أن الاحتلال لعب دورًا في انفصال السودان وهو بلد مرشح للصراعات، مؤكدًا أنه "یقدم المساعدة للحركات الانفصالية ویستغل القوميات، من أجل إبقاء البلاد في حالة عدم استقرار، في إطار مشروع تفتيت الوطن العربي".
وبشأن الاستفادة من التطبيع، قال نافعة: إن "حكومة الاحتلال ستستفيد من هذا الملف في التجسس على المنطقة بأكملها، والتغلغل داخل السودان، إضافة إلى منافع اقتصادية لصالحها".
وبتاريخ 23 أكتوبر الماضي، قال الرئيس ترامب، إن "السودان وافق على تطبيع العلاقات مع اسرائیل"، وعلى الفور رفع ترامب اسم الدولة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وهذا الأمر، قد رفع الحظر عن المساعدات الاقتصادية والاستثمار في السودان.
لا تحظي بدعم شعبي
من جهته، اعتبر الصحفي السوداني، عمار محمد آدم، اتفاق تطبيع بلاده، أمر غير محسوم، ومعلقة ولا تحظى بأي دعم شعبي، فيما يرفضه شخصيات وطنية سودانية.
وأكد آدم، أن الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الفتاح البرهان، لا يحق لها أن تتخذ بالقضايا المصيرية والاستراتيجية لأمة السودانية، خاصة مع أعداء الامة العربية.
وأوضح الصحفي، أن الشارع السوداني لم يعبر عن موقفه؛ لأن الحكومة تقف متذبذبة بشأن العلاقات مع (إسرائيل)، وأن هناك قوى واحزاب تريد شطب التطبيع.
وأشار آدم، إلى أن التطبيع لا يتناسب مع طبيعة السودانيين، معتبرًا أياه جسم شاذ وغريب، وان داعمي العلاقات التطبيعية ليس لهم أي دور سياسي وعسكري.
العلاقات السودانية "الصهیونية"
الباحث في الشأن "الإسرائيلي" بمركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير، د. خالد شعبان، رأى أن حكومة الاحتلال أرادت من وراء العلاقات مع الخرطوم، الاستفادة من مجالات، منها الاقتصاد والامن.
وأوضح شعبان، أن الاحتلال أراد من التطبيع السيطرة على الموانئ، ومنع وصول السلاح لغزة، وصولاً لأبعاد تموضع ايران عن الساحل البحر الأحمر.
وبيّن الباحث، أن حكومة الاحتلال تواصلت مع الخرطوم بشأن حل مشكلة تهجير السودانيين لبلدهم، الذين وصلوا الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر "التهريب"، وفتح الأجواء أمام الطائرات "الإسرائيلية" للسفر إلى أمريكا اللاتينية، وفق ادعاءات مسؤولين "إسرائيليين".
وذكر أن (إسرائيل) سوقت نفسها بأن السودان بحاجة إلى البضاعة "الإسرائيلية" المتطورة، خاصة في مجال الزراعة والرعاية الصحية، كما أن البلدين وقعت اتفاقيات طويلة الأمد، وإشراك حكومة الخرطوم في ملفات عدة.
وفيما يتعلق بالشارع "الإسرائيلي"، قال شعبان: إن "المستوطنين غير مهتمين بهذه العلاقة، وليست جذابة، ويعتبرون السودان، دولة غير متطورة ومن دول العالم الثالث".
وتشهد عشرة مدن سودانية، احتجاجات كبيرة ضد الأوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية في البلاد، تخللها قتلى وجرحى، وهو ما يُفند خطابات الاحتلال بشأن تقديم إصلاحات اقتصادية للسودان.
ستنجي ثمار مرة
د. باسم نعيم، عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة "حماس"، عدّ، التطبيع، بأنه يمس بالأمن القومي العربي العام والدول المطبعة.
وأكد نعيم، أن الدول المطبعة ستجني ثمار مرة لفتح الباب أمام العدو، خلال السنوات المقبلة، موضحًا أنه يترتب على هذه الدول والشعوب العربية عزل ومحاصرة ونزع الشرعية عن الاحتلال، لتفادي الاضرار والمخاطر المستقبلية.
ورأى نعيم، أن التطبيع لا يعبر عن حقيقة الشعوب، وظهر ذلك خلال استطلاعات الرأي، الذي رفضت بأغلبية العلاقات العربية "الإسرائيلية".
وبتاريخ 25 يناير الماضي، أفاد موقع "والا" العبري، بأن ما يسمى بوزير استخبارات الاحتلال "ايلي كوهين"، زار السودان واجتمع مع مسؤولين سياسيين في الدولة بتعزيز "العلاقات الثنائية" بيت البلدين في شتى المجالات.
/انتهی/
تعليقك