وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: تكمن أهميّة أحداث فلسطين اليوم، سواء نوعيّة إنجازات المقاومة العسكرية أو حجم الهبّة الفلسطينية وامتدادها على مساحة خريطة فلسطين، في وضعها في سياقها التاريخي في إطار الصراع مع العدوّ من جهة، والديناميكيات الداخليّة لمشروع "دولة" الاحتلال الصّهيونيّ من جهة أخرى.
ويغيب عن المواطن العربيّ النظر في تاريخ الصراع من منظور العدو و"شعبه"، فالسردية المهيمنة في الذاكرة العربية هي سردية "هزائم" مفترضة في الستينيات، وتفوق عسكري حتمي للمشروع الصهيوني و"نجاحه" وتقدّمه. ومن أحد أهم أسباب رواج هذه السردية، عدم فهم العدو ومشروعه، وبالتالي التسليم بتصورات مختلقة ومزيّفة عنه.
الا ان المقاومة الفلسطينية حققت انتصاراً لا لبس فيها على العدو الصهيوني، هذه الحقيقة تأكدت بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وهذه أبرز أسباب هزيمة الاحتلال وأبرز نتائج انتصار المقاومة.
وكان وقف إطلاق النار الذي توافقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة- وعلى رأسها حركة حماس- بوساطة مصرية مع الكيان الصهيوني قد دخل حيز التنفيذ في الثانية من فجر الجمعة 21 مايو/أيار. وفي تلك اللحظة كان هناك مشهدان متناقضان تماماً على الأرض. مسيرات وتجمعات احتفالية في غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة بانتصار المقاومة، يقابلها مشهد إسرائيلي داخلي يغلب عليه تبادل الاتهامات بشأن ما وصفوه "بالفشل".
وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا صحفيا مع عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور "خالد البطش"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
*هل هذا الانتصار یعتبر انتصار لفلسطین ام انتصار للامة الاسلامیة والعربية ولجميع الاحرار والثوار في العالم ؟
لا شك انه عندما يتعلق الامر بالقدس القضية المركزية والمحورية وقبلتها الاولى وثالث الحرمين الشريفين فان القضية تصبح اممية بمقدار مركزية القضية الفلسطينية وبمقدار ما يعتبر المسلمين ان القدس هي عاصمتهم او قضيتهم وبالتالي ان اي تقدم او تاخر في ملف القدس ينعكس اثاره على كل المسلمين والمسيحيين وعلى كل احرار العالم.
وبالتالي طالما ان القضية متعلقة بالقدس فان النصر او الهزيمة يمس شرف الامة جمعاء، ولطالما اننا في هذه الجولة من القتال في معركة "سيف القدس"، والتي كانت المقاومة فيها لديها اليد العليا فانه بالتاكيد ما حصل من نصر وثبات للمقاومة وهزيمة للكيان وللمشروع الصهيوني بانهيار مشروع الغاء القدس عاصمة للكيان الصهيوني؛ فهذا كله نصر للعالم الاسلامي والعربي ونصر لكل الثوار والاحرار في العالم.
*الان بدأ الوعي والانتباه یزداد تجاه الواقع الفلسطیني ومعاناة الشعب. ما هو دورنا وواجبنا تجاه هذه القضیة ؟
ان القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، او باعتبار قضية القدس ذات اهمية كبيرة كبيرة جدا ومسرى النبي (ص) الى السماء تخصّ مليار ونص مسلم، فقضية تحريرها واستعادتها هذا واجب اسلامي وعربي وقومي لكل الدول الاسلامية والعربية ولكل احرار وثوار وشرفاء العالم.
قال الدكتور خالد البطش ان قضية تحرير واستعادة فلسطين واجب اسلامي وعربي وقومي لكل الدول الاسلامية والعربية ولكل احرار وثوار وشرفاء العالم
وبالتالي ان ماهو مطلوب:
- التصدي لتيارات التطبيع والاعتراف المتبادل بالعدو الصهيوني.
- تعزيز الصمود في القدس الشريف وفي الضفة الغربية.
- تعزيز صمود الشعب الفلسطيني كافة واعادة اعمار قطاع غزة، ولا يقتصر دور اعادة الاعمار او هذه الدورة من الاعمار بعد معركة القدس في معركة حارس "الاسوار التلموذية" على طرف واحد.
اعادة الاعمار يجب ان لا تكون بيد طرف بعينة يجب ان تقوم جميع الدول العربية والاسلامية والدول الكبرى والدول التي ساندت القضية الفلسطينية ان تاخذ دور باعادة الاعمار بما في ذلك تعزيز صمود الناس وتقديم الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني.
وبالتالي هناك ادوار كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وتبني الشهداء والجرحى واعادة الاعمار ورفع الحصار وتوفير مستلزمات الصمود؛ هذه القضايا يمكن للدول التي تم ذكرها سابقا ان تاتي بها للشعب الفلسطيني كافة عبر طرق كثيرة سواء كانت مباشرة او غير مباشرة.
*ما هي ابرز نتائج هذه المعركة على المستوى الاقليمي والميداني ؟
ان ابرز نتائج هذه المعركة انها اطاحت بوحدة القدس تحت السيادة الصهيونية واطاحت كذلك بصفقة القرن التي قامت على اعتبار ان القدس عاصمة لاسرائيل موحدة تحت سيادتها.
