٠٩‏/١٠‏/٢٠٢٣، ٧:٠٢ م

أ. أليف الصباغ لِمِهر:

عملية طوفان الأقصى خسارة آنية واستراتيجية للكيان وستنعكس على ثقة الصهاينة بكل قدراتهم

عملية طوفان الأقصى خسارة آنية واستراتيجية للكيان وستنعكس على ثقة الصهاينة بكل قدراتهم

يشكل خسارة آنية واستراتيجية في ان معا، وسينعكس على ثقة الصهاينة بكل قدراتهم التكنولوجية والعسكرية ولا بد ان ينعكس على تحالفاتهم او حلفائهم الذين يعيشون حالة استسلام امام القوة الإسرائيلية التي تروج لها أمريكا والاعلام الغربي ومن تبعهم.

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: لازلنا نعيش في ظل أجواء عملية عسكرية ضخمة، أطلقها المجاهدون في غزة تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، حملت اسم "طوفان الأقصى".

طوفانٌ تعجب له العدو قبل الصديق، فباعتراف الكثيرين، تعتبر أكبر عملية عسكرية من حيث الخسائر التي تكبّدها المعتدي منذ احتلال فلسطين إلى يومنا هذا، ويرى الكثيرون أنها مناورة حيّة وشكل مصغر من مشهد الفتح المبين والتطهير المقدس لفلسطين وجميع الأراضي المحتلة.

تطورٌ من حيثُ الكم والكيف، ترجمته المقاومة على أرض الواقع، بتحريرها العديد من المستعمرات حول قطاع غزة باستخدامها الجو والبر والبحر، مشهدٌ جعل المنظومة الامنية الصهيونية في حالة ارتباك وصدمة لم يصحوا منها حتّى الآن

ويؤكد ضيفنا الكريم، المحلل السياسي والمتخصص بالشأن "الإسرائيلي" الأستاذ "أليف الصبّاغ" أن هذا الحدث يشكل خسارة آنية واستراتيجية في ان معا، وسينعكس على ثقة الصهاينة بكل قدراتهم التكنولوجية والعسكرية ولا بد ان ينعكس على تحالفاتهم او حلفائهم الذين يعيشون حالة استسلام امام القوة الإسرائيلية التي تروج لها أمريكا والاعلام الغربي ويتبعه الاعلام العربي الرسمي.

ويضيف الأستاذ الصبّاغ: المجتمع المستكبر والعنصري والذي شعر انه الأقوى والاعظم عسكريا، اكتشف في لحظة واحدة انه يعيش في وهم كبير ولا يرضى الا بالعودة الى هذا الوهم.

لكل هذا وأكثر وللخوض في نتائج هذه العملية المباركة ومآلاتها الآنية والاستراتيجية، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء الأستاذة "وردة سعد" حواراً صحفياً مع المحلل السياسي والمتخصص بالشأن "الإسرائيلي" الأستاذ " أليف الصبّاغ" وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

عملية هجومية غير مسبوقة قامت بها وحدات من المقاومة الاسلامية في غزة.. وابرز نتائجها الانهيار المريع لجيش الاحتلال ووقوعه تحت الصدمة.. فما تفسيركم لهذه الظاهرة التي وصفها البعض بالفشل والاخفاق والتقصير؟ وما اسبابها الحقيقية خاصة انها ليست المرة الاولى لهزيمة هذا الجيش امام المقاومة؟

لا شك ان العملية العسكرية الاستباقية التي نفذتها المقاومة، بما استخدمته من تكتيكات عسكرية ابداعية، شكلت صدمة وارتباكا شديدا للعدو الإسرائيلي، جيشا ومخابرات وحكومة وحتى للاعلام الإسرائيلي. لم تستطيع هذه المستويات ان تتعامل مع الصدمة والانهيار المعنوي والتنظيمي العسكري الا بعد 12 ساعة من بداية الاحداث، ورغم كل قدراته اللوجستية لم تستطيع حتى الان ان تستعيد المبادرة على الأرض. وتستعيض عنها بمبادرات للقصف الجوي وقتل مئات المدنيين وتدمير كل ما تستطيع تدميره في غزة. هذا الدم الفلسطين والارواح الفلسطينية وصور الدمار الذي يحدثه القصف الجوي هو ما يرمم النفس الإسرائيلية، وفق تقديراتهم، على المستوى الاني الحاضر، لان المجتمع المستكبر والعنصري والذي شعر انه الأقوى والاعظم عسكريا، اكتشف في لحظة واحدة انه يعيش في وهم كبير ولا يرضى الا بالعودة الى هذا الوهم.

