وكالت مهر للأنباء_ أصيل السامعي: حلّت الذكرى السنوية الرابعة على إنضمام الشهيد الرئيس الصماد لقافلة و ركب الخالدين العظماء، شهيداً خلَّده التاريخ واليمنيون في صفحات تاريخهم و ذاكرتهم وقلوبهم، وكل ما تحمله جوارحهم، فهو الشهيد الفدائي الوطني الأبرز لدين الله وثم للوطن و المواطن اليمني الذي خلِّدهم التاريخ في أنصع صفحاته.
و اليوم نقف عند واحد من هؤلاء العظماء، نقف عند شخصية وطنية شخصية إيمانية قولاً و فعلاً، شخصية الدولة التي ترجمها في الميدان، شخصية قيادية قدوة ومنهجاً، شخصية استثنائية بكل ما تحمله الكلمة، شخصية أبهرت العدو وقضّت مضاجع العدوان، وفي نفس الوقت رسمت تاريخ اليمن الجديد، شهيد بحجم الوطن. وبحجم حبه لدينه ومن ثم لوطنه.
وضع بصمات لم ولن تنسى في ذكراة الشعب اليمني، فقد وضع بصماتة بقوله وعمله و بدمه الطاهر، وضع لبنات تاريخ اليمن الجديد، رسم ملامح البناء والنهوض والتقدم و التاسيس لبناء الدولة المدنية الحديثة التي خرج من أجلها الشعب اليمني في ثورة الحادي عشر من فبراير و تلتها ثورة التصحيح في الواحد والعشرون من سبتمبر وجسدها بشعار (يد تحمي ويد تبني) التي رسم من خلالها ملامح الدولة اليمنية الحديثة المنشودة ، وهي النواه الأولى لبناء الدولة المدنية الحديثة القوية، دولة المؤسسات، دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية، والذي تبلورت في الرؤية اليمنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وهي( بدولة للشعب وليس شعب للدولة)، توعد المسؤولين؛ المستغلين للمنصب في جني المصالح والمكاسب الشخصية والنهب والاستغلال على حساب أوجاع المواطن اليمني، بالعقاب الرادع، فقال الشهيد في هذا الصدد (نحن نعتبر المنصب مسؤولية ويجب أن تسود هذه الروحية لدى جميع مسؤولي الدولة في هذه المرحلة، والذي لايزال يحاول أن يحصل على أرضية أو يبني له بيتا ً ورجال الله يقدمون أعضاءهم في الجبهات ويقدمون أرواحهم في الجبهات، فأكتبوا على جبينه ساااااارق كائنا ً من كان )، ولما تحمل رؤيا مشروع ذا أهمية قد يعود بثماره على الشعب اليمني، واضعا النقاط و موضحاً كيفية بناء الدولة؛ فقد جمع في هذا المشروع العظيم بين الصمود والثبات والمواجهة و أن الدولة لا تكون إلا بسواعدأبناؤها.
من هذه الرؤية و المشروع العظيم الذي طرحه الشهيد الرئيس صالح الصماد و بساطة حياته وعنفوانه و جهاده وبسالته موقفه و استشهاده، جسد لكل اليمنيين معنى القائد المحب لوطنه والقريب منهم والذي يعيش أوجاعهم، و لا يزال غالبية اليمنيين يرون أن رؤيا الشهيد الصماد كانت تمثل ميلاد لمشروع وطني جديد في حياة الشعب اليمني الذي اقترن اسم الصماد في ذاكراته بمشروع يمكن من خلاله تحقيق الرخاء والازدهار والانتصار على الجوع والخوف والتسلط، ولقد أبهر الرئيس الشهيد بإدارته للدولة كل المتابعين والمهتمين على الساحتين الإقليمية والدولية بما لدية من شخصية قيادية عظيمة، و بالنظر هنا فإن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا حاز هذا المشروع و رؤيا الشهيد الصماد كل هذه الأهمية حتى اعتبر أهم حدث بعد ثورة الحادي عشر من فبراير و تلتها ثورة التصحيح في الواحد والعشرين من سبتمبر؟
والجواب هو تحقيق الهدف والحلم الذي من أجله خرج الشعب اليمني ولذلك بإعتبار هذا المشروع يمثل طموحات الشعب اليمني الثائر ويحقق الهدف المنشود الذي أنتفض الشعب اليمني من أجله و الذي تم طرحه في هذه الرؤياء و وضع برنامج شامل للعمل الوطني، وبالنظر لكل تجارب الماضي بسلبياتها وإيجابياتها من أجل اعطاء تصور شامل لدولة اليمن الحديثة القادرة على خلق الازدهار والتقدم و تحقيق إنجازاً كبيراً في بناء الدولة المركزية الحديثة وفي مجال النهضة التنموية والاقتصادية والسياسية، فقد عمل على إيجاد تنظيم فاعل من القاعدة الجماهيرية، و الواقع الشعبي تحتشد فيه كل الإمكانيات البشرية الوطنية، وتشكيل اللجنة التحضيرية للرؤياء الوطنية لبناء الدولة، و تكوين اللجان العليا للتصحيح والتي شملت سائر الأجهزة والمؤسسات على كافة المستويات و الذي سعى من خلالها إلى إيجاد ما أسماه بـ”دولة الشعب".
