٢٤‏/٠٥‏/٢٠٢١، ٥:٢٥ م

محلل سياسي لـ"مهر":

لحمة ووحدة الشعب الفلسطيني كانت كلمة الفصل في المعركة/كان للشهيد قاسم سليماني بصمة مع كل صاروخ يطلق

لحمة ووحدة الشعب الفلسطيني كانت كلمة الفصل في المعركة/كان للشهيد قاسم سليماني بصمة مع كل صاروخ يطلق

قال الكاتب والمحلل السياسي، حسين الديراني، انه كان للشهيد القائد قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه بصمة مع كل صاروخ يطلق على العدو الصهيوني، وبصمة للشهيد القائد عماد مغنية في كل نفق من انفاق المقاومة.

وكالة مهر للأنباء - عبدالله مغامس: تكمن أهميّة أحداث فلسطين اليوم، سواء نوعيّة إنجازات المقاومة العسكرية أو حجم الهبّة الفلسطينية وامتدادها على مساحة خريطة فلسطين، في وضعها في سياقها التاريخي في إطار الصراع مع العدوّ من جهة، والديناميكيات الداخليّة لمشروع "دولة" الاحتلال الصّهيونيّ من جهة أخرى.

ويغيب عن المواطن العربيّ النظر في تاريخ الصراع من منظور العدو و"شعبه"، فالسردية المهيمنة في الذاكرة العربية هي سردية "هزائم" مفترضة في الستينيات، وتفوق عسكري حتمي للمشروع الصهيوني و"نجاحه" وتقدّمه. ومن أحد أهم أسباب رواج هذه السردية، عدم فهم العدو ومشروعه، وبالتالي التسليم بتصورات مختلقة ومزيّفة عنه.

الا ان المقاومة الفلسطينية حققت انتصاراً لا لبس فيه على العدو الصهيوني، هذه الحقيقة تأكدت بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وهذه أبرز أسباب هزيمة الاحتلال وأبرز نتائج انتصار المقاومة.

وكان وقف إطلاق النار الذي توافقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة- وعلى رأسها حركة حماس- بوساطة مصرية مع الكيان الصهيوني قد دخل حيز التنفيذ في الثانية من فجر الجمعة 21 مايو/أيار. وفي تلك اللحظة كان هناك مشهدان متناقضان تماماً على الأرض. مسيرات وتجمعات احتفالية في غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة بانتصار المقاومة، يقابلها مشهد إسرائيلي داخلي يغلب عليه تبادل الاتهامات بشأن ما وصفوه "بالفشل".

وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء حواراً صحفياً مع الكاتب والمحلل السياسي، حسين الديراني، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

** ما هي اسباب انتصار المقاومة والشعب الفلسطيني على العدو الصهيوني في حرب غزة ؟

اولا ابارك للشعب الفلسطيني ولشعوب الامة العربية والاسلامية ولكل احرار العالم الشرفاء هذا الانتصار العظيم على الكيان الصهيوني وتجلت ايات القرآن في هذا الانتصار " بسم الله الرحمن الرحيم. كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ"، الانتصار المزلزل كان انتصار الدم على السيف، لان قوى الشر العالمية وقفت كما عادتها جبهة واحدة ضد قوى الخير والمقاومة والتحرير.

اما اسباب انتصار المقاومة والشعب الفلسطيني على العدو الصهيوني في هذه الجولة الاخيرة من المواجهة معه، ولن تكون الاخيرة، يعود لعدة اسباب وعوامل.

اولا؛ لحمة ووحدة الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين المحتلة وقطاع غزة مما ادت الى انتفاضة شعبية ومسلحة في وقت واحد وعلى كافة تراب فلسطين المحتلة، وتم نسف تقسيم الشعب الفلسطيني بين 48 و 67 وقطاع غزة.

ثانيا؛ الامكانية العسكرية التي اعدتها المقاومة " وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ " وكان اعداد المقاومة مطابق للاية الكريمة التي تختصر مشهد اسباب الانتصار.

ثالثا؛ حلفاء المقاومة الفلسطينية في العالم العربي والاسلامي الاوفياء، الاشداء على الاعداء، الرحماء فيما بينهم، وعلى رأسهم الجمهورية الاسلامية الايرانية التي كانت الداعم الاول والاخير للمقاومة الفلسطينية وليس جديدا بل منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979، حتى تمكنت هذه المقاومة الباسلة المجاهدة الشريفة بفضل الدعم العسكري والمادي والاعلامي لتحقيق هذا الانتصار العظيم.

كان للشهيد القائد قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه بصمة مع كل صاروخ يطلق على العدو الصهيوني، وبصمة للشهيد القائد عماد مغنية في كل نفق من انفاق المقاومة

وكان للشهيد القائد قاسم سليماني رضوان الله تعالى عليه بصمة مع كل صاروخ يطلق على العدو الصهيوني، وبصمة للشهيد القائد عماد مغنية في كل نفق من انفاق المقاومة.

رابعا؛ التضحية والفداء والايمان بالنصر عند هذا الشعب الفلسطيني المضحي الصامد الباسل القوي العنيد، والذي اعتمد على الله اولا، واعتمد على ذاته رغم التضحيات لتحقيق ما عجزت عنه جيوش عربية بكاملها انهزمت عام 1967 خلال ستة ايام من العدوان الصهيوني.

خامسا؛ لا ننسى ان التضامن الشعبي العالمي مع الشعب الفلسطيني اربك الحكومات الغربية وحتى العربية، حيث خرجت التظاهرات في جميع انحاء العالم بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع مع هذا العدو منددة بالعدوان الصهيوني الارهابي ومساندة لمقاومة الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه.

*ما هي نقطة الحسم في هذه المعركة، كيف تم حسم المعركة ؟

نقطة الحسم هي حجم صواريخ المقاومة التي اطلقت من جميع فصائل المقاومة وبالتنسيق فيما بينهم نحو العدو الصهيوني رغم تفوقه العسكري، ورغم حماية نفسه بالقبة الحديدية التي فشلت في التصدي للكم الهائل من الصواريخ التي اصابت اهدافها، واحدثت رعبا ورهبا داخل المستوطنين الصهاينة، المستوطنون الجبناء لا يستطيعوا ان يعيشوا في اجواء حرب تدوم لاكثر من اسبوع، لان جيشهم الذي يعتمدون عليه لحمايتهم يفر من صواريخ المقاومة ويزاحم المستوطنين في الملاجيء، وكذلك يفعل السياسيون الصهاينة.

وحسمت المعركة من خلال استسلام العدو لشروط المقاومة بوقف العدوان الارهابي على غزة ومسجد الاقصى، وعدم التعرض لاهالي حي الجراح الفلسطيني، ووقف اعتداءات المستوطنين الصهاينة على ابناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية والمسيحية.

*ماهي النتائج والمسارات المرتقبة ؟

لا شك ان هناك زلزال حدث داخل الكيان الصهيوني نتيجة هذا العدوان على الشعب الفلسطيني والهزيمة التي مني بها وكنا نتوقع ذلك منذ اليوم الاول للعدوان، وهناك مطالبة لتشكيل لجنة تحقيق داخلي على غرار لجنة فينوغراد التي شكلت عام 2006 بعد العدوان على لبنان، وعلى اثر هزيمة الجيش الصهيوني في مواجهة المقاومة الاسلامية لدراسة اسباب الهزيمة.

النتائج كارثية بالنسبة للعدو الصهيوني على الصعيد الاستيطاني والنفسي والعسكري

والنتائج كارثية بالنسبة للعدو الصهيوني على الصعيد الاستيطاني والنفسي والعسكري، وسيفكر مليون مرة قبل ان يقدم على اي عدوان على لبنان وحتى سوريا، وسوف يعوض عن هزيمته الكبرى باطلاق يد عملائه في المنطقة لاحداث الفتن المذهبية والقومية والعرقية والسياسية، وتنفيذ عمليات ارهابية، وهنا يتوجب على قوى محور المقاومة ان تكون حاضرة لافشال اي مخطط لهذا العدو الصهيوني الجبان.

*هل ستقوم الدول المطبعة مع العدو الصهيوني بسحب اتفاقياتها وطرد سفراء الكيان ؟.

الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني لن يرف لهم جفن لانهم اختاروا طريق الذل والعار، ولم تأخذوا اذنا من شعوبهم بل مارسوا ذلك طوعا وكرها، والدول العربية التي طبعت مع العدو الصهيوني مؤخرا بأمر مباشر بالتهديد والترغيب من الرئيس الامريكي المهزوم دونالد ترامب.

فلا اتوقع طرد السفراء ولا سحب الاتفاقيات، وهم في الاصل يشاركون العدو الصهيوني عدوانه على الشعب الفلسطيني، وسوف تكشف الايام القادمة بانهم كانوا متواطئين وداعمين لهذه الحرب.

*هل مسارات التطبيع تلقت انتكاسات كبيرة بعد انتصار غزة على العدو الصهيوني ؟

طبعا مسارات التطبيع تلقت انتكاسات كبيرة، وتلقى حكام الدول المطبعة صفعات قوية، وتم تعريتهم وفضحتهم امام الشعوب الحرة، حتى باتوا منبوذين ومحتقرين من قبل شعوبهم الذين يحملون هم الامة ومصيرها، وحتى وعاظ السلاطين باتوا عرضة للسخرية والاستهزاء بسبب مواقفهم المخزية الشيطانية الموالية للحكام الجبناء.

*هل ترى ان انتصار غزة ازال اوهام صفقة القرن ؟

انتصار غزة وضع المسمار الاخير في نعش صفقة " العار والاستسلام "

انتصار غزة وضع المسمار الاخير في نعش صفقة " العار والاستسلام " التي سميت بصفقة القرن.

هذه الصفقة التي تعرضت لصفعات متتالية منذ تأسيسها حتى قضي عليها بالضربة القاضية في هذه الجولة الاخيرة مع هذا الكيان الارهابي الجبان

*هل تعتقد ان المعركة انتهت ام ان فصلا جديدا منها قد بدأ ؟ وماهي المعادلة الجديدة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على العدو المحتل ؟

لا اعتقد ان المعركة انتهت، طالما هذا الكيان موجود فلا مكان للامن والسلام في المنطقة، لان هذا العدو لا يعرف الا لغة القوة ولا يردعه الا القوة، ولا يمكن الاعتماد على المنظمات الدولية ولا مجلس الامن لاستعادة الاراضي والحقوق الفلسطينية.

فما اخذ بالقوة لا يعود الا بالقوة وهذه معادلة لا تقبل النقاس، ومن المؤكد ان هناك فصل جديد قد بدأ وهو حضور المقاومة بقوة في مشروع التحرير، والكيان الصهيوني يعرف ويعلم ان وجوده اصبح مهدد من الداخل والخارج، والاحتلال لن يدوم مع مرور الزمن، فها هو الشعب الفلسطيني بجيله الجديد ينتفض ويثور ويتهيأ ليوم التحرير الاكبر، يوم تعود فلسطين من البحر الى النهر الى شعبها الاصلي.

والمعادلة الجديدة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني هي ان اي اعتداء على الفلسطينيين في داخل فلسطين المحتلة او الاعتداء على المقدسات سيكون الرد العسكري حاضرا وقويا ومزلزلا./انتهى/

رمز الخبر 1914737

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha