وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم الاثنين، إلى توقيت إعادة فتح سفارتي إيران والسعودية، قائلا: "ان الوفد التقني السعودي وصل إلى طهران، يوم السبت ، ويدرس الآليات المناسبة لإعادة فتح السفارة السعودية في طهران، والقنصلية العامة في مشهد".
وتابع: "قريبًا سيتوجه الوفد الإيراني أيضا إلى السعودية للتحضير لإعادة فتح السفارة في الرياض.. بالطبع ان من أجل تفعيل السفارات والبعثات التي توقفت عن العمل منذ عدة سنوات، نحتاج إلى بعض الإجراءات التي يجري تنفيذها حاليا وعند الانتهاء سيتم تبادل السفراء بين البلدين".
وأكد كنعاني بأن الاتفاقية بين طهران والرياض تلقت ردود أفعال إيجابية للغاية على المستويين الإقليمي والدولي، وستكون لها بالتأكيد آثار إيجابية في تعزيز التعاون لزيادة الاستقرار والأمن، فضلاً عن تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية ليس فقط بين البلدين، بل بين جميع الدول في المنطقة.
ايران ترحب بالمبادرات السياسية لحل الأزمة اليمنية
في رد على سؤال عن التطورات في اليمن والمفاوضات الأخيرة لحل الأزمة في هذا البلد، فأجاب كنعاني: "انه نشهد تطورات وتحركات جديدة في الشأن اليمني... منذ بداية هذه الأزمة، كان للجمهورية الإسلامية الإيرانية موقف مبدئي واضح ومعلن، وأكدت ايران أن الحل الوحيد للأزمة هو الحل السياسي، بحيث يجب ان يشارك جميع الأطراف اليمنية ويقرروا وفقا لمصالح الشعب اليمني لتقرير مصير هذا البلد وتشكيل الحكومة فيه".
وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية معروفة كدولة تلعب دورًا في القضايا الإقليمية وقدمت أيضًا اقتراحها للحل السياسي، مضيفا: "ايران تعتقد انه من الممكن تجنب اللجوء إلى الأساليب العسكرية في إطار المبادرات السياسية لإنهاء الأزمة اليمنية".
وقال: "إيران أكدت دائما أن الشعب اليمني هو الذي يجب أن يقرر لمستقبل بلده وحكومته، ولا يحق لأحد أن يقرر المصير السياسي لأبناء هذا البلد نيابة عنهم، أو يفرض على الشعب اليمني ارادة سياسية خاصة".
وأضاف: "نأمل في ظل الظروف الجديدة التي نشهدها في المنطقة أن نصل إلى اتفاق مستقر لوقف إطلاق النار وتمهيد الطريق لتشكيل عملية سياسية وفق مصالح اليمنيين بمشاركة جميع الأطراف".
الكيان الصهيوني لا يفوت أي فرصة لمواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني المظلوم
أشار المتحدث باسم الوزاة الخارجية إلى التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية وقال: "على الرغم من حقيقة أن الكيان الصهيوني يعاني من أزمات وتوترات داخلية حادة، والانقسام السياسي والاجتماعي الواسع، إلا انه نرى هذا الكيان، بسبب طبيعته الإجرامية، يسعى إلى نقل الأزمة من الأراضي المحتلة إلى الأراضي الفلسطينية ومناطق أخرى في الأطراف".
واعتبر الهجمات الجديدة للكيان الصهيوني ضد الأراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة والضفة الغربية هجمات ارهابية، قائلا: " لقد ارتكب هذا الکیان عملاً إجرامياً وعدائياً ضد سيادة سوريا وان قيامه بالتعدي والإساءة والتدنيس للمقدسات المسلمين، وخاصة المسجد الأقصى، أثبت مرة أخرى أن الکیان لن يفوت أي فرصة لمواصلة أعماله العدوانية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم وضد دول المنطقة والدول المجاورة".
وذكر أننا نشهد اليوم صحوة الأمة الإسلامية، والمزيد من الاهتمام من قبل الدول والحكومات الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم، مؤكدا في اليوم العالمي للقدس سنشهد نزول الشعوب الاسلامية والحرة الى الشوارع دعما للشعب الفلسطيني... من الضروري ان تلعب الدول الإسلامية دورا أكثر جدية وأهمية في القضية الفلسطينية بشكل مستقل ومتعدد الأطراف.
وأكد أن وجود الكيان الصهيوني في المنطقة يشكل تهديداً لأمن واستقرار جميع دول المنطقة وأضاف أن الشعب الفلسطيني يحاول ويكافح من أجل نيل حقوقه وهو في طليعة الكفاح ضد الکیان الذي دأب على زعزعة الإستقرار وانعدام الأمن وانتشار الإرهاب في جميع دول المنطقة.
العلاقات الثنائية بين ايران والعراق تسير على مسار جيد
وتطرق كنعاني إلى العلاقات الثنائية بين ايران والعراق، قائلا: "ان الحكومة الإيرانية حاولت دائما المساعدة في توطيد الاستقرار والأمن والسلام في العراق وهي شريك مهم وفعال للحكومة والشعب العراقي في استقرار الأوضاع السياسية وكذلك ترسيخ الاستقرار والأمن ومواجهة الإرهاب التكفيري المشؤوم في هذا البلد.... فقد أرسينا حجر أساس جيد للغاية في العلاقات الثنائية بجهود الحكومتين والعلاقات بين البلدين تسير على مسار جيد".
وذكر بأن إيران والعراق، بالإضافة إلى المجالين السياسي والأمني، تربطهما أيضًا علاقات حميمة ووثيقة جدًا في المجالات الاقتصادية في اطار توفير المصالح المشتركة للطرفين، واصفًا حجم التبادل التجاري بين طهران وبغداد بالمهم والكبير لكونهما شريكين تجاريين إقليميين من الدرجة الأولى.
وحول زيارة وزير النقل العراقي إلى طهران أوضح كنعاني ان هذه الزیارة تأتي في اطار استمرار المحادثات والمفاوضات بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك في مجال النقل، معتبرا الاتفاق بين البلدين بشأن إنشاء خط سكة حديد شلمجة – البصرة من اهم الموضوعات فیما يتعلق بزيارة وزير النقل العراقي الى طهران.
وقال: "ربط شبكة السكك الحديدية بين إيران والعراق سيضمن مصالح البلدين ويوفر الأرضية لربط خطوط السكك الحديدية الإيرانية بالعراق مع دول الجوار بما في ذلك الأردن وسوريا وتركيا کما سیفسح المجال للعراق ودول أخرى في المنطقة لاستخدام شبكة السكك الحديدية لممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب.
موقفنا حول منظقة القوقاز واضح
كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى العلاقات مع جمهورية أذربيجان والتطورات الأخيرة وقال: "فيما يتعلق بالقضايا والتطورات في منطقة القوقاز، ليس لدينا أي تصريح جديد وموقفنا حول الحفاظ على الحدود الجغرافية الراهنة واضح... نؤكد مرة أخرى على مواقفنا السابقة ونعتقد أن القضايا الحاسمة في المنطقة يجب أن تحل في إطار النهج السياسية، وأن التوترات والمواجهات العسكرية لن تساعد إلى حل الأزمات".
نلمس أجواء ايجابية في موضوع العلاقات الدبلوماسية مع البحرين والإمارات
في رد على سؤال حول عملية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع البحرين والإمارات، أوضح كنعاني: طفيما يتعلق بموضوع البحرين، توجه وفد من إيران إلى المنامة لبحث عملية تفعيل السفارة في هذا البلد، وبشكل عام نلمس أجواء إيجابية مع التفاؤل بشأن آفاق جديدة للعلاقات بين البلدين".
وبخصوص الإمارات، وصف العلاقات بين طهران وأبو ظبي بأنها تمضي قدما، مضيفا: "خاصة بعد عودة سفير الإمارات إلى طهران والمبادرات التي تم اتخاذها، شهدنا تحسنا في مستوى التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتم تبادل آراء مختلفة بين البلدين وأجريت مباحثات جيدة".
اوروبا ضيع فرص تعزيز العلاقات من خلال التركيز على القضايا الهامشية
انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية سلوك اوروبا في الشهور الماضية، قائلا: "ان أوروبا، خلال الأشهر القليلة الماضية، من خلال التركيز على القضايا الهامشية وإعطاء الأولوية للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران، ضيع فرص تنظيم وتعزيز العلاقات الثنائية وفقدت قدرا كبيرا من الوقت في هذا الصدد، ولكنه يمكن له تعويض الفرص الماضية وتصحيح أخطائه بالتركيز على مسار العلاقات الثنائية".
وأضاف: "في هذا الصدد، شهدنا بعض الإجراءات والمبادرات السياسية الجديدة من قبل بعض الدول الأوروبية على الصعيد الثنائي وبعض الدول على شكل مبادرات متعددة الأطراف، وأجريت محادثات جيدة، ونعتبر إجراء هذه المحادثات إيجابيا ومفيدا".
مستعدون لإنهاء المفاوضات النووية ونرى إمكانية لتبادل السجناء في المستقبل القريب
وحول احتمالية عودة الأطراف إلى الاتفاق النووي في الوقت الراهن، أشار كنعاني إلى أنه تم تبادل المسودات بين الوفود خلال المفاوضات السابقة... كما ذكرت إيران مرات عديدة، فهي مستعدة لإنهاء المفاوضات ووضع الأساس لتنفيذ الاتفاق بحيث تفي جميع الأطراف فيه بالتزاماتهم و مسؤولياتهم.
وتابع: "لطالما أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية استعدادها للعودة إلى الاتفاق، مع احترام مصالحها الوطنية وخطوطها الحمراء، لذا فإن نهجنا نهج شامل ومنفتح لجميع الأطراف الإقليمية والدولية."
كما أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية عن تبادل السجناء مع الولايات المتحدة: "تم اتخاذ خطوات في هذا الشأن وبذلت جهود من قبل قناة معينة سبق لها أن لعبت دوراً في هذا المجال... من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية، هناك إمكانية للتبادل في المستقبل القريب بناءً على اتفاق تم التوصل إليه من قبل، ويجب أن يلتزم الطرف الآخر بالتزامه".
/انتهى/
تعليقك