عمل بجد وإخلاص وتفاني من أجل العبور والإبحار بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان على الرغم من وجود الكثير من التحديات والمصاعب و في ظل ما تمارسة دول العدوان بحق أبناء هذا الشعب الصامد وما يمثله من عائق كبير أمام ما يمكن تحقية من أهداف، و تحديا يعيق المشروع المقدم من الرئيس الشهيد إلا أنه لم يستلم و كان يعرف ما قد يواجهه من تحدي وما يحمله من مسئوليه تجاه وطنه و أبناء أمته، فما كان منه إلا أن قدم نفسه و روحه شهيدا في سبيل الانتصار لقضية الوطن الأولى.
لقد كان الرئيس الصماد مثال للإنسان البسيط المتسامح العادل، لم ينتصر لحزب أو طائفة أو جماعة أو قبيلة على حسب طرف آخر، ولم يعلن تعصبه لهذا الطرف أو ذاك، كان أكبر همه المواطن والعبور بالوطن إلى بر الأمان، حاول بخطاباته أن يلمس أوجاع الشعب وهمومه وحاول وصف العلاج الأمثل لكل ما يعانيه أبناء شعبنا، أما على الطرف الآخر فقد كانت شخصية ترهب الأعداء وترعبهم، تصيبهم بالرعب بشجاعته وبسالتة وإقدامة وتطلعاتة المستقبلية، و من خلال النظر لخطاباته تجد نفسك أمام شخصية قيادية فريدة من نوعها، لقد أرعب من لا يريدون لهذا الشعب إلا الشر و الحقد بما يملكه من شخصية قيادية تبشبر بالكثير من الخير على الشعب اليمني، خافوا من عقليته المستنيرة، وفكره الراقي، خافوا من شخصيته القيادية الجامعة لكافة صفات القائد الملهم أرادوا بقتلة إخماد ما يحمله من مشروع و إطفاء ما يمكن أن تحلم به قلوب الشعب اليمني من حب لشخصية تعيش الكثير من هموهم ومعاناتهم، أرادوا قتل محبته في قلوبنا، ولكنهم بأءوا بالفشل لم ولن يستطيعوا محو مواقفة وسيرتة العطرة من مجلدات عقولنا ؛ ستبقى فينا ما حيينا، لم يقضي الكثير من الوقت حتى كان خير شاهدا على تحقيق المشروع الذي كان فيه المبادر الأول و الوصول لتطلعات وحلم لطالما ينتظرة كل مواطن بسيط و رأى ذلك الحلم في وجه الشهيد و ما يحمله من مشروع، إلا أن يد الغدر لم تمهله لتنفيذ ذلك فسارعت إلى اغتياله هناك في الحديدة مع عددا من الشهداء المرافقين له، الذي زارها مدافعا عنها بعد أحساسة بالخطر الذي يحدق بها من قبل تحالف الشر والعدان، ليسقط شهيدا إلى جوار ربه.
الرئيس الشهيد هو الحزن والوجع اليمني المتجدد الذي لن يُنسى، فسلام الله على الصماد وسلام الله على روحه الطاهرة.
بقلم: أصيل السامعي
/انتهى/
تعليقك