ان ابرز نتائج هذه المعركة انها اطاحت بصفقة القرن التي قامت على اعتبار ان القدس عاصمة لاسرائيل موحدة تحت سيادتها
ان صواريخ الكورنيت التي اطلقها الكيان الصهيوني على غزة وكذلك صواريخ المقاومة التي تم اطلاقها من غزة على مستوطنات القدس قد بدّدت هذا الوهم الذي اسمه وحدة القدس تحت السيادة الصهيونية، وبددت معه ايضا بما يعرف بصفقة القرن واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وبالتالي ان احد ايبرز نتائج هذه المواجهة من المعركة ان صح التعبير هي الاطاحة بمقولة وحدة القدس تحت السيادة الصهيونية، ونحن نؤكد ان القدس كانت ومازالت وستبقى قضيتنا الى الابد كعرب وكمسلمين وكاحرار وثوار.
* يعتقد البعض ان التجهيزات والتفوق التكنولوجي يكون عاملا حاسما في المعارك، كيف انتصرت المقاومة في هذه الحرب على كل هذه التقنيات الحديثة وارضخت الكيان الصهيوني ؟
عندما نتحدث عن الجانب الصهيوني وعن تطورة والامكانيات التي يملكها؛ فهو بلا ادنا شك انه يملك ترسانه هائلة من الاسلحة والتكنولوجيا والبرمجيات التي تاهله ان يصل الى باطن الارض لمعرفة وجود الانفاق واحيانا ضرب التحصينات.
ان العدو الصهيوني في هذه المعركة استخدم طائات (F-35) وجرب اسلحة وصواريخ متقدمة ومتطورة جدا اطاحت بالابراج العالية وتسببت بحفر حفر كبيرة وعميقة في الارض على مسافة 20 متر و10 امتار؛ هذا على مستوى القوة الهائلة والمفرطة للكيان الصهيوني التي استخدمها في الحرب.
الامر الثاني على مستوى التكنولوجيا المتطورة للعدو الصهيوني فهو متقدم في هذا المجال، فهو استخدم احدث الطائرات (طائرات استطلاع دروينغ)، واستخدم كل اشكال التصنت والاستطلاع والتجسس.
هذه الامور تحتاج الى سرد طويل ومفصل، ولكنه بلا شك ان العدو الصهيوني لديه قدرة تكنولوجية عالية، ولديه قدرة قتالية عالية ولكنه ضعيف جدا لانه يعلم ان هذه الارض ليست له ولم تكن له في يوم من الايام.
غزة التي صنعت سلاحها بايديها ووقفت امام ترسانة تكنولوجية متقدمة لدى جنود الاحتلال ولم يستطع هذا العدو في هذه الجولة ان يحسم المعركة او ان يحقق اهدافه، وبالتالي عامل فرق التكنولوجيا ليس من يحسم المعارك في فلسطين. رغم التفوق الهائل للكيان الصهيوني في هذا المجال.
لذلك يبقى دائما العنصر البشري والارادة والحق هم الذين يحققون النصر ويلحقون الهزيمة للعدو الصهيوني.
*ما هي اهمية وأبعاد خطاب قائد الثورة الى المقاومة الفلسطينية والى محور المقاومة؟
بلا شك ان كلام الامام علي الخامنئي (حفظه الله) وقادة المقاومة في الجمهورية الاسلامية الايرانية يعطي المدد للمقاومين على الارض لاننا ابناء امة واحدة ونعتز نحن كشعب فلسطيني بهذه العلاقة مع السيد القائد ومع الجمهورية الاسلامية قادتها وجندها وشعبها. وهذا بالنسبة لنا شرف لا ندّعيه بل هذا هو فخر لنا ان نكون على علاقة صادقة وشفافة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وبلا شك ان كلمات آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (حفظة الله ) مهمة ولها بعدها، وبالتاكيد عندما يعلن دعما مستمرا للشعب الفلسطيني فان هذا له بُعدٌ خاص جدا، والعالم يعلم ويُدرك ان الشعب الفلسطيني له حليف وله سند قوي.
قال خالد البطش ان هذا الصاروخ هو اقوى واضخم صاروخ فلسطيني صنعته العقول الفلسطينية احتراما وتقديرا لجهود الشهيد القائد قاسم سليماني
واعتقد ان الجمهورية الاسلامية كانت حاضرة في المعركة، وكلكم تذكرون اخر الاسلحة التي تم استخدامها من قبل المقاومة الفلسطينية في الميدان وهو صاروخ "قاسم" وهو اقوى صاروخ فلسطيني حتى الان على الاطلاق؛ هذا الصاروخ الذي سمي باسم الشهيد قاسم سليماني والذي يحمل راس متفجر بوزن 400 كيلوغرام؛ فهذا الصاروخ حتى هذه اللحظة يعتبر من احد اهم عناصر مفاجأة المعركة.
هذا الصاروخ هو اقوى واضخم صاروخ فلسطيني صنعته العقول الفلسطينية احتراما وتقديرا لجهود الشهيد القائد قاسم سليماني.
الامر الثاني ان المتابعة والمعاقبة على التخطيط والمتابعة تحتاج الى جهود من الجميع سواء من طرفنا في المقاومة الفلسطينية او من طرف الجمهورية الاسلامية الايرانية واجهزتها.
ان الكيان الصهيوني اصغر بكثير مما يتصور البعض ويمكن هزيمة هذا الكيان والحاق هزيمة استراتيجية به.
/انتهى/
تعليقك