ما هي ابرز الدلالات الاستراتيجية لنجاح المقاومة في اجتياز الحواجز المحصنة والحصون العسكرية المدججة بالسلاح؟ وكيف سينعكس ذلك على الصراع في المنطقة؟ والازمة المتفاقمة في كيان الاحتلال ؟

شكّل اجتياز كتائب المقاومة للحواجز الأمنية ومنها سياج غزة الذي كلفهم مليارات الشواقل، عملا عسكريا اشبه بتحطيم خط بارليف عام 73 سيما وانه جاء في الذكرى الخمسين بالضبط لتحطيم خط بالرليف، وهذا ما قاله الإسرائيليون انفسهم. وان هذا الحدث سيبقى يرافق إسرائيل حتى اخر يوم في تاريخها. هذا الحدث يشكل خسارة آنية واستراتيجية في ان معا، وسينعكس على ثقة الصهاينة بكل قدراتهم التكنولوجية والعسكرية ولا بد ان ينعكس على تحالفاتهم او حلفائهم الذين يعيشون حالة استسلام امام القوة الإسرائيلية التي تروج لها أمريكا والاعلام الغربي ويتبعه الاعلام العربي الرسمي. لكن ذلك ليس حتميا لان القوى الاستعمارية وعلى راسها أمريكا ستحاول ترميم هذه الصورة المنهارة واستعادة صورة "الجيش الذي لا يقهر" بهدث إبقاء الأنظمة التابعة لها راكعة امام المارد الإسرائيلي.

جيش الاحتلال يحاول الان ترميم صورته المهشمة واعادة صورة الردع المنهارة تحت ضربات المقاومة.. هل ترى انه قادر على ذلك؟ وهل صورة الدمار والخراب وقتل المدنيين تكفي لاعادة الاعتبار لهذا الجيش المهزوم؟ والثقة به من قبل المستوطنين الصهاينة؟

أمريكا برئاسة بادين وكل القوى الاستعمارية تجندت لنصرة المحتل الاسرائيل، وظهر جليا لمن ما يزال لا يرى الحقيقة، ان إسرائيل هي مشروع استعماري مشترك لكل الدول الاستعمارية الغربية، على الاقل، ولا يمكن التنازل عن هذا المشروع الا اذا اضطروا لذلك بالقوة. لذلك يستقدم باديمكل قوته العسكرية الان، حاملات الطائرات الامريكية، الغواصات النووية الالمانية، وسائل قتالية بحرية لا يعرف الاسرائيل استخدامها وسيضطرالامريكي بنفسه الى استخدامها، وفق ما قالته وسائل الاعلام الاسرائيلية، اذن أمريكا شريك فاعل في الحرب، ليس فقط بدعمها لللوجستي العسكري ولا بموقفها السياسية المسيطرة على الأمم المتحدة والمعربدة على الأنظمة العربية المطبعة، وليس بالدعم الاقتصادي فقط، انما بالمشاركة الفعلية في القتال اذا ما قامت أي جهة أخرى بمساندة الشعب الفلسطيني لانقاذه من لدمار الشامل.

كيان الاحتلال استدعى راعيه الاميركي الذي استقدم حاملة الطائرات واسلحة نوعية متقدمة.. ما الذي يمكن ان تضيفه آلة الدمار الاميركية الى قدرات القتل والخراب الصهيونية؟ وهل يمكن ان تغامر الولايات المتحدة بالتورط في حرب جديدة في المنطقة بعد هزائمها المتتالية في السنوات الماضية؟

امريكا شريكة في الحرب، وستكون شريكة فعلية بجنودها في حالة توسع الحرب على جبهات أخرى. وهذا مطلب إسرائيلي. امريكا غير معنية لكن نتانياهو يريد توريطها. نتياهو هو من طلب من بادين استجلاب حاملة الطائرات واليات حربية بحرية أخرى لتكون جاهزة في لحظة يدخل بها حزب الله لنصرة المقاومة في غزة. هذا ليس تحليلا انما نقلا عما صرح بها اعلاميون عسكريون في إسرائيل.

ما هو احتمال توسيع دائرة الحرب على ضوء التدخل الاميركي وجنون النخبة العنصرية في كيان الاحتلال؟ وهل واشنطن بصدد تفجير المنطقة بعد ان كانت تدعو الى التهدئة لكي تتفرغ لحروبها الاخرى في اوكرانيا وافريقيا والمواجهة مع الصين؟

امريكا لا تدعو التهدئة لانها تريد السلام والاستقرار انما لانها تريد إبقاء العرب راكعين وتابعين ويقبلون بكل ما تأمرهم به امريكا لتأمين مصلحة إسرائيل الاستراتيجية. حين تتمرد المقاومة على العربيدة الامريكو إسرائيلية، وخشية من تمرد الأنظمة التابعة ايضا، تقوم امريكا بنفسها بضرب المقاومة في رسالة الى الأنظمة التابعة والراكعة بالا يفكروا بالتمرد عليها او على إسرائيل. هذه هي الاستراتيجية الامريكية. لذلك يبقى السؤال الذي يبحث عن جواب، هل ستدخل قوى محور المقاومة الى الحرب في مواجهة امريكا؟ مع العلم، انه اذا سقطت غزة ستنطلق الطائرات الحربية فورا باتجاه الضاحية وأماكن أخرى.

/انتهى/

رمز الخبر 1937455

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha