١٤‏/١١‏/٢٠٢١، ٦:٢٢ م

محلل سياسي لـ"مهر":

السعودية تتّخذ من تصريحات قرداحي ذريعة/ البطش والانتقام أساس علاقاتها الدولية

السعودية تتّخذ من تصريحات قرداحي ذريعة/ البطش والانتقام أساس علاقاتها الدولية

صرّح المستشار القانوني قاسم حدرج، أن ردة فعل السعودية على تصريح جورج قرداحي اظهرت حجم المأزق الذي وقعت فيه بعد ان فقدت آخر معقل من معاقلها التي كانت تستخدمه ساحة للتآمر على دول محور المقاومة وكانت تأمل بأن تجرّه الى حظيرة التطبيع.

وكالة مهر للأنباء_ القسم العربي: في ظل المجريات والتصعيد السياسي والازمات متعددة الأبعاد التي بدأت في لبنان، منذ تفجير مرفأ بيروت ومن ثم أحداث الطيونة الدامية التي اثارت غصب الشارع اللبناني علاوة على الازمة الاقتصادية التي يعاني منها.

تم تشكيل حكومة جديدة في لبنان وبدأت الحكومة اللبنانية اولى خطواتها نحو حل تلك الازمات وتهدِئة الشعب اللبناني، لكن كما نعلم ان العدو لايتسطيع المكوث بلا حراك، فهو دائما يبحث عن فتيل فتنة لإشعالها ولايحب ان يشعر شعب بالاستقرار او الامن.

وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء حواراً صحفيي مع المستشار القانوني والمحلل السياسي الدكتور "قاسم حدرج"، وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تقيّم ردّة فعل السعودية واِثارتها للأزمة الدبلوماسية الأخيرة ؟

يقول الامام علي (ع): " من عاملته فوق قدره عاملك دون قدرك"، هذا القول الشريف يختصر المشهد السعودي في علاقاتها مع الدول وما الأزمة المفتعلة التي اثارتها مع الدولة اللبنانية الا نتيجة طبيعية لنهج الاستسلام للهيمنة السعودية الذي اتبعته الحكومة اللبنانية بموضوع الوزير شربل وهبة.

اننا نرى صمت القبور ازاء الاهانات التي كانت السعودية تتعرض لها يوميا على يد ترامب حيث تخلّت عن وزير خارجيتها الذي دافع عن رئيس جمهوريته بمواجهة صحافي سعودي وجه اهانات معيبة لمقام الرئاسة فكان ان شنت حملة شعواء من ادوات السعودية في لبنان مع تخلي رسمي كامل عن الوزير انتهى بالاطاحة به.

وسجلت السعودية بسطوتها المالية هدفا جديدا في مرمى العلاقات الطبيعية وأثبتت انها نظام هيمنة ومطاوعة حتى في تعاطيها مع الدول ونذكر هنا الأزمة التي اثارتها الرياض بعد تعرض قنصليتها في طهران لعملية احتجاج من بعض الغاضبين على اعدام الشيخ نمر النمر.

وبالرغم من اتخاذ الحكومة الايرانية كل الاجراءات القانونية بحقهم وتقديم اعتذار رسمي وفقا للأصول الدبلوماسية الا ان الرياض أبت الا ان تستغل هذا الحدث وتضخيمه واستعراض سيطرتها على العديد من الدول التي سارعت الى قطع علاقاتها الدبلوماسية بايران.

* لیس خفيا علی أحد محاربة السعودیة للإعلامین والصحفیین، بدایة من قتل خاشقجي وغیره من السیاسین والصحفیین، الی ممارسة الضغوط علی وزیر الاعلام اللبناني. كيف تقیم الاعتداءات الإعلامیة والصحفیة التي تقوم بها السعودیة ؟

تثبت السعودية يوما بعد يوم بأنها لم تصل بعد الى مصاف الدول بل ما زالت في دائرة القبلية وهو ما عبر عنه مدير "السي اي ايه" السابق "جون برينن" بالقول "لقد بحثنا عن مفتاح ضوء لنقل السعودية الى عالم الحداثة فلم نجده، ولكن ما يدفع السعودية للمضي في سياستها القبلية هو افلاتها من العقاب عن طريق الرشاوى المالية التي تؤمن لها ستارة سوداء تحجب خلفها كل جرائمها وهذا ما لمسناه في جريمة العصر التي شغلت الرأي العام العالمي على مدى اشهر وهي قتل خاشقجي داخل مبنى السفارة في اسطنبول".

لقد بحثنا عن مفتاح ضوء لنقل السعودية الى عالم الحداثة فلم نجد! والسعودية لم تكتف بقمع الأفراد والجماعات بل وصلت الى مستوى الدول وقد شهد العالم عملية الحصار التي مارستها ضد شقيقتها قطر بمساندة من دول تدور في فلكها وهكذا اظهرت السعودية ان البطش والانتقام وفرض السطوة هو الأساس في علاقاتها الدولية وبأنها تتصرف كما الكيان الصهيوني.

بمنطق حق القوة سواء داخليا او خارجيا مع الافراد والجماعات والدول، ولو كانت القوانين الدولية تطبق لصنفت السعودية بأنها دولة مارقة خارجة عن القانون ويكفي ما ترتكبه منذ سنوات بحق الشعب اليمني حيث تفوقت باجرامها على النازية وتسببت بأكبر كارثة انسانية في العصر الحديث.

* ماذا یتوجب علی الحکومة اللبنانیة ان تعمل لکي تحافظ علی سیادتها ؟

اما ما فعلته مع لبنان مؤخرا واتخذت من تصريحات قرداحي ذريعة لها والتي حين ادلى بها كان لا يتولى اي منصب رسمي كشف عن مستوى الحقد والحنق الذي تحمله الأسرة السعودية ازاء تفلّت الحكومة اللبنانية من قبضتها وهي التي سيطرت عليها منذ اتفاق الطائف عن طريق "أل الحريري" وحاشيته وكانت تتحين الفرص لتكشير عن انيابها وتأليب اتباعها في لبنان على هذه الحكومة تمهيدا لإسقاطها لأنها تعتبر ان سيطرتها على الساحة اللبنانية ستشكل ورقة ضغط بيدها تستخدمها في الملف اليمني الذي تعاني فيه الهزائم المذلة.

ردة فعل السعودية على تصريح جورج قرداحي اظهرت حجم المأزق الذي وقعت فيه بعد ان فقدت أخر معقل من معاقلها التي كانت تستخدمه ساحة للتأمر على دول محور المقاومة وكانت تأمل بأن تجرّه الى حظيرة التطبيع.

وبالتالي فان ردة فعل السعودية على هذا التصريح اظهرت حجم المأزق الذي وقعت فيه بعد ان فقدت أخر معقل من معاقلها كانت تستخدمه ساحة للتأمر على دول محور المقاومة وكانت تأمل بأن تجره الى حظيرة التطبيع.

في الختام نقول ان الدولة التي تسببت عن قصد او غير قصد في مقتل الاف الحجاج ومنعت التحقيق بالحادثة ولم تقدم حتى اعتذار بل تلقت برقيات التهاني على حسن التنظيم هي كيان مبني على رمال متحركة مجبولة بدماء مئات الاف الضحايا المظلومين وعما قريب ستبتلعها هذه الرمال لتصبح أثرا بعد عين وان ربك لبالمرصاد./انتهى/

رمز الخبر 1919711